مقدمة
بضع الإحليل هو إجراء جراحي يتضمن إجراء شق في الإحليل، وعادة ما يتم ذلك لتخفيف تضيق الإحليل. الإحليل هو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة إلى خارج الجسم. يمكن أن يحدث تضيق الإحليل نتيجة لعدة عوامل، مثل العدوى أو الإصابة أو الجراحة السابقة. يمكن أن يسبب تضيق الإحليل صعوبة في التبول، وضعف تدفق البول، وزيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
أنواع بضع الإحليل
هناك عدة أنواع مختلفة من بضع الإحليل، وتعتمد الطريقة المستخدمة على موقع وشدة التضيق. تشمل الأنواع الرئيسية:
- بضع الإحليل الداخلي بالمنظار (Direct Visual Internal Urethrotomy – DVIU): يتم إجراء هذا الإجراء باستخدام منظار الإحليل، وهو أنبوب رفيع مزود بكاميرا يتم إدخاله في الإحليل. يتم استخدام شفرة صغيرة أو ليزر لقطع التضيق. يعتبر DVIU من الإجراءات الأقل توغلاً ويمكن إجراؤه غالبًا في العيادة الخارجية.
- بضع الإحليل المفتوح: في هذا الإجراء، يتم إجراء شق جراحي لفتح الإحليل وإزالة أو إصلاح المنطقة المتضيقة. يتم إجراء بضع الإحليل المفتوح عادةً في الحالات الأكثر تعقيدًا أو عندما يكون التضيق طويلاً جدًا بحيث لا يمكن علاجه بـ DVIU.
- توسيع الإحليل: يتم إدخال موسعات تدريجية في الإحليل لتوسيعه. هذا الإجراء أقل فعالية من DVIU أو بضع الإحليل المفتوح وغالبًا ما يستخدم فقط للتضيقات الخفيفة.
أسباب تضيق الإحليل
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تضيق الإحليل، ومن بينها:
- الإصابة: يمكن أن تؤدي الإصابات التي تصيب منطقة الحوض أو الإحليل إلى تندب وتضيق لاحق.
- العدوى: بعض الأمراض المنقولة جنسياً (STIs) مثل السيلان والكلاميديا يمكن أن تسبب التهابًا وتندبًا في الإحليل.
- الجراحة: قد تؤدي بعض العمليات الجراحية التي تشمل الإحليل أو المناطق المحيطة به إلى تضيق.
- القسطرة: الاستخدام المطول للقسطرة البولية يمكن أن يسبب تهيجًا وتندبًا في الإحليل.
- أسباب خلقية: في بعض الحالات النادرة، قد يولد الشخص بتضيق في الإحليل.
- التهاب البروستاتا المزمن: يمكن أن يساهم الالتهاب المزمن في البروستاتا في تضيق الإحليل.
- الأورام: في حالات نادرة، يمكن أن تسبب الأورام التي تنمو في الإحليل أو بالقرب منه تضيقًا.
- أسباب غير معروفة (مجهولة السبب): في بعض الحالات، لا يمكن تحديد سبب واضح لتضيق الإحليل.
أعراض تضيق الإحليل
تشمل أعراض تضيق الإحليل ما يلي:
- صعوبة في التبول: قد يستغرق الأمر وقتًا أطول لبدء التبول، وقد يكون هناك تردد في تدفق البول.
- ضعف تدفق البول: قد يكون تدفق البول ضعيفًا أو متقطعًا.
- التبول المتكرر: قد يشعر الشخص بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر، خاصة في الليل.
- الإلحاح البولي: قد يشعر الشخص بحاجة ملحة للتبول، حتى لو كانت المثانة ليست ممتلئة.
- الألم أثناء التبول: قد يشعر الشخص بألم أو حرقان أثناء التبول.
- وجود دم في البول: في بعض الحالات، قد يكون هناك دم في البول.
- التهابات المسالك البولية المتكررة: يمكن أن يزيد تضيق الإحليل من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل: قد يشعر الشخص بأن المثانة ليست فارغة تمامًا بعد التبول.
- تورم أو ألم في منطقة القضيب أو كيس الصفن: في بعض الحالات، قد يكون هناك تورم أو ألم في هذه المناطق.
تشخيص تضيق الإحليل
يعتمد تشخيص تضيق الإحليل على الفحص البدني والتاريخ الطبي للمريض، بالإضافة إلى بعض الاختبارات التشخيصية، والتي قد تشمل:
- تنظير الإحليل: يتم إدخال منظار الإحليل في الإحليل لفحص المنطقة وتحديد موقع وشدة التضيق.
- تصوير الإحليل بالموجات فوق الصوتية: يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتقييم الإحليل وتحديد أي تضيق.
- تصوير الجهاز البولي: يمكن استخدام الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الإحليل والمثانة والكلى.
- قياس تدفق البول: يقيس هذا الاختبار قوة وسرعة تدفق البول.
- تحليل البول: يتم فحص عينة من البول للبحث عن علامات العدوى أو الدم.
التحضير لبضع الإحليل
يعتمد التحضير لبضع الإحليل على نوع الإجراء الذي سيتم إجراؤه. بشكل عام، قد تشمل التعليمات:
- التوقف عن تناول بعض الأدوية: قد يُطلب من المريض التوقف عن تناول مميعات الدم أو الأدوية الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر النزيف.
- الصيام: قد يُطلب من المريض عدم تناول الطعام أو الشراب لعدة ساعات قبل الإجراء.
- إجراء فحوصات الدم: قد يتم إجراء فحوصات الدم للتأكد من أن المريض يتمتع بصحة جيدة بما يكفي للخضوع للإجراء.
- تناول المضادات الحيوية: قد يتم إعطاء المريض مضادات حيوية قبل الإجراء لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
إجراء بضع الإحليل
يتم إجراء بضع الإحليل عادةً تحت التخدير الموضعي أو العام. يتم إدخال منظار الإحليل في الإحليل، ويتم استخدام شفرة صغيرة أو ليزر لقطع التضيق. في بعض الحالات، قد يتم إدخال قسطرة بولية للمساعدة في الحفاظ على الإحليل مفتوحًا أثناء الشفاء.
المخاطر والمضاعفات المحتملة لبضع الإحليل
مثل أي إجراء جراحي، يحمل بضع الإحليل بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، والتي تشمل:
- النزيف: قد يحدث نزيف أثناء أو بعد الإجراء.
- العدوى: هناك خطر الإصابة بالعدوى بعد الإجراء.
- تضيق الإحليل المتكرر: قد يعود التضيق بعد الإجراء، وقد يتطلب الأمر إجراء عمليات جراحية إضافية.
- سلس البول: قد يعاني بعض المرضى من سلس البول بعد الإجراء.
- ضعف الانتصاب: في حالات نادرة، قد يؤدي بضع الإحليل إلى ضعف الانتصاب.
- تكون ندبة: يمكن أن يؤدي الإجراء إلى تكون ندبة في الإحليل.
- الألم: قد يعاني المريض من ألم بعد الإجراء.
التعافي بعد بضع الإحليل
يعتمد التعافي بعد بضع الإحليل على نوع الإجراء الذي تم إجراؤه. بشكل عام، قد تشمل التعليمات:
- تناول مسكنات الألم: يمكن تناول مسكنات الألم لتخفيف الألم بعد الإجراء.
- شرب الكثير من السوائل: يساعد شرب الكثير من السوائل على طرد البكتيريا من المسالك البولية وتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
- تجنب الأنشطة الشاقة: يجب تجنب الأنشطة الشاقة لعدة أسابيع بعد الإجراء.
- المتابعة مع الطبيب: يجب المتابعة مع الطبيب للتأكد من أن الإحليل يشفى بشكل صحيح.
- العناية بالقسطرة البولية (إذا تم إدخالها): يجب تنظيف القسطرة البولية بانتظام لمنع العدوى.
النتائج المتوقعة
تعتبر نتائج بضع الإحليل جيدة بشكل عام، حيث يتمكن معظم المرضى من استعادة تدفق البول الطبيعي. ومع ذلك، قد يعود التضيق في بعض الحالات، وقد يتطلب الأمر إجراء عمليات جراحية إضافية. من المهم المتابعة مع الطبيب بانتظام لمراقبة حالة الإحليل والتأكد من عدم عودة التضيق.
خاتمة
بضع الإحليل هو إجراء جراحي يستخدم لعلاج تضيق الإحليل. هناك عدة أنواع مختلفة من بضع الإحليل، ويعتمد النوع المستخدم على موقع وشدة التضيق. يعتبر بضع الإحليل إجراءً فعالاً لعلاج تضيق الإحليل، ولكن هناك بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة المرتبطة به. من المهم التحدث مع الطبيب حول المخاطر والفوائد المحتملة لبضع الإحليل قبل الخضوع للإجراء.