مقدمة
رونالد تشارلز ديفيد بريسلو (14 مارس 1931 – 25 أكتوبر 2017) كان كيميائيًا أمريكيًا بارزًا من راهواي، نيو جيرسي. اشتهر بكونه أستاذًا جامعيًا متميزًا في جامعة كولومبيا، حيث ترك بصمة لا تُمحى في مجال الكيمياء العضوية وغير العضوية. كان بريسلو رائدًا في الكيمياء الحيوية المحاكاة، وهي دراسة الأنظمة غير البيولوجية التي تحاكي العمليات البيولوجية. ساهمت أبحاثه بشكل كبير في فهمنا للإنزيمات، وتفاعلات كيمياء المضيف والضيف، وتصميم الجزيئات الوظيفية.
نشأته وتعليمه
ولد رونالد بريسلو في راهواي، نيو جيرسي، ونشأ في بيئة حفزت شغفه بالعلوم. حصل على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة هارفارد عام 1952، حيث تفوق في دراسته. ثم واصل تعليمه في جامعة هارفارد، وحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية عام 1956 تحت إشراف رائد الكيمياء العضوية، روبرت بيرنز وودوارد. كان لودوارد تأثير عميق على بريسلو، وغرس فيه حبًا مدى الحياة لحل المشكلات المعقدة والإبداع في مجال الكيمياء.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ بريسلو مسيرته المهنية الأكاديمية في جامعة كولومبيا عام 1956 كأستاذ مساعد. سرعان ما ارتقى في الرتب، ليصبح أستاذًا مشاركًا عام 1962 وأستاذًا كاملاً عام 1964. في عام 1988، حصل على لقب الأستاذ الجامعي المتميز، وهو أعلى تقدير يمكن أن تمنحه جامعة كولومبيا لأعضاء هيئة التدريس. على مدار مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من ستة عقود، قام بريسلو بتدريس وإرشاد أجيال من الكيميائيين، وألهمهم لمتابعة البحث والاكتشاف.
إنجازاته وأبحاثه
كان رونالد بريسلو شخصية رائدة في مجال الكيمياء، حيث قدم مساهمات كبيرة في مجالات متنوعة. تشمل بعض إنجازاته البارزة ما يلي:
- الكيمياء الحيوية المحاكاة: يُعتبر بريسلو على نطاق واسع أحد مؤسسي هذا المجال، والذي يركز على تصميم ودراسة الأنظمة غير البيولوجية التي تحاكي العمليات البيولوجية. هدفت أبحاثه في هذا المجال إلى فهم المبادئ الأساسية للتحفيز الإنزيمي وتصميم محفزات اصطناعية ذات كفاءة أعلى.
- تفاعلات كيمياء المضيف والضيف: كان بريسلو رائدًا في دراسة التفاعلات بين الجزيئات المضيفة والضيفة، حيث استكشف كيفية ارتباط الجزيئات الصغيرة بالجزيئات الكبيرة والتعرف عليها. كان لعمله في هذا المجال آثار كبيرة على تطوير أجهزة الاستشعار الجزيئية والأدوية وأنظمة توصيل الأدوية.
- تصميم الجزيئات الوظيفية: قام بريسلو بتصميم وتصنيع مجموعة واسعة من الجزيئات الوظيفية ذات الخصائص الفريدة، مثل المحفزات الاصطناعية، والمستشعرات، والمواد ذات الخصائص البصرية أو الإلكترونية الخاصة.
- دراسة آليات التفاعل: ساهم بريسلو بشكل كبير في فهم آليات التفاعلات العضوية، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات التجريبية والنظرية. قدمت أبحاثه رؤى قيمة حول كيفية حدوث التفاعلات الكيميائية على المستوى الجزيئي.
بالإضافة إلى هذه الإنجازات، نشر بريسلو أكثر من 400 ورقة بحثية في مجلات علمية مرموقة، وحصل على العديد من براءات الاختراع لاختراعاته. كان متحدثًا مطلوبًا في المؤتمرات والندوات حول العالم، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة لعمله الرائد.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لمساهماته البارزة في مجال الكيمياء، حصل رونالد بريسلو على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة، بما في ذلك:
- الميدالية الوطنية للعلوم: أعلى وسام تمنحه حكومة الولايات المتحدة للعلماء والمهندسين.
- جائزة ويلارد جيبس: جائزة مرموقة تمنحها قسم شيكاغو في الجمعية الكيميائية الأمريكية.
- جائزة آرثر سي كوب للكيمياء العضوية: جائزة تمنحها الجمعية الكيميائية الأمريكية للإنجازات المتميزة في الكيمياء العضوية.
- جائزة الجمعية الكيميائية الأمريكية في الكيمياء العضوية: جائزة أخرى من الجمعية الكيميائية الأمريكية للاعتراف بالمساهمات المتميزة في الكيمياء العضوية.
- زمالة ماك آرثر: تُعرف أيضًا باسم “منحة العبقرية”، وهي جائزة تُمنح للأفراد الموهوبين بشكل استثنائي الذين أظهروا إمكانات كبيرة في مجالاتهم.
- دكتوراه فخرية من العديد من الجامعات: حصل بريسلو على شهادات دكتوراه فخرية من العديد من الجامعات المرموقة حول العالم، تقديرًا لمساهماته في مجال الكيمياء.
تأثيره وإرثه
كان لرونالد بريسلو تأثير عميق على مجال الكيمياء، وألهم أجيالًا من العلماء لمتابعة البحث والاكتشاف. كان رائدًا في الكيمياء الحيوية المحاكاة، وساهم بشكل كبير في فهمنا للإنزيمات، وتفاعلات كيمياء المضيف والضيف، وتصميم الجزيئات الوظيفية. كان لعمله آثار كبيرة على تطوير أجهزة الاستشعار الجزيئية والأدوية وأنظمة توصيل الأدوية.
بالإضافة إلى مساهماته البحثية، كان بريسلو معلمًا وموجهًا متميزًا. قام بتدريس وإرشاد أجيال من الكيميائيين، وغرس فيهم حبًا مدى الحياة للعلوم. كان معروفًا بفكره الحاد وإبداعه وقدرته على حل المشكلات المعقدة. سيستمر إرثه في إلهام الكيميائيين في المستقبل.
حياته الشخصية
تزوج رونالد بريسلو من استير كيرشاو بريسلو، وأنجبا ثلاثة أطفال: ستيفن، ونينا، وجويس. كان لديه أيضًا سبعة أحفاد. خارج نطاق الكيمياء، كان بريسلو يتمتع بالعديد من الاهتمامات، بما في ذلك لعب الشطرنج، والرقص، وقراءة الأدب.
وفاته
توفي رونالد بريسلو في 25 أكتوبر 2017، عن عمر يناهز 86 عامًا. لقد ترك وراءه إرثًا غنيًا من الإنجازات العلمية والإلهام، وسيظل يُذكر دائمًا كواحد من أعظم الكيميائيين في عصره.
خاتمة
كان رونالد بريسلو عالمًا استثنائيًا ومعلمًا ملهمًا. ساهمت أبحاثه الرائدة في الكيمياء الحيوية المحاكاة وتفاعلات كيمياء المضيف والضيف وتصميم الجزيئات الوظيفية بشكل كبير في فهمنا للعالم من حولنا. سيستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة من الكيميائيين لمتابعة البحث والاكتشاف والسعي لتحقيق التميز في مجالهم.