ملخص الحبكة
تدور أحداث المسرحية في إيطاليا في القرن السادس عشر، وتركز على قصة فيتوريا كورومبونا الجميلة، وهي امرأة متزوجة تقع في حب الدوق براتشيانو القوي. يؤدي هذا الحب المحظور إلى سلسلة من المؤامرات والخيانة والقتل. تتزوج فيتوريا من الدوق، ولكن حياتهما الجديدة تعج بالدسائس والانتقام.
الشخصيات الرئيسية في المسرحية هي:
- فيتوريا كورومبونا: بطلة المسرحية، وهي امرأة جميلة وذكية متهمة بالزنا والقتل.
- الدوق براتشيانو: دوق قوي يقع في حب فيتوريا ويدخل في مؤامرات ليكون معها.
- الكاردينال مونتيسيلسو: شخصية كنسية قوية يسعى لكشف فساد فيتوريا وبراتشيانو.
- فلاامينيو: شقيق فيتوريا، وهو شخصية متلاعبة ومستعدة لفعل أي شيء لتحقيق طموحاته.
- إيزابيلا: زوجة الدوق براتشيانو الأولى، وهي امرأة نبيلة يتم قتلها بأمر من زوجها.
تبدأ الأحداث بمقتل كاميلو، زوج فيتوريا، وإيزابيلا، زوجة الدوق براتشيانو، في ظروف غامضة. يشتبه الجميع في فيتوريا وبراتشيانو، ويتم تقديمهما للمحاكمة بتهمة الزنا والقتل. على الرغم من براءتها الظاهرية، يتم إدانة فيتوريا ونفيها إلى دير. يتمكن براتشيانو من ترتيب هروبها ويتزوجها، مما يثير غضب أعدائهم.
يقوم الكاردينال مونتيسيلسو، الذي يصبح فيما بعد البابا، بتدبير مؤامرة للانتقام من فيتوريا وبراتشيانو. يتم اغتيال براتشيانو، وتعود فيتوريا إلى روما حيث يتم سجنها وقتلها في نهاية المطاف.
تحليل الشخصيات والموضوعات
تتميز شخصية فيتوريا كورومبونا بالتعقيد والغموض. إنها امرأة قوية وذكية، ولكنها أيضًا ضحية للظروف الاجتماعية والقوى السياسية التي تتلاعب بها. يرى البعض أنها ضحية بريئة، بينما يرى آخرون أنها امرأة طموحة ومستعدة لفعل أي شيء لتحقيق أهدافها.
تستكشف المسرحية موضوعات مختلفة، بما في ذلك:
- الفساد: ينتشر الفساد في جميع أنحاء المجتمع الإيطالي الذي تمثله المسرحية، سواء كان فسادًا سياسيًا أو دينيًا أو أخلاقيًا.
- السلطة: تصور المسرحية كيف يمكن للسلطة أن تفسد الأفراد وتدفعهم إلى ارتكاب أعمال عنف وظلم.
- الانتقام: يعتبر الانتقام دافعًا قويًا للشخصيات في المسرحية، ويؤدي إلى سلسلة من الأعمال الدموية.
- المرأة والمجتمع: تصور المسرحية القيود الاجتماعية التي تواجهها المرأة في ذلك الوقت، وكيف يمكن أن تكون ضحية للمؤامرات السياسية والجنسية.
أسلوب ويبستر
يشتهر جون ويبستر بأسلوبه الكتابي المتميز، والذي يتميز بالصور القوية واللغة الشعرية والعنف المروع. يستخدم ويبستر اللغة بشكل فعال لخلق جو من التشويق والرعب، واستكشاف الجوانب المظلمة من الطبيعة البشرية. مسرحياته غالبًا ما تكون قاتمة ومتشائمة، وتعكس رؤية سوداوية للعالم.
تعتبر “الشيطان الأبيض” مثالًا نموذجيًا لأسلوب ويبستر. تستخدم المسرحية لغة غنية بالصور، ومشاهد عنف مروعة، وشخصيات معقدة أخلاقيًا. غالبًا ما يُقارن أسلوب ويبستر بأسلوب شكسبير، على الرغم من أن أعماله أكثر قتامة وعنفًا.
تاريخ الأداء والاستقبال النقدي
عُرضت مسرحية “الشيطان الأبيض” لأول مرة في مسرح ريد بول بلندن عام 1612، لكنها لم تحظَ باستقبال جيد في البداية. انتقد النقاد المسرحية بسبب تعقيد حبكتها وعنفها المفرط. ومع ذلك، على مر السنين، اكتسبت المسرحية تقديرًا متزايدًا، وتعتبر الآن واحدة من أهم المسرحيات الإنجليزية في القرن السابع عشر.
تم إحياء المسرحية عدة مرات على مر السنين، ولا تزال تحظى بشعبية لدى الجماهير والباحثين على حد سواء. غالبًا ما تُدرس المسرحية في دورات الأدب الإنجليزي، وتعتبر مثالًا مهمًا على الدراما اليعقوبية.
التأثير والإرث
أثرت مسرحية “الشيطان الأبيض” على العديد من الكتاب والفنانين على مر السنين. ألهمت المسرحية العديد من الأعمال الفنية والأدبية الأخرى، ولا تزال تلهم الفنانين حتى اليوم. تعتبر المسرحية عملًا كلاسيكيًا من الأدب الإنجليزي، ولا تزال تُقرأ وتُدرس على نطاق واسع.
يعتبر جون ويبستر من أهم الكتاب المسرحيين في العصر اليعقوبي، وتعتبر مسرحية “الشيطان الأبيض” من أبرز أعماله. تتميز المسرحية بتعقيدها الأخلاقي وعنفها المروع ولغتها الشعرية، ولا تزال تثير إعجاب الجماهير والباحثين حتى اليوم.
خاتمة
تعتبر مسرحية “الشيطان الأبيض” لجون ويبستر تحفة فنية من الأدب الإنجليزي، وهي عمل درامي قوي يستكشف موضوعات الفساد والسلطة والانتقام. تتميز المسرحية بشخصيات معقدة وأخلاقيًا، ولغة شعرية، ومشاهد عنف مروعة. على الرغم من أنها لم تحظَ بشعبية كبيرة في البداية، إلا أن المسرحية اكتسبت تقديرًا متزايدًا على مر السنين، وتعتبر الآن واحدة من أهم المسرحيات الإنجليزية في القرن السابع عشر.