التشكيل الأول (أكتوبر 1943 – مايو 1944)
تم تشكيل الجبهة الأوكرانية الرابعة لأول مرة في 20 أكتوبر 1943، نتيجة لإعادة تسمية الجبهة الجنوبية. وكان الهدف من هذه الخطوة هو تبسيط الهيكل القيادي وتنظيم القوات السوفيتية بشكل أكثر فعالية في القطاعات الجنوبية من الجبهة الشرقية. في وقت تشكيلها، كانت الجبهة الأوكرانية الرابعة تتألف من الجيوش التالية:
- جيش الحرس الثاني
- جيش المشاة الثالث
- جيش الصدمة الخامس
- جيش الحرس الثامن
- جيش المشاة السابع والعشرون
- الجيش الثامن والعشرون
- الجيش الواحد والخمسون
- جيش الصدمة الثالث والخمسون
- جيش الحرس السادس والتسعون
- الجيش الجوي الثامن
تم تعيين الجنرال روديون مالينوفسكي كأول قائد للجبهة الأوكرانية الرابعة. كان مالينوفسكي قائدًا عسكريًا ذا خبرة، وقد اكتسب سمعة طيبة في قيادة ناجحة في معارك كبرى مثل معركة ستالينجراد. تحت قيادته، شاركت الجبهة الأوكرانية الرابعة في سلسلة من العمليات الهجومية والدفاعية في جنوب أوكرانيا.
كانت المهمة الأولية للجبهة الأوكرانية الرابعة هي احتواء وصد القوات الألمانية في منطقة زابوروجي. تمكنت الجبهة من تحقيق ذلك بنجاح، مما ساهم في تحقيق الاستقرار في الخطوط السوفيتية ومنع المزيد من التقدم الألماني. بعد ذلك، شاركت الجبهة في هجوم نيكوبول – كريفوي روج في الفترة من يناير إلى فبراير 1944. كان هذا الهجوم يهدف إلى القضاء على نتوء نيكوبول، وهو موقع ألماني مهم يهدد الخطوط السوفيتية وكان مصدرًا قيمًا للموارد للقوات الألمانية. لعبت الجبهة الأوكرانية الرابعة دورًا حاسمًا في الهجوم، حيث اخترقت الدفاعات الألمانية واستولت على نيكوبول، مما ألحق خسائر فادحة بالجيش الألماني.
بعد هجوم نيكوبول – كريفوي روج، شاركت الجبهة الأوكرانية الرابعة في عملية تحرير القرم في أبريل ومايو 1944. كانت القرم معقلًا ألمانيًا مهمًا، وكان تحريرها ضروريًا لاستعادة السيطرة السوفيتية على البحر الأسود. عملت الجبهة الأوكرانية الرابعة جنبًا إلى جنب مع الجبهة الأوكرانية الثالثة في الهجوم، واخترقت الدفاعات الألمانية واستولت على سيفاستوبول، العاصمة الإقليمية. أدى تحرير القرم إلى إلحاق هزيمة كبيرة بالقوات الألمانية وحرمهم من قاعدة استراتيجية مهمة.
في مايو 1944، بعد الانتهاء من عملية تحرير القرم، تم حل الجبهة الأوكرانية الرابعة. تم نقل قواتها ومعداتها إلى وحدات أخرى، وتم تعيين الجنرال مالينوفسكي لقيادة الجبهة الأوكرانية الثانية.
التشكيل الثاني (أغسطس 1944 – مايو 1945)
تم تشكيل الجبهة الأوكرانية الرابعة للمرة الثانية في 5 أغسطس 1944، من خلال إعادة تسمية جيش الساحل المنفصل. كان الهدف من هذا التشكيل هو توفير هيكل قيادي مخصص للعمليات في جبال الكاربات. في وقت تشكيلها، كانت الجبهة الأوكرانية الرابعة تتألف من الجيوش التالية:
- جيش الحرس الأول
- جيش المشاة الثامن عشر
- الجيش السابع والثلاثون
- الجيش السادس والأربعون
- الجيش الجوي الثامن
تم تعيين الجنرال إيفان بيتروف كقائد للجبهة الأوكرانية الرابعة. كان بيتروف قائدًا عسكريًا ذا خبرة، وقد أظهر قدراته في قيادة ناجحة في معارك مختلفة على الجبهة الشرقية. تحت قيادته، شاركت الجبهة الأوكرانية الرابعة في سلسلة من العمليات الهجومية والدفاعية في جبال الكاربات.
كانت المهمة الأولية للجبهة الأوكرانية الرابعة هي صد القوات الألمانية والمجرية في جبال الكاربات. كانت الجبال تضاريس صعبة، مما جعل العمليات العسكرية صعبة. ومع ذلك، تمكنت الجبهة من احتواء وصد هجمات العدو، ومنعهم من اختراق الخطوط السوفيتية. بعد ذلك، شاركت الجبهة في عملية ديبريسين في أكتوبر 1944. كان هذا الهجوم يهدف إلى إلحاق الهزيمة بالقوات الألمانية والمجرية في منطقة ديبريسين واستعادة الأراضي في المجر. لعبت الجبهة الأوكرانية الرابعة دورًا حاسمًا في الهجوم، حيث اخترقت الدفاعات الألمانية والمجرية واستولت على ديبريسين، مما ألحق خسائر فادحة بالعدو.
بعد عملية ديبريسين، شاركت الجبهة الأوكرانية الرابعة في عملية مورافيا-أوسترافا في الفترة من مارس إلى مايو 1945. كان هذا الهجوم يهدف إلى إلحاق الهزيمة بالقوات الألمانية في منطقة مورافيا-أوسترافا واستعادة الأراضي في تشيكوسلوفاكيا. لعبت الجبهة الأوكرانية الرابعة دورًا حاسمًا في الهجوم، حيث اخترقت الدفاعات الألمانية واستولت على أوسترافا، وهي مركز صناعي مهم. أدى الاستيلاء على أوسترافا إلى إلحاق ضربة كبيرة بالاقتصاد الألماني ومهد الطريق لمزيد من التقدم السوفيتي.
بعد الانتهاء من عملية مورافيا-أوسترافا، شاركت الجبهة الأوكرانية الرابعة في هجوم براغ في مايو 1945. كان هذا الهجوم هو العملية العسكرية الرئيسية الأخيرة في الجبهة الشرقية، وكان يهدف إلى إلحاق الهزيمة ببقايا القوات الألمانية في تشيكوسلوفاكيا وتحرير براغ. عملت الجبهة الأوكرانية الرابعة جنبًا إلى جنب مع الجبهتين الأوكرانيتين الأولى والثانية في الهجوم، وحاصرت براغ واستسلمت القوات الألمانية. أدى الاستيلاء على براغ إلى نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
في نهاية الحرب، ظلت الجبهة الأوكرانية الرابعة في حالة تأهب. في 25 يوليو 1945، تم حل الجبهة الأوكرانية الرابعة. تم نقل قواتها ومعداتها إلى وحدات أخرى، وتم تسريح الجنرال بيتروف من الخدمة.
أهمية الجبهة الأوكرانية الرابعة
كانت الجبهة الأوكرانية الرابعة قوة كبيرة في الجيش الأحمر، ولعبت دورًا حاسمًا في هزيمة ألمانيا النازية وحلفائها. شاركت الجبهة في العديد من العمليات الهجومية والدفاعية الرئيسية، وساهمت في تحرير أوكرانيا والقرم وأجزاء من أوروبا الشرقية. كما أظهر قادة الجبهة، مثل الجنرالين مالينوفسكي وبيتروف، مهارات قيادية استثنائية ولعبوا دورًا حيويًا في نجاح العمليات السوفيتية.
بالإضافة إلى مساهماتها العسكرية، لعبت الجبهة الأوكرانية الرابعة أيضًا دورًا في إعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب. ساعدت الجبهة في تطهير الأراضي من الألغام والمتفجرات، وتوفير الغذاء والمأوى للمدنيين، واستعادة البنية التحتية الأساسية. ساعدت هذه الجهود في تخفيف معاناة السكان المتضررين من الحرب ومهدت الطريق للتعافي وإعادة الإعمار.
خاتمة
كانت الجبهة الأوكرانية الرابعة قوة عسكرية سوفيتية مهمة قاتلت على الجبهة الشرقية في الحرب العالمية الثانية. شاركت الجبهة في العديد من العمليات الهجومية والدفاعية الرئيسية، وساهمت في تحرير أوكرانيا والقرم وأجزاء من أوروبا الشرقية. لعب قادة الجبهة، مثل الجنرالين مالينوفسكي وبيتروف، دورًا حيويًا في نجاح العمليات السوفيتية. بالإضافة إلى مساهماتها العسكرية، لعبت الجبهة الأوكرانية الرابعة أيضًا دورًا في إعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب. سيظل إرث الجبهة الأوكرانية الرابعة بمثابة شهادة على شجاعة وتضحية الجنود السوفييت الذين قاتلوا من أجل الحرية.