التاريخ
في 20 أكتوبر 1943، أعيد تسمية جبهة السهوب رسميًا لتصبح الجبهة الأوكرانية الثانية. كان يقودها في البداية الفريق أول إيفان كونيف. وكانت مهمة الجبهة هي التقدم غربًا وتحرير الأراضي الأوكرانية التي كانت لا تزال تحت الاحتلال الألماني.
بدأت الجبهة الأوكرانية الثانية عملياتها الهجومية الرئيسية في أواخر عام 1943، وشاركت في معركة دنيبرو. ساهمت الجبهة بشكل كبير في اختراق خطوط الدفاع الألمانية القوية على طول نهر دنيبرو، مما أدى إلى تحرير كييف في نوفمبر 1943. كان هذا الانتصار نقطة تحول مهمة في الحرب على الجبهة الشرقية.
في عام 1944، واصلت الجبهة الأوكرانية الثانية تقدمها غربًا، وشاركت في عدد من العمليات الهجومية الكبرى، بما في ذلك عملية كورسون-تشيركاسي وعملية أومان-بوتوساني. تسببت هذه العمليات في إلحاق خسائر فادحة بالقوات الألمانية، وأدت إلى تحرير أجزاء كبيرة من أوكرانيا.
في أغسطس 1944، شاركت الجبهة الأوكرانية الثانية في عملية ياش-كيشيناو، وهي عملية مشتركة مع الجبهة الأوكرانية الثالثة. هدفت هذه العملية إلى تدمير مجموعة الجيوش الألمانية الجنوبية في رومانيا. حققت العملية نجاحًا باهرًا، مما أدى إلى انهيار الجبهة الرومانية وانتقال رومانيا إلى جانب الحلفاء.
في أواخر عام 1944 وأوائل عام 1945، شاركت الجبهة الأوكرانية الثانية في معارك شرسة في المجر. كانت القوات الألمانية قد حصنت نفسها بقوة في المجر، وكانت المعارك شرسة وطويلة الأمد. ومع ذلك، تمكنت الجبهة الأوكرانية الثانية في النهاية من اختراق الدفاعات الألمانية وتحرير بودابست في فبراير 1945.
بعد تحرير المجر، واصلت الجبهة الأوكرانية الثانية تقدمها إلى النمسا. شاركت الجبهة في معارك شرسة في النمسا، ولكنها تمكنت في النهاية من تحرير فيينا في أبريل 1945. بعد تحرير فيينا، استمرت الجبهة في التقدم حتى نهاية الحرب في مايو 1945.
العمليات الرئيسية
شاركت الجبهة الأوكرانية الثانية في العديد من العمليات الهجومية الرئيسية خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك:
- معركة دنيبرو (1943): لعبت دورًا حاسمًا في اختراق الدفاعات الألمانية على طول نهر دنيبرو.
- عملية كورسون-تشيركاسي (1944): طوقت ودمرت مجموعة كبيرة من القوات الألمانية.
- عملية أومان-بوتوساني (1944): دفعت القوات الألمانية إلى الخلف عبر أوكرانيا.
- عملية ياش-كيشيناو (1944): دمرت مجموعة الجيوش الألمانية الجنوبية في رومانيا.
- معركة بودابست (1944-1945): حررت بودابست بعد معارك شرسة.
- معركة فيينا (1945): حررت فيينا في نهاية الحرب.
القادة
قاد الجبهة الأوكرانية الثانية عدد من القادة البارزين خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك:
- الفريق أول إيفان كونيف (أكتوبر 1943 – مايو 1945): قاد الجبهة طوال معظم فترة وجودها.
- المارشال روديون مالينوفسكي (مايو 1945 – يونيو 1945): تولى القيادة لفترة وجيزة في نهاية الحرب.
التنظيم
تألفت الجبهة الأوكرانية الثانية عادةً من عدة جيوش أسلحة مشتركة وجيوش دبابات وجيوش جوية، بالإضافة إلى وحدات مدفعية ووحدات دعم أخرى. كان التنظيم الدقيق للجبهة يختلف اعتمادًا على المهمة المحددة التي تم تكليفها بها.
مثال على تنظيم نموذجي للجبهة الأوكرانية الثانية (مع الأخذ في الاعتبار التغيرات المحتملة على مر الزمن):
- جيوش الأسلحة المشتركة: كانت هذه الجيوش العمود الفقري للجبهة، وتتألف من فرق مشاة وفرق مدرعة ووحدات مدفعية. غالبًا ما كانت تتولى المهام الرئيسية في الهجوم والدفاع.
- جيوش الدبابات: كانت جيوش الدبابات عبارة عن وحدات مدرعة عالية الحركة مصممة لاختراق خطوط العدو وتنفيذ عمليات اختراق عميقة.
- جيوش جوية: قدمت جيوش الجو الدعم الجوي للقوات البرية، وشاركت في مهام الاستطلاع والقصف والاعتراض.
- وحدات المدفعية: لعبت المدفعية دورًا حيويًا في قصف مواقع العدو وتمهيد الطريق للهجمات البرية.
- وحدات الدعم: تضمنت وحدات الدعم وحدات هندسية ووحدات إشارة ووحدات نقل ووحدات طبية، والتي قدمت الدعم اللوجستي والتقني الضروري للجبهة.
أمثلة على الجيوش التي كانت جزءًا من الجبهة الأوكرانية الثانية في أوقات مختلفة:
- الجيش 40
- الجيش 27
- الجيش 52
- الجيش 53
- الجيش 46
- الجيش 4 من الحرس
- الجيش 5 من الحرس
- الجيش 6 من جيوش الدبابات الحرس
- الجيش الجوي الخامس
تجدر الإشارة إلى أن تكوين الجبهة الأوكرانية الثانية تغير على مر الزمن، حيث تم نقل الجيوش والوحدات الأخرى من وإلى الجبهة حسب الضرورة لتلبية المتطلبات التشغيلية المتغيرة.
الأهمية
كانت الجبهة الأوكرانية الثانية قوة مهمة في الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية. لعبت دورًا حاسمًا في تحرير أوكرانيا ورومانيا والمجر والنمسا من الاحتلال الألماني. ساهمت الجبهة أيضًا بشكل كبير في هزيمة ألمانيا النازية.
خاتمة
كانت الجبهة الأوكرانية الثانية تشكيلًا عسكريًا حاسمًا في الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية. من خلال مشاركتها في سلسلة من العمليات الهجومية الرئيسية، ساهمت بشكل كبير في طرد القوات الألمانية من الأراضي السوفيتية وأوروبا الشرقية، وفي نهاية المطاف، في هزيمة ألمانيا النازية. إن إرث الجبهة الأوكرانية الثانية يمثل شهادة على تصميم وشجاعة الجنود السوفييت خلال واحدة من أكثر الصراعات دموية في التاريخ.