نشأتها وعائلتها
ولدت إليزابيث ستيوارت في أواخر عام 1565، وهي ابنة جيمس ستيوارت، إيرل موراي الأول، الوصي على العرش الاسكتلندي، وأغنيس كيث، كونتيسة موراي. كان والدها شخصية بارزة في السياسة الاسكتلندية خلال فترة حكم ماري ملكة اسكتلندا، حيث شغل منصب الوصي بعد عزل ماري. أما والدتها، أغنيس كيث، فكانت ابنة ويليام كيث، إيرل ماريش الرابع، وكانت امرأة تتمتع بنفوذ كبير في حد ذاتها.
كانت إليزابيث الوريثة الوحيدة لوالدها، وبعد اغتياله في عام 1570، ورثت لقب كونتيسة موراي بحق ذاتها. هذا يعني أنها لم ترث اللقب من خلال الزواج أو الوراثة الذكورية، بل بحكم حقها الشخصي كابنة الإيرل الأول.
زواجها وحياتها الزوجية
تزوجت إليزابيث ستيوارت من جيمس ستيوارت من دونتي، وهو حفيد جيمس الخامس ملك اسكتلندا، في 23 يناير 1580. وبموجب عقد الزواج، حصل زوجها على لقب إيرل موراي، وأصبح يعرف باسم إيرل موراي الثاني. كان هذا الزواج استراتيجياً، حيث سعى إلى تعزيز مكانة عائلة ستيوارت في السياسة الاسكتلندية.
أنجبت إليزابيث وجيمس ستيوارت خمسة أطفال:
- جيمس ستيوارت، إيرل موراي الثالث
- السير فرانسيس ستيوارت
- مارغريت ستيوارت، تزوجت من السير جيمس غرانت من فريوشي
- جين ستيوارت، تزوجت من السير روبرت إينيس من تلك إليك
- آن ستيوارت، تزوجت من فرانسيس هاي، إيرل إيرول التاسع
على الرغم من مكانتها الرفيعة، لم تخلُ حياة إليزابيث من التحديات. كانت الفترة التي عاشت فيها فترة اضطرابات سياسية ودينية في اسكتلندا، وكان عليها أن تتنقل بين هذه الصراعات للحفاظ على مصالح عائلتها وممتلكاتها.
خلافها مع إيرل هانتلي
شهدت فترة تولي إليزابيث وزوجها جيمس ستيوارت لمنصب إيرل وإيرل موراي الثاني صراعًا مريرًا مع جورج جوردون، إيرل هانتلي الأول. كان هذا الصراع جزءًا من سلسلة نزاعات إقليمية وسياسية طويلة الأمد في اسكتلندا.
في عام 1591، اندلع نزاع دموي بين موراي وهانتلي. كان إيرل هانتلي، وهو كاثوليكي قوي، يمثل تهديدًا لسلطة الملك جيمس السادس. اتُهم موراي بالتآمر مع فرانسيس ستيوارت، إيرل بوثويل الخامس، الذي كان في صراع مع الملك. استغل هانتلي هذه الاتهامات كذريعة لمهاجمة موراي.
في 7 فبراير 1592، قتل إيرل موراي في قلعة دونهيبرسل على يد أتباع إيرل هانتلي. كان هذا الحدث مروعًا وأثار غضبًا واسع النطاق في جميع أنحاء اسكتلندا. يُعتقد أن الملك جيمس السادس كان متورطًا في مقتل موراي، حيث يُزعم أنه سمح لهانتلي بمهاجمة موراي دون تدخل.
أصبح مقتل إيرل موراي موضوعًا للعديد من الأغاني الشعبية والقصص، مما أدى إلى تخليد ذكراه كضحية للظلم السياسي. لعبت إليزابيث ستيوارت دورًا حاسمًا في السعي لتحقيق العدالة لزوجها بعد وفاته.
دورها بعد وفاة زوجها
بعد مقتل زوجها، أصبحت إليزابيث ستيوارت أرملة مسؤولة عن رعاية أطفالها والحفاظ على ممتلكات عائلتها. سعت جاهدة لتحقيق العدالة لزوجها، وقادت حملة لكشف ملابسات مقتله ومحاسبة المتورطين.
تمكنت إليزابيث من الحصول على تعويضات مالية من هانتلي لعائلة موراي، لكنها لم تتوقف عند هذا الحد. واصلت الضغط على الملك جيمس السادس لتقديم هانتلي إلى العدالة. على الرغم من أن هانتلي حوكم في النهاية، إلا أنه لم يعاقب بشكل كافٍ، مما أثار استياءً شعبيًا واسع النطاق.
بالإضافة إلى دورها في السعي لتحقيق العدالة لزوجها، كانت إليزابيث مسؤولة أيضًا عن إدارة ممتلكات عائلتها وتربية أطفالها. لعبت دورًا نشطًا في الشؤون السياسية المحلية، وحافظت على علاقات قوية مع العائلات النبيلة الأخرى في اسكتلندا.
وفاتها
توفيت إليزابيث ستيوارت في 18 نوفمبر 1591، قبل أشهر قليلة من مقتل زوجها. تركت وراءها إرثًا كامرأة قوية ومؤثرة لعبت دورًا مهمًا في السياسة الاسكتلندية خلال فترة مضطربة من التاريخ.
إرثها
تُذكر إليزابيث ستيوارت كشخصية بارزة في التاريخ الاسكتلندي، ليس فقط لكونها كونتيسة موراي الثانية، ولكن أيضًا لدورها في الدفاع عن حقوق عائلتها والسعي لتحقيق العدالة لزوجها. كانت امرأة قوية ومستقلة في عصر كان فيه دور المرأة في السياسة محدودًا.
أحفاد إليزابيث ستيوارت لعبوا أدوارًا مهمة في التاريخ الاسكتلندي والبريطاني. استمرت عائلة موراي في شغل مناصب بارزة في الحكومة والجيش، وساهمت في تطوير اسكتلندا.
خاتمة
كانت إليزابيث ستيوارت، كونتيسة موراي الثانية، شخصية مؤثرة في اسكتلندا في القرن السادس عشر. ورثت لقبها بحق ذاتها، وواجهت تحديات كبيرة خلال فترة مضطربة سياسيًا. لعبت دورًا حاسمًا في السعي لتحقيق العدالة بعد مقتل زوجها، وتركت إرثًا كامرأة قوية ومستقلة.