نشأته وتعليمه
ولد أوبري مكليندون في أركنساس سيتي، كانساس، ونشأ في عائلة ذات خلفية في صناعة النفط والغاز. كان جده لأبيه، جيمس ماكليندون، مستكشفًا نفطيًا بارزًا خلال فترة ازدهار النفط في أوكلاهوما. تخرج مكليندون من جامعة ديوك بدرجة في التاريخ عام 1981. خلال فترة وجوده في ديوك، أسس شركة صغيرة لحفر آبار النفط مع زميله توم وارد، مما أظهر اهتمامه المبكر بريادة الأعمال في مجال الطاقة.
تأسيس شركة Chesapeake Energy
بعد فترة قصيرة في العمل في شركة Mobil Oil، أسس مكليندون وشريكه توم وارد شركة Chesapeake Energy في عام 1989 بمبلغ أولي قدره 50,000 دولار. ركزت الشركة في البداية على حفر آبار النفط والغاز في حوض أوكلاهوما. تحت قيادة مكليندون، نمت Chesapeake Energy بسرعة لتصبح واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. اعتمدت الشركة على استراتيجية جريئة تتضمن الاستحواذ على مساحات واسعة من الأراضي التي يُحتمل أن تحتوي على احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، وغالبًا ما كانت تدفع أسعارًا مرتفعة للحصول على هذه الأراضي.
استراتيجية مكليندون التوسعية كانت مدفوعة بإيمانه الراسخ بإمكانات الغاز الطبيعي كمصدر طاقة نظيف ووفير. لقد كان مدافعًا قويًا عن استخدام الغاز الطبيعي كبديل للفحم والنفط، وروج له كوقود “جسري” يمكن أن يساعد في تقليل انبعاثات الكربون مع تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في البلاد.
النمو والشهرة
شهدت شركة Chesapeake Energy نموًا هائلاً خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مدفوعة جزئيًا بالتقدم التكنولوجي في مجال التكسير الهيدروليكي (“التكسير”)، وهي تقنية تسمح باستخراج الغاز الطبيعي من التكوينات الصخرية التي كانت تعتبر سابقًا غير منتجة. استثمرت Chesapeake Energy بكثافة في تقنية التكسير، مما ساهم في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.
بحلول عام 2008، أصبحت Chesapeake Energy ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. اكتسب مكليندون شهرة واسعة النطاق كواحد من أكثر الشخصيات نفوذاً في صناعة الطاقة. كان معروفًا بأسلوبه الفخم في الحياة وبإنفاقه الكبير على العقارات والتحف والرياضة. كان يمتلك حصة في فريق Oklahoma City Thunder لكرة السلة للمحترفين، وكان معروفًا بدعمه القوي للمبادرات الخيرية في أوكلاهوما.
الخلافات والتحديات
على الرغم من نجاحه، واجه مكليندون وشركة Chesapeake Energy العديد من الخلافات والتحديات. في عام 2012، كشفت وكالة رويترز أن مكليندون قد اقترض أكثر من مليار دولار من قروض شخصية غير معلنة مدعومة بحصته في آبار Chesapeake Energy. أثارت هذه القروض تساؤلات حول تضارب المصالح المحتملة وأدت إلى تدقيق تنظيمي.
كما واجهت الشركة انتقادات بسبب ممارساتها في الاستحواذ على الأراضي، حيث اتُهمت بالتآمر لخفض أسعار الإيجارات من ملاك الأراضي. في عام 2015، رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية ضد Chesapeake Energy بتهمة التلاعب في العطاءات في مزادات النفط والغاز في أوكلاهوما.
في عام 2013، تم عزل مكليندون من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة Chesapeake Energy بعد صراع طويل مع مجلس الإدارة. على الرغم من رحيله، تلقى مكليندون مدفوعات إنهاء خدمة كبيرة وواصل الاحتفاظ بحصة كبيرة في أسهم الشركة.
شركة American Energy Partners, LP
بعد مغادرته Chesapeake Energy، أسس مكليندون شركة American Energy Partners, LP، وهي شركة طاقة خاصة تهدف إلى الاستثمار في النفط والغاز وموارد الطاقة الأخرى. واصل مكليندون اتباع استراتيجية توسعية مماثلة لتلك التي اتبعها في Chesapeake Energy، حيث استحوذ على مساحات كبيرة من الأراضي التي يُحتمل أن تحتوي على احتياطيات كبيرة من النفط والغاز. جمعت الشركة مليارات الدولارات من رأس المال من المستثمرين المؤسسيين والأفراد ذوي الثروات العالية.
قسّم مكليندون American Energy Partners إلى عدة شركات فرعية، كل منها يركز على منطقة جغرافية محددة أو نوع معين من موارد الطاقة. ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات بسبب انخفاض أسعار النفط والغاز في منتصف عام 2010، مما أدى إلى ضغوط مالية وتسريح العمال.
الوفاة
في 1 مارس 2016، وجهت هيئة محلفين فيدرالية كبرى في أوكلاهوما سيتي لائحة اتهام إلى مكليندون بتهمة التآمر لخفض أسعار الإيجارات من ملاك الأراضي. نفى مكليندون بشدة هذه الاتهامات ووعد بالقتال لتبرئة اسمه.
في اليوم التالي، 2 مارس 2016، توفي مكليندون في حادث سيارة واحد في أوكلاهوما سيتي. اصطدمت سيارته الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) بجدار خرساني بسرعة عالية بعد وقت قصير من مغادرته مقر شركة American Energy Partners. أعلنت الشرطة أن الحادث كان على الأرجح انتحارًا، لكن عائلة مكليندون نفت ذلك بشدة.
تركت وفاة مكليندون صدمة في صناعة الطاقة وأثارت العديد من الأسئلة حول ظروف وفاته. أشاد به البعض كرائد أعمال جريء وصاحب رؤية، بينما انتقده آخرون بسبب أساليبه العدوانية وسلوكه المثير للجدل.
إرثه
لا يزال إرث أوبري مكليندون موضوع نقاش وجدل. لقد كان شخصية مؤثرة في صناعة الطاقة، ولعب دورًا رئيسيًا في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فقد واجه أيضًا انتقادات بسبب ممارساته التجارية وخلافاته القانونية. يعتبره البعض رمزًا للطموح والابتكار، بينما يراه البعض الآخر مثالًا على المخاطر المحتملة للنمو السريع والسلوك غير الأخلاقي في عالم الشركات.
تعتبر Chesapeake Energy مثالًا على صعود وهبوط شركات الطاقة الكبيرة. واجهت الشركة صعوبات مالية كبيرة في السنوات الأخيرة، وتضررت بسبب انخفاض أسعار النفط والغاز والديون الكبيرة. لا تزال الشركة تعمل، لكنها أصغر وأكثر تواضعًا مما كانت عليه في عهد مكليندون.
أوبري مكليندون هو شخصية معقدة ومثيرة للجدل في تاريخ صناعة الطاقة الأمريكية. سيتم تذكره لجرأته وقيادته للابتكار في مجال إنتاج الغاز الطبيعي، وكذلك للجدل الذي أحاط بمسيرته المهنية.
خاتمة
كان أوبري مكليندون شخصية بارزة في صناعة الطاقة الأمريكية، اشتهر بتأسيسه لشركة Chesapeake Energy ونموها السريع. على الرغم من نجاحه الكبير، واجه مكليندون العديد من الخلافات والتحديات القانونية، وانتهت حياته بشكل مأساوي في حادث سيارة. يبقى إرثه موضوعًا للنقاش، حيث يراه البعض كرائد أعمال جريء ومبتكر، بينما ينتقده آخرون بسبب أساليبه التجارية وخلافاته.