تيهويلتشصور (Tehuelchesaurus)

الاكتشاف والتسمية

تم اكتشاف أولى حفريات تيهويلتشصور في عام 1993 من قبل عالم الحفريات الأرجنتيني خوسيه بونابرت. شملت الحفريات عظامًا من الأطراف الخلفية والعمود الفقري والضلوع. بعد دراسة متأنية، تم تصنيف هذه الحفريات على أنها تمثل جنسًا جديدًا من الديناصورات. في عام 1999، قام كل من بونابرت وزميله جييرمو روجيير بتسمية هذا الجنس باسم تيهويلتشصور بنويتزوي (Tehuelchesaurus benitezii). يشير الاسم النوعي “benitezii” إلى عائلة بينيتيز، ملاك المزرعة التي تم العثور فيها على الحفريات.

التصنيف

يصنف تيهويلتشصور ضمن مجموعة صوروبودا (Sauropoda)، وهي مجموعة من الديناصورات العاشبة العملاقة ذات الرقاب الطويلة والذيول الطويلة. ضمن صوروبودا، يتم تصنيف تيهويلتشصور ضمن مجموعة أورنثوبودا (Ornithopoda)، وهي مجموعة فرعية تضم العديد من الديناصورات العاشبة الصغيرة والمتوسطة الحجم. ومع ذلك، فإن تصنيف تيهويلتشصور الدقيق داخل صوروبودا لا يزال موضع نقاش بين علماء الحفريات. تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يكون عضوًا مبكرًا في مجموعة تيتانوصوريات (Titanosauria)، وهي مجموعة من صوروبودا العملاقة التي ازدهرت خلال العصر الطباشيري.

الوصف الجسدي

على الرغم من أن الحفريات المكتشفة لتيهويلتشصور غير مكتملة، إلا أنها توفر معلومات قيمة حول حجم وشكل هذا الديناصور. تشير التقديرات إلى أن تيهويلتشصور كان يبلغ طوله حوالي 18 مترًا ووزنه حوالي 10 أطنان. كان يتميز برقبة طويلة وذيل طويل وجسم ضخم، وهي سمات نموذجية للصوربودا. كانت أطرافه الأمامية أقصر من أطرافه الخلفية، مما يشير إلى أنه كان يسير على أربع.

بالمقارنة مع صوروبودا الأخرى، كان تيهويلتشصور يتميز ببعض الخصائص الفريدة. على سبيل المثال، كانت عظام العمود الفقري لديه أكثر استطالة من تلك الموجودة في العديد من صوروبودا الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، كانت عظام الأطراف الخلفية لديه أكثر رشاقة، مما يشير إلى أنه ربما كان أكثر قدرة على الحركة من بعض أقاربه الأكثر ضخامة.

النظام الغذائي

كان تيهويلتشصور ديناصورًا عاشبًا، مما يعني أنه كان يتغذى على النباتات. نظرًا لحجمه الكبير، كان من المحتمل أن يتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات، بما في ذلك السرخسيات والسيكاديات والصنوبريات. ربما كان يستخدم رقبته الطويلة للوصول إلى أوراق الأشجار العالية. من المحتمل أيضًا أنه كان يبتلع الحجارة الصغيرة (الحصى) للمساعدة في طحن الطعام في معدته، وهي ممارسة شائعة بين العديد من الديناصورات العاشبة.

البيئة

عاش تيهويلتشصور في منطقة كانت تتميز بمناخ دافئ ورطب خلال العصر الجوراسي المتأخر. كانت المنطقة مغطاة بالغابات الكثيفة والأراضي الرطبة. كانت تشترك في بيئتها مع مجموعة متنوعة من الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الديناصورات الأخرى والتماسيح والسلاحف والثدييات الصغيرة. من بين الديناصورات الأخرى التي ربما عاشت مع تيهويلتشصور ديناصورات مفترسة مثل بياتنيتزكيسوروس (Piatnitzkysaurus) وكونكافيناتور (Concavenator). هذه الديناصورات المفترسة ربما كانت تشكل تهديدًا لتيهويلتشصور، خاصةً لصغارها أو الأفراد الضعفاء.

الأهمية العلمية

يعتبر تيهويلتشصور مهمًا لعدة أسباب. أولاً، يوفر معلومات قيمة حول تطور صوروبودا في أمريكا الجنوبية. ثانيًا، يساعد على فهم التنوع البيولوجي في العصر الجوراسي المتأخر. ثالثًا، يقدم نظرة ثاقبة حول العلاقات البيئية بين الديناصورات والحيوانات الأخرى التي عاشت في نفس المنطقة.

إن اكتشاف تيهويلتشصور يمثل إضافة قيمة إلى سجل الحفريات في الأرجنتين، التي تعتبر واحدة من أغنى مناطق العالم من حيث اكتشافات الديناصورات. تستمر الأبحاث حول تيهويلتشصور في تزويدنا بمعلومات جديدة حول هذا الديناصور الرائع وعصره.

دراسات حديثة

أدت الدراسات الحديثة إلى إعادة تقييم مكانة تيهويلتشصور التصنيفية. بعض التحليلات تشير إلى أنه قد يكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بـ “براتشيوصوريات” (Brachiosaurids)، وهي مجموعة أخرى من صوروبودا المعروفة بأطرافها الأمامية الطويلة. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الحفريات والدراسات لتحديد موقعه الدقيق في شجرة عائلة صوروبودا بشكل قاطع.

بالإضافة إلى ذلك، ركزت الأبحاث الحديثة على تحليل عظام تيهويلتشصور المجهرية، بهدف فهم نمو هذا الديناصور ومعدل الأيض لديه. قد توفر هذه الدراسات رؤى قيمة حول بيولوجيا الديناصورات العاشبة العملاقة.

خاتمة

تيهويلتشصور هو جنس من ديناصورات صوروبودا العاشبة التي عاشت في الأرجنتين خلال العصر الجوراسي المتأخر. على الرغم من أن الحفريات المكتشفة غير مكتملة، إلا أنها توفر معلومات قيمة حول حجم وشكل هذا الديناصور ونظامه الغذائي وبيئته. يعتبر تيهويلتشصور مهمًا لفهم تطور صوروبودا والتنوع البيولوجي في العصر الجوراسي المتأخر.