التشكيل والتدريب
تم تشكيل السرب رقم 99 في محطة ناروبي الجوية، كوينزلاند، في 15 مايو 1944. تم تجهيزه بقاذفات نورثروب غرومان إيه-20 هافوك (Northrop A-20 Havoc) في البداية. كان دور السرب الأساسي هو تنفيذ عمليات القصف التكتيكي لدعم القوات البرية في منطقة المحيط الهادئ. خضع الطيارون وأفراد الطاقم الأرضي لتدريب مكثف على تشغيل وصيانة هذه الطائرات، بالإضافة إلى التكتيكات المستخدمة في عمليات القصف.
في البداية، واجه السرب تحديات في الحصول على عدد كاف من الطائرات والموظفين المدربين. ومع ذلك، وبحلول نهاية عام 1944، أصبح السرب جاهزًا للعمليات القتالية. انتقل السرب إلى مطار كلارك في إقليم شمالي، حيث انضم إلى وحدات أخرى تابعة لسلاح الجو الملكي الأسترالي استعدادًا للهجوم على المواقع اليابانية.
العمليات القتالية
بدأ السرب رقم 99 عملياته القتالية في ديسمبر 1944، واستهدف مواقع يابانية في جزر الهند الشرقية الهولندية. شملت الأهداف المطارات ومستودعات الإمداد ومناطق التجمع. غالبًا ما كانت هذه المهام تنطوي على طيران لمسافات طويلة فوق المياه المفتوحة، مما يزيد من المخاطر التي يتعرض لها الطيارون وأفراد الطاقم. نفذ السرب غاراته بشكل أساسي في النهار، مستفيدًا من السرعة والقدرة على المناورة لقاذفات إيه-20 هافوك. على الرغم من كونها قاذفات خفيفة، إلا أنها أثبتت فعاليتها في مهاجمة أهداف محددة بدقة.
في الأشهر الأخيرة من الحرب، شارك السرب رقم 99 في دعم عملية أوكبو، وهي حملة للاستيلاء على جزيرة تاراكان في بورنيو. نفذ السرب غارات جوية لدعم القوات الأسترالية المتقدمة، مما ساهم في النهاية في نجاح العملية. خلال هذه الفترة، واجه السرب مقاومة عنيفة من المدفعية المضادة للطائرات اليابانية والطائرات المقاتلة، مما أدى إلى خسائر في الأفراد والطائرات.
بشكل عام، نفذ السرب رقم 99 أكثر من 500 طلعة جوية قتالية خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من فترة خدمته القصيرة نسبيًا، فقد لعب دورًا مهمًا في المجهود الحربي الأسترالي في منطقة المحيط الهادئ.
نهاية الحرب والحل
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، بدأ السرب رقم 99 في تقليل عملياته. لم تعد هناك حاجة إلى مهام القصف، وبدأ أفراد السرب في الاستعداد للعودة إلى ديارهم. تم حل السرب رسميًا في 15 مايو 1946، بعد عام واحد بالضبط من تشكيله. تم تسريح العديد من أفراد السرب، بينما تم نقل آخرين إلى وحدات أخرى تابعة لسلاح الجو الملكي الأسترالي.
على الرغم من وجوده القصير، ترك السرب رقم 99 إرثًا دائمًا في تاريخ سلاح الجو الملكي الأسترالي. يُذكر السرب بشجاعة ومهارة أفراده، بالإضافة إلى مساهمتهم في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية.
الطائرات المستخدمة
- نورثروب غرومان إيه-20 هافوك (Northrop A-20 Havoc): كانت هذه القاذفة الخفيفة الأمريكية الصنع هي الطائرة الرئيسية التي استخدمها السرب رقم 99. كانت معروفة بسرعتها وقدرتها على المناورة، مما جعلها مناسبة لمهام القصف التكتيكي.
قادة السرب
تولى عدد من الضباط قيادة السرب رقم 99 خلال فترة وجوده. لعب هؤلاء القادة دورًا حيويًا في ضمان استعداد السرب للعمليات القتالية وقيادته بنجاح في المعركة. تضمنت مسؤولياتهم الإشراف على التدريب، والتخطيط للمهام، والحفاظ على الروح المعنوية بين أفراد السرب.
الإرث والتكريم
يُذكر السرب رقم 99 اليوم كجزء مهم من تاريخ سلاح الجو الملكي الأسترالي. تُظهر خدمته خلال الحرب العالمية الثانية التزام أستراليا بالمساهمة في المجهود الحربي للحلفاء. يتم الاحتفال بشجاعة وتفاني أفراد السرب في النصب التذكارية والمتاحف في جميع أنحاء أستراليا. لا يزال إرث السرب يلهم الأجيال القادمة من أفراد سلاح الجو الملكي الأسترالي.
خاتمة
كان السرب رقم 99 التابع لسلاح الجو الملكي الأسترالي وحدة قاذفات ثقيلة لعبت دورًا حيويًا في العمليات الجوية خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من تشكيله في وقت متأخر نسبيًا من الحرب وحله بعد انتهائها بفترة وجيزة، إلا أن السرب ساهم بشكل كبير في المجهود الحربي الأسترالي في منطقة المحيط الهادئ. من خلال التدريب المكثف والقيادة الفعالة والاستخدام الماهر لطائرات نورثروب غرومان إيه-20 هافوك، نفذ السرب رقم 99 بنجاح مهام قصف ضد أهداف يابانية، ودعم القوات البرية، وساعد في تأمين النصر للحلفاء.