مقدمة
كارولين غريلز (اسمها الأصلي ميكلسون؛ بين عامي 1888 و 1890 – 6 أكتوبر 1960) كانت سفاحة أسترالية قامت بتسميم ضحاياها. اشتهرت بكونها “المبتسمة القاتلة” بسبب مظهرها الخارجي اللطيف والمرح، بينما كانت في الواقع تخفي طبيعتها القاتلة. على الرغم من أن التحقيقات الرسمية ربطتها بشكل قاطع بوفاة أربعة أشخاص، إلا أن هناك شكوكًا قوية حول تورطها في وفيات أخرى.
حياتها المبكرة
ولدت كارولين ميكلسون في مكان ما بين عامي 1888 و 1890. لا تتوفر الكثير من التفاصيل حول طفولتها المبكرة وحياتها قبل الزواج. تزوجت وأنجبت عدة أطفال، وعاشت حياة تبدو عادية في ضواحي سيدني. لم يكن هناك ما يشير إلى أن هذه المرأة ستصبح واحدة من أشهر السفاحين في تاريخ أستراليا.
بداية الشكوك
بدأت الشكوك تحوم حول كارولين غريلز بعد وفاة العديد من أفراد عائلتها ومعارفها في ظروف غامضة. بدأت الشرطة في التحقيق بعد تلقي بلاغات وشكاوى من أشخاص لاحظوا أن غريلز كانت آخر من رأى الضحايا قبل وفاتهم، وأنها كانت دائمًا ما تقدم لهم الطعام أو الشراب.
كانت أولى الضحايا المؤكدة لكارولين غريلز هن زوجة شقيق زوجها، إيفلين غرينر، وابنة أختها، جوانا ميتشل. توفيت إيفلين عام 1947 بعد فترة وجيزة من تناولها الشاي الذي أعدته كارولين. وبعد بضعة أشهر، توفيت جوانا بنفس الطريقة، مما زاد من الشكوك حول كارولين.
استخدام الثاليوم
بعد إجراء فحوصات السموم على جثث الضحايا، اكتشفت الشرطة وجود آثار لمادة الثاليوم السامة. الثاليوم مادة عديمة الطعم والرائحة، مما يجعل اكتشافها صعبًا. كانت كارولين غريلز تحصل على الثاليوم من خلال شراء مبيدات الحشرات التي تحتوي عليه، وكانت تستخدمه في تسميم ضحاياها.
كانت كارولين تشتري مبيدات الحشرات بحجة أنها تستخدمها للقضاء على الحشرات والقوارض في منزلها. لم يكن أحد يشك في أنها تستخدم هذه المبيدات في أغراض أخرى، حتى بدأت الوفيات الغامضة في الظهور.
الضحايا
بالإضافة إلى إيفلين غرينر وجوانا ميتشل، يُعتقد أن كارولين غريلز قتلت أيضًا زوجها، ريتشارد غريلز، ووالدة زوجها، كريستينا غريلز. توفي ريتشارد عام 1939، وتوفيت كريستينا عام 1947. على الرغم من أن الوفيات لم يتم التحقيق فيها بشكل كامل في ذلك الوقت، إلا أن الأدلة اللاحقة أشارت إلى أن كارولين كانت مسؤولة عن تسميمهم أيضًا.
- إيفلين غرينر: زوجة شقيق زوجها، توفيت عام 1947 بعد تناول الشاي الذي أعدته كارولين.
- جوانا ميتشل: ابنة أختها، توفيت بعد بضعة أشهر من وفاة إيفلين بنفس الطريقة.
- ريتشارد غريلز: زوجها، توفي عام 1939.
- كريستينا غريلز: والدة زوجها، توفيت عام 1947.
يشتبه المحققون أيضًا في أن كارولين غريلز كانت مسؤولة عن وفاة عدد آخر من الأشخاص، بمن فيهم بعض جيرانها وأصدقائها. ومع ذلك، لم يتمكنوا من جمع أدلة كافية لإدانتها بجرائم قتل أخرى.
التحقيق والمحاكمة
بعد فترة طويلة من الشكوك والتحقيقات، تم القبض على كارولين غريلز عام 1953 بتهمة قتل إيفلين غرينر. خلال المحاكمة، قدم الادعاء أدلة قوية تربط كارولين بالوفاة، بما في ذلك شهادات من شهود عيان وتحاليل السموم التي كشفت عن وجود الثاليوم في جثة الضحية.
حاولت كارولين الدفاع عن نفسها، مدعية أنها بريئة وأنها لم تسمم أي شخص. ومع ذلك، لم يقتنع المحلفون بأقوالها، وأدانوها بتهمة القتل.
السجن والموت
حُكم على كارولين غريلز بالسجن المؤبد بتهمة قتل إيفلين غرينر. أمضت بقية حياتها في السجن، حيث توفيت في 6 أكتوبر 1960 بسبب التهاب رئوي حاد. لم تعترف كارولين أبدًا بجرائمها، وظلت مصرة على براءتها حتى وفاتها.
الشخصية والدوافع
كانت كارولين غريلز امرأة ذات شخصية معقدة. كانت تبدو ظاهريًا لطيفة ومرحة، وكانت تحظى بشعبية في مجتمعها. ومع ذلك، كانت تخفي وراء هذا المظهر الخارجي طبيعة قاسية وعقلًا مدبرًا. لم يتمكن المحققون من تحديد دوافعها بشكل قاطع، لكن يُعتقد أنها كانت مدفوعة بالجشع والرغبة في السيطرة.
يعتقد البعض أن كارولين كانت تستمتع بالشعور بالسلطة الذي كانت تحصل عليه من تسميم ضحاياها. يعتقد آخرون أنها كانت تفعل ذلك من أجل الحصول على المال أو الممتلكات من ضحاياها.
تأثير القضية
أثارت قضية كارولين غريلز صدمة كبيرة في أستراليا. كانت واحدة من أشهر قضايا القتل في تاريخ البلاد، ولا تزال تثير اهتمام الناس حتى اليوم. أدت القضية إلى تغييرات في القوانين المتعلقة ببيع مبيدات الحشرات، وزادت من الوعي بمخاطر التسمم.
كما ألهمت قضية كارولين غريلز العديد من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية. لا تزال قصتها بمثابة تذكير بأن الشر يمكن أن يختبئ وراء أكثر الوجوه غير المتوقعة.
ألقاب كارولين غريلز
حصلت كارولين غريلز على العديد من الألقاب بسبب طبيعة جرائمها وشخصيتها المزدوجة، من بينها:
- المبتسمة القاتلة (Smiling Killer): بسبب مظهرها اللطيف والمرح الذي يخفي طبيعتها القاتلة.
- ملاك الموت (Angel of Death): وهو لقب يُطلق على السفاحين الذين يقتلون ضحاياهم، وغالبًا ما يكونون من المرضى أو كبار السن الذين يعتمدون عليهم.
دروس مستفادة
تقدم قضية كارولين غريلز دروسًا مهمة حول أهمية الحذر واليقظة. يجب أن نكون حذرين بشأن الأشخاص الذين نثق بهم، ويجب أن نكون على دراية بمخاطر التسمم. يجب أيضًا أن نتذكر أن المظاهر يمكن أن تكون خادعة، وأن الشر يمكن أن يختبئ وراء أكثر الوجوه غير المتوقعة.
خاتمة
كارولين غريلز سفاحة أسترالية قامت بتسميم ضحاياها بمادة الثاليوم. على الرغم من إدانتها بقتل أربعة أشخاص، إلا أن هناك شكوكًا حول تورطها في وفيات أخرى. كانت تُعرف باسم “المبتسمة القاتلة” بسبب مظهرها الخارجي اللطيف والمرح الذي يخفي طبيعتها القاتلة. أثارت قضية كارولين غريلز صدمة كبيرة في أستراليا، ولا تزال تثير اهتمام الناس حتى اليوم.