نظام المجموعة الثانية لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG II system)

مقدمة

نظام المجموعة الثانية لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG II system) هو النسخة الثانية، التي عفا عليها الزمن الآن، من نظام حديث لتصنيف النباتات المزهرة (كاسيات البذور). نُشر هذا النظام في أبريل 2003 في Botanical Journal of the Linnean Society, 141(4): 399–436. يمثل هذا النظام تحديثًا لنظام المجموعة الأولى لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG) الذي نُشر عام 1998. تم استبدال كلا النظامين لاحقًا بنظام المجموعة الثالثة لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG III) في عام 2009، ثم بنظام المجموعة الرابعة لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG IV) في عام 2016، والذي يمثل أحدث تصنيف.

الخلفية والأهداف

طُوّر نظام المجموعة الثانية لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG II) من قبل المجموعة المعروفة باسم Angiosperm Phylogeny Group (APG)، وهي مجموعة دولية من علماء النبات الذين تعاونوا لإنشاء تصنيف أكثر دقة وعلمية للنباتات المزهرة. اعتمدت هذه المجموعة بشكل كبير على البيانات الجزيئية، وخاصة تسلسل الحمض النووي، بالإضافة إلى الأدلة المورفولوجية وغيرها من الأدلة، لتحديد العلاقات التطورية بين النباتات.

الأهداف الرئيسية لنظام APG II كانت:

• توفير تصنيف موحد: إنشاء نظام تصنيف موحد ومستقر يمكن استخدامه على نطاق واسع من قبل علماء النبات والباحثين في جميع أنحاء العالم.
• إظهار العلاقات التطورية: عكس العلاقات التطورية الحقيقية بين النباتات المزهرة قدر الإمكان، بناءً على أحدث البيانات العلمية.
• المرونة والقدرة على التكيف: تصميم نظام مرن يمكن تحديثه وتعديله بسهولة مع ظهور بيانات جديدة.

التغييرات الرئيسية مقارنة بنظام APG الأول

قدم نظام APG II عددًا من التغييرات والتحسينات مقارنة بنظام APG الأول. بعض التغييرات الرئيسية تشمل:

• زيادة عدد الرتب المصنفة: قام نظام APG II بتوسيع عدد الرتب المصنفة، مما سمح بتصنيف أكثر دقة وتفصيلاً للنباتات.
• حل بعض المجموعات غير المؤكدة: تمكن نظام APG II من حل بعض المجموعات النباتية التي كانت غير مؤكدة في نظام APG الأول، وذلك بفضل البيانات الجزيئية الإضافية.
• تقديم خيارات التضمين: قدم نظام APG II مفهوم “التضمين”، مما سمح بوضع بعض العائلات الصغيرة داخل عائلات أكبر، مع الاعتراف في الوقت نفسه بتميزها. تم تقديم هذا الخيار للتعامل مع الحالات التي لم تكن فيها العلاقات التطورية واضحة تمامًا.

الهيكل العام لنظام APG II

يعتمد نظام APG II على هيكل هرمي، حيث يتم تجميع النباتات في رتب متدرجة من العمومية إلى الخصوصية. الرتب الرئيسية المستخدمة في النظام هي:

• الرتبة: أعلى مستوى من التصنيف.
• الرتيبة: مجموعة من العائلات المرتبطة تطوريًا.
• العائلة: مجموعة من الأجناس المرتبطة تطوريًا.
• الجنس: مجموعة من الأنواع المرتبطة تطوريًا.
• النوع: أصغر وحدة تصنيفية.

بالإضافة إلى هذه الرتب الرئيسية، استخدم نظام APG II أيضًا مصطلحات أخرى مثل “الفروع الحيوية” و “المجموعات غير الرسمية” للإشارة إلى مجموعات النباتات التي لم تكن علاقاتها التطورية مفهومة تمامًا.

أمثلة على التصنيفات في نظام APG II

فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية تصنيف بعض العائلات النباتية الشائعة في نظام APG II:

• الفصيلة النجيلية (Poaceae): تندرج ضمن رتبة القبئيات (Poales).
• الفصيلة الوردية (Rosaceae): تندرج ضمن رتبة الورديات (Rosales).
• الفصيلة البقولية (Fabaceae): تندرج ضمن رتبة الفوليات (Fabales).
• الفصيلة النجمية (Asteraceae): تندرج ضمن رتبة النجميات (Asterales).
• الفصيلة الزنبقية (Liliaceae): تندرج ضمن رتبة الزنبقيات (Liliales).

نقد نظام APG II

على الرغم من أن نظام APG II كان يمثل تقدمًا كبيرًا في تصنيف النباتات المزهرة، إلا أنه لم يكن خاليًا من العيوب. بعض الانتقادات الموجهة إليه تشمل:

• التركيز المفرط على البيانات الجزيئية: جادل بعض النقاد بأن نظام APG II اعتمد بشكل كبير على البيانات الجزيئية، وأهمل الأدلة المورفولوجية وغيرها من الأدلة.
• التعقيد: وجد بعض علماء النبات أن نظام APG II معقدًا للغاية ويصعب فهمه واستخدامه.
• التغييرات المستمرة: أدى التحديث المستمر لنظام APG، من خلال إصدارات APG III و APG IV، إلى بعض الارتباك وعدم الاستقرار في التصنيف.

أهمية نظام APG II

على الرغم من الانتقادات الموجهة إليه، كان نظام APG II نظامًا مهمًا في تاريخ تصنيف النباتات المزهرة. لقد ساهم في:

• تحسين فهمنا للعلاقات التطورية: ساعد نظام APG II على تحسين فهمنا للعلاقات التطورية بين النباتات المزهرة، مما أدى إلى تصنيف أكثر دقة وعلمية.
• توفير أساس للتصنيف الحديث: شكل نظام APG II الأساس للتصنيفات الحديثة للنباتات المزهرة، بما في ذلك نظامي APG III و APG IV.
• تعزيز التعاون الدولي: شجع نظام APG II التعاون الدولي بين علماء النبات، مما أدى إلى تبادل المعرفة والخبرات.

الخلافة: نظام APG III و APG IV

كما ذكرنا سابقًا، تم استبدال نظام APG II لاحقًا بنظام المجموعة الثالثة لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG III) في عام 2009، ثم بنظام المجموعة الرابعة لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG IV) في عام 2016. أدخلت هذه الأنظمة اللاحقة المزيد من التحسينات والتعديلات على تصنيف النباتات المزهرة، بناءً على البيانات الجزيئية الجديدة والأدلة الأخرى. نظام APG IV هو أحدث تصنيف معتمد حاليًا.

تضمنت التغييرات الرئيسية في نظام APG III ما يلي:

• تقليل عدد العائلات غير المصنفة: سعى نظام APG III إلى تقليل عدد العائلات التي لم يتم وضعها في رتبة محددة، مما أدى إلى تصنيف أكثر اكتمالاً.
• إعادة تنظيم بعض الرتب: تم إعادة تنظيم بعض الرتب بناءً على بيانات جديدة، مما أدى إلى تحسين دقة التصنيف.

أما نظام APG IV، فقد تضمن:

• إضافة عائلات جديدة: تم إضافة عدد من العائلات الجديدة إلى النظام، مما يعكس الاكتشافات الحديثة في علم النبات.
• تحسين دقة التصنيف: استمر نظام APG IV في تحسين دقة التصنيف من خلال دمج بيانات جديدة وأساليب تحليلية متقدمة.

تطبيقات نظام APG II (والأنظمة اللاحقة)

يستخدم نظام APG II، بالإضافة إلى الأنظمة اللاحقة (APG III و APG IV)، على نطاق واسع في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك:

• علم النبات التصنيفي: يستخدم علماء النبات هذه الأنظمة لتصنيف النباتات المزهرة وتحديدها.
• علم البيئة: يستخدم علماء البيئة هذه الأنظمة لدراسة التنوع البيولوجي وتوزيعه.
• علم الوراثة: يستخدم علماء الوراثة هذه الأنظمة لفهم تطور النباتات وتنوعها الوراثي.
• الزراعة: يستخدم المهندسون الزراعيون هذه الأنظمة لتحسين المحاصيل الزراعية وتطوير أصناف جديدة.
• البستنة: يستخدم البستانيون هذه الأنظمة لاختيار النباتات المناسبة للزراعة في الحدائق والمناظر الطبيعية.

كيفية استخدام نظام APG (بشكل عام)

إن فهم كيفية استخدام نظام APG (بشكل عام، بغض النظر عن الإصدار المحدد) يتطلب بعض المعرفة الأساسية بعلم تصنيف النبات. فيما يلي بعض الخطوات العامة:

1. تحديد النبات: الخطوة الأولى هي تحديد النبات بدقة باستخدام مفاتيح التصنيف أو الاستعانة بخبير في علم النبات.
2. التحقق من الخصائص المورفولوجية: بعد تحديد النبات، يجب التحقق من خصائصه المورفولوجية ومقارنتها بأوصاف العائلات والأجناس في نظام APG.
3. الاستشارة بالبيانات الجزيئية (إذا أمكن): إذا كانت البيانات الجزيئية متاحة، يمكن استخدامها لتأكيد التصنيف أو لتحديد موقع النبات في شجرة التطور.
4. استخدام قواعد البيانات والمصادر المتاحة عبر الإنترنت: هناك العديد من قواعد البيانات والمصادر المتاحة عبر الإنترنت التي توفر معلومات حول تصنيف النباتات وفقًا لنظام APG.
5. مراجعة أحدث إصدار: يجب دائمًا مراجعة أحدث إصدار من نظام APG (حاليا APG IV) للتأكد من أن التصنيف دقيق وحديث.

خاتمة

كان نظام المجموعة الثانية لعلم تطور سلالات كاسيات البذور (APG II) خطوة مهمة نحو تصنيف أكثر دقة وعلمية للنباتات المزهرة. على الرغم من أنه قد تم استبداله الآن بأنظمة أحدث، إلا أنه لا يزال يمثل معلمًا بارزًا في تاريخ علم النبات التصنيفي، حيث ساهم في تحسين فهمنا للعلاقات التطورية بين النباتات ووضع الأساس للتصنيفات الحديثة. من خلال التركيز على البيانات الجزيئية وتعزيز التعاون الدولي، ساهم نظام APG II في تطوير مجال علم النبات وله تأثير دائم على كيفية دراسة النباتات وتصنيفها.

المراجع

• Angiosperm Phylogeny Group (APG II). An update of the Angiosperm Phylogeny Group classification for the orders and families of flowering plants: APG II. Botanical Journal of the Linnean Society, 141(4): 399–436.
• Angiosperm Phylogeny Website
• National Center for Biotechnology Information (NCBI)
• Royal Botanic Gardens, Kew