<![CDATA[
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت لوندا شيبينجر في لينكولن، نبراسكا، ونشأت في الغرب الأوسط الأمريكي. حصلت على درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة نبراسكا-لينكولن في عام 1974، ثم حصلت على درجة الماجستير في تاريخ العلوم من جامعة هارفارد في عام 1977. حصلت على درجة الدكتوراه في تاريخ العلوم من جامعة هارفارد عام 1984. كانت أطروحتها بعنوان “العقل الواحد: التمييز الجنسي في العلوم المبكرة”.
مسيرتها المهنية
بدأت شيبينجر مسيرتها الأكاديمية كأستاذة مساعدة في جامعة إنديانا في بلومنجتون في عام 1984. ثم انتقلت إلى جامعة ستانفورد في عام 1987، حيث أصبحت أستاذة مشاركة في عام 1991 وأستاذة كاملة في عام 1997. شغلت منصب مديرة برنامج دراسات المرأة والجنس والجندر في جامعة ستانفورد من عام 2004 إلى عام 2010.
قامت شيبينجر بتدريس العديد من الدورات الدراسية حول تاريخ العلوم، ودراسات المرأة والجنس والجندر، وتحليل النوع الاجتماعي في العلوم والتكنولوجيا والطب. كما ألقت العديد من المحاضرات في الجامعات والمؤسسات حول العالم.
بالإضافة إلى عملها الأكاديمي، عملت شيبينجر كمستشارة للعديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية حول قضايا النوع الاجتماعي في العلوم والتكنولوجيا والطب. وشمل ذلك عملها مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
أبحاثها
تركز أبحاث شيبينجر على تحليل النوع الاجتماعي في العلوم والتكنولوجيا والطب. وهي معروفة بشكل خاص بعملها في ثلاثة مجالات رئيسية:
- التحيزات الجنسية في العلوم: تبحث شيبينجر في الطرق التي تؤثر بها التحيزات الجنسية على تصميم وتنفيذ البحوث العلمية. على سبيل المثال، درست كيف تم استبعاد النساء من التجارب السريرية، وكيف تم تصميم الأدوية بشكل أساسي للرجال.
- إعادة النظر في المعرفة العلمية من منظور النوع الاجتماعي: تدرس شيبينجر كيف يمكن أن يؤدي تطبيق منظور النوع الاجتماعي إلى إعادة النظر في المعرفة العلمية القائمة. على سبيل المثال، حللت كيف تم فهم التشريح البشري بشكل مختلف عبر التاريخ بناءً على الافتراضات المتعلقة بالاختلافات بين الجنسين.
- إصلاح العلوم من خلال تحليل النوع الاجتماعي: تهدف شيبينجر إلى استخدام تحليل النوع الاجتماعي لإصلاح العلوم وجعلها أكثر عدلاً وإنصافًا. تقترح طرقًا لدمج النوع الاجتماعي في تصميم البحوث، وتحليل البيانات، وتطوير السياسات.
تشمل بعض الموضوعات التي تناولتها شيبينجر في أبحاثها ما يلي:
- التمثيل الجنسي في العلوم
- الطب القائم على الجنس
- تاريخ دراسات المرأة والجنس والجندر في العلوم
- أخلاقيات البحث العلمي
- السياسات العلمية
أعمالها المنشورة
ألفت شيبينجر العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ العلوم، ودراسات المرأة والجنس والجندر، وتحليل النوع الاجتماعي في العلوم والتكنولوجيا والطب. من بين أعمالها البارزة:
- “العقل الواحد: التمييز الجنسي في العلوم المبكرة” (The Mind Has No Sex?: Women in the Origins of Modern Science): يدرس هذا الكتاب دور المرأة في العلوم خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويكشف كيف تم استبعاد النساء من الإنتاج العلمي بسبب التحيزات الجنسية السائدة في ذلك الوقت.
- “الطبيعة ليست أنثى: أصول العلم الحديث” (Nature’s Body: Gender in the Making of Modern Science): يتناول هذا الكتاب كيف تم بناء المعرفة العلمية حول الطبيعة من خلال عدسة النوع الاجتماعي، وكيف أثرت هذه العملية على فهمنا للعالم الطبيعي.
- “هل غيرت النسوية العلم؟” (Has Feminism Changed Science?): يقدم هذا الكتاب تقييمًا نقديًا لتأثير النسوية على العلوم، ويستكشف الطرق التي ساهمت بها النسوية في تغيير الممارسات العلمية وتوسيع نطاق الأسئلة التي تطرحها العلوم.
- “أكثر ذكاءً من المتوقع: كيف يغير تحليل النوع الاجتماعي البحث والابتكار” (Gendered Innovations: How Gender Analysis Contributes to Research): يوضح هذا الكتاب كيف يمكن أن يؤدي دمج تحليل النوع الاجتماعي في البحث والابتكار إلى نتائج أفضل، وكيف يمكن أن يساعد في تطوير حلول أكثر فعالية للمشاكل الاجتماعية.
بالإضافة إلى كتبها، نشرت شيبينجر العديد من المقالات في المجلات الأكاديمية المرموقة، وساهمت في العديد من المجلدات المحررة.
الجوائز والتكريمات
حصلت شيبينجر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماتها في مجال تحليل النوع الاجتماعي في العلوم والتكنولوجيا والطب. وتشمل هذه الجوائز:
- زمالة غوغنهايم (Guggenheim Fellowship)
- زمالة مركز الدراسات المتقدمة في العلوم السلوكية (Fellowship at the Center for Advanced Study in the Behavioral Sciences)
- جائزة الإنجاز المتميز من جمعية دراسات المرأة (Distinguished Achievement Award from the Society for Women in Philosophy)
- دكتوراه فخرية من جامعة لوند (Honorary Doctorate from Lund University)
كما تم انتخاب شيبينجر كعضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم (American Academy of Arts and Sciences) والأكاديمية الألمانية للعلوم (German Academy of Sciences Leopoldina).
مبادرة الابتكارات المراعية للنوع الاجتماعي (Gendered Innovations)
قادت شيبينجر مبادرة الابتكارات المراعية للنوع الاجتماعي (Gendered Innovations) التي تهدف إلى دمج تحليل النوع الاجتماعي والجندر في البحث والابتكار. تقدم هذه المبادرة طرقًا عملية للعلماء والمهندسين لدمج النوع الاجتماعي في عملهم، وتوفر أمثلة ملموسة لكيفية تحسين البحث والابتكار من خلال مراعاة النوع الاجتماعي.
تعتبر مبادرة الابتكارات المراعية للنوع الاجتماعي أداة قيمة للباحثين والسياسيين الذين يسعون إلى جعل العلوم والتكنولوجيا أكثر عدلاً وإنصافًا، وتحسين النتائج الصحية والاجتماعية للجميع.
نقد لعملها
على الرغم من أن عمل شيبينجر قد حظي بتقدير واسع النطاق، إلا أنه تعرض أيضًا لبعض الانتقادات. يرى بعض النقاد أن تركيزها على النوع الاجتماعي يقلل من أهمية العوامل الأخرى التي تؤثر على العلوم والتكنولوجيا والطب، مثل العرق والطبقة. ويرى آخرون أن مقترحاتها لإصلاح العلوم من خلال تحليل النوع الاجتماعي غير عملية أو غير فعالة.
ومع ذلك، تظل شيبينجر شخصية مؤثرة في مجال تحليل النوع الاجتماعي في العلوم والتكنولوجيا والطب، وقد ساهمت أعمالها في زيادة الوعي بأهمية النوع الاجتماعي في هذه المجالات.
إسهاماتها في فهم العلوم
لوندا شيبينجر قدمت إسهامات كبيرة في فهمنا للعلوم والتكنولوجيا من خلال عدسة النوع الاجتماعي. من خلال أبحاثها وكتاباتها، كشفت عن التحيزات الجنسية الكامنة في الممارسات العلمية، وأظهرت كيف يمكن أن يؤدي دمج النوع الاجتماعي في البحث والابتكار إلى نتائج أفضل. لقد أثرت أعمالها على العديد من الباحثين والسياسيين، وساهمت في تعزيز العلوم والتكنولوجيا الأكثر عدلاً وإنصافًا.
تعتبر شيبينجر رائدة في مجالها، وقد ألهمت عملها العديد من الباحثين لمواصلة استكشاف العلاقة المعقدة بين النوع الاجتماعي والعلوم والتكنولوجيا.
خاتمة
لوندا شيبينجر هي أستاذة مرموقة ومؤثرة في مجال تاريخ العلوم ودراسات النوع الاجتماعي. من خلال أبحاثها الرائدة وكتاباتها المتعمقة، كشفت عن التحيزات الجنسية في العلوم والتكنولوجيا والطب، وقدمت طرقًا عملية لإصلاح هذه المجالات من خلال تحليل النوع الاجتماعي. لقد ساهمت أعمالها في تعزيز العلوم والتكنولوجيا الأكثر عدلاً وإنصافًا، وألهمت العديد من الباحثين لمواصلة استكشاف العلاقة المعقدة بين النوع الاجتماعي والعلوم والتكنولوجيا.