<![CDATA[
مقدمة
ماري بولاند (بالإنجليزية: Mary Boland) (اسمها عند الولادة: ماري آن بولاند؛ 28 يناير 1882 – 23 يونيو 1965) كانت ممثلة مسرح وسينما أمريكية. اشتهرت بأدوارها الكوميدية المميزة، سواء على خشبة المسرح أو في الأفلام. تميزت بولاند بقدرتها على تجسيد شخصيات متنوعة، من السيدات الأرستقراطيات المتغطرسات إلى ربات البيوت المضطربات، مما جعلها محبوبة لدى الجماهير والنقاد على حد سواء.
نشأتها وبداياتها
ولدت ماري آن بولاند في ديترويت، ميشيغان، في 28 يناير 1882. كان والدها، تشارلز كلارينس بولاند، ممثلاً، ووالدتها، ماري سيشيل، كانت أيضًا ممثلة. نشأت ماري في عائلة فنية، مما ساهم في شغفها بالتمثيل منذ صغرها. بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث شاركت في العديد من العروض المسرحية المحلية.
في عام 1901، ظهرت بولاند لأول مرة في برودواي في مسرحية “Messalina”. على الرغم من أن المسرحية لم تستمر طويلاً، إلا أنها كانت بداية لمسيرة مهنية ناجحة في المسرح. سرعان ما لفتت بولاند انتباه المنتجين والمخرجين، وبدأت في الحصول على أدوار أكثر أهمية في مسرحيات أخرى.
مسيرتها المسرحية
تألقت ماري بولاند في العديد من الإنتاجات المسرحية الناجحة في برودواي، مما جعلها واحدة من أبرز نجمات المسرح في عصرها. تميزت بولاند بقدرتها على التكيف مع مختلف أنواع المسرحيات، من الكوميديا الخفيفة إلى الدراما الجادة. بعض من أبرز أعمالها المسرحية تشمل:
- “The Importance of Being Earnest” (أهمية أن تكون جادًا) لأوسكار وايلد: لعبت بولاند دور الآنسة بريزم ببراعة، مما أظهر قدرتها على تجسيد الشخصيات الكوميدية الغريبة الأطوار.
- “Clarence” (كلارنس) لبوث تاركينغتون: حققت بولاند نجاحًا كبيرًا في هذا العمل، حيث جسدت شخصية الأم المضطربة بطريقة مرحة ومؤثرة.
- “Meet the Wife” (قابل الزوجة): كانت هذه المسرحية من أبرز نجاحات بولاند في فترة العشرينات، حيث لعبت دور البطولة وحظيت بإشادة واسعة من النقاد والجمهور.
بالإضافة إلى هذه الأعمال، شاركت بولاند في العديد من المسرحيات الأخرى التي ساهمت في ترسيخ مكانتها كنجمة مسرحية مرموقة. استمرت بولاند في العمل في المسرح حتى أواخر الثلاثينيات، قبل أن تركز بشكل كامل على مسيرتها السينمائية.
مسيرتها السينمائية
بدأت ماري بولاند مسيرتها السينمائية في العشرينيات من القرن الماضي، في عصر السينما الصامتة. ومع ذلك، فإن انطلاقتها الحقيقية في عالم السينما جاءت مع ظهور الأفلام الناطقة. تميزت بولاند بقدرتها على التكيف مع هذا التطور التكنولوجي، وسرعان ما أثبتت موهبتها في الأفلام الكوميدية.
شاركت بولاند في العديد من الأفلام الكوميدية الناجحة في الثلاثينيات والأربعينيات، حيث لعبت أدوارًا متنوعة، من السيدات المجتمعيات المتغطرسات إلى ربات البيوت الساذجات. بعض من أبرز أفلامها تشمل:
- “If I Had a Million” (لو كان لدي مليون دولار): فيلم كوميدي من عام 1932، شاركت فيه بولاند إلى جانب مجموعة من الممثلين الكوميديين البارزين.
- “Ruggles of Red Gap” (راغلز من ريد جاب): فيلم كوميدي كلاسيكي من عام 1935، لعبت فيه بولاند دور البطولة إلى جانب تشارلز لوتون.
- “Personal Property” (ملكية شخصية): فيلم رومانسي كوميدي من عام 1937، شاركت فيه بولاند إلى جانب جين هارلو وروبرت تايلور.
- “The Women” (النساء): فيلم كوميدي نسائي من عام 1939، يعتبر من أبرز أفلام بولاند، حيث لعبت دور الكونتيسة دي لاج.
- “Pride and Prejudice” (كبرياء وتحامل): فيلم مقتبس عن رواية جين أوستن الشهيرة، لعبت فيه بولاند دور السيدة بينيت ببراعة.
تميزت أفلام ماري بولاند بالكوميديا الراقية والحوارات الذكية، مما جعلها محبوبة لدى الجماهير من مختلف الأعمار. استمرت بولاند في العمل في السينما حتى أوائل الخمسينيات، قبل أن تتقاعد من التمثيل.
أدوارها البارزة
تعتبر ماري بولاند واحدة من أكثر الممثلات تنوعًا في عصرها. فقد تمكنت من تجسيد شخصيات مختلفة ببراعة، سواء على المسرح أو في السينما. بعض من أبرز أدوارها تشمل:
- السيدة بينيت في فيلم “كبرياء وتحامل”: قدمت بولاند تجسيدًا مميزًا لشخصية الأم المهووسة بتزويج بناتها، مما أضفى على الفيلم لمسة كوميدية رائعة.
- الكونتيسة دي لاج في فيلم “النساء”: لعبت بولاند دور المرأة الأرستقراطية المتغطرسة بأسلوب كوميدي ساخر، مما جعلها واحدة من أبرز شخصيات الفيلم.
- الأم المضطربة في مسرحية “Clarence”: أظهرت بولاند قدرتها على تجسيد الشخصيات المعقدة، حيث قدمت أداءً مؤثرًا ومضحكًا في الوقت نفسه.
بالإضافة إلى هذه الأدوار، قدمت بولاند العديد من الشخصيات الأخرى التي لا تنسى، مما جعلها واحدة من أبرز نجمات الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح الأمريكي.
حياتها الشخصية
تزوجت ماري بولاند من الممثل جون روبرتسون في عام 1914، واستمر زواجهما حتى وفاته في عام 1933. لم تنجب بولاند أطفالًا. عرفت بولاند بحبها للحيوانات، وكانت تمتلك العديد من الكلاب والقطط طوال حياتها.
وفاتها وإرثها
توفيت ماري بولاند في 23 يونيو 1965 في نيويورك، عن عمر يناهز 83 عامًا. تركت بولاند وراءها إرثًا فنيًا حافلاً، حيث تعتبر واحدة من أبرز نجمات الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح الأمريكي. لا تزال أفلامها ومسرحياتها تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتعتبر مصدر إلهام للعديد من الممثلين الكوميديين.
جوائز وتكريمات
على الرغم من أن ماري بولاند لم تفز بالعديد من الجوائز الرسمية خلال مسيرتها المهنية، إلا أنها حظيت بتقدير كبير من النقاد والجمهور على حد سواء. تم تكريمها بنجمة على ممر الشهرة في هوليوود، تقديرًا لمساهماتها في صناعة السينما.
خاتمة
ماري بولاند كانت ممثلة موهوبة ومتنوعة، تركت بصمة لا تُنسى في عالم المسرح والسينما. بفضل قدرتها على تجسيد شخصيات مختلفة ببراعة، أصبحت بولاند واحدة من أبرز نجمات الكوميديا في عصرها. لا تزال أفلامها ومسرحياتها تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتعتبر مصدر إلهام للأجيال القادمة من الممثلين.