مقدمة
هانس فيرنر ليسمان (بالإنجليزية: Hans Werner Lissmann)، زميل الجمعية الملكية (FRS) (30 أبريل 1909 – 21 أبريل 1995) كان عالم حيوان بريطانيًا من أصل أوكراني، متخصصًا في علم الحيوان، وخاصةً في الأسماك الكهربائية. يُذكر ليسمان بشكل خاص لأبحاثه الرائدة في مجال الاستقبال الكهربائي وتحديد الموقع بالصدى الكهربائي في الأسماك.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد هانس ليسمان في 30 أبريل 1909 في أوكرانيا. تلقى تعليمه المبكر في أوروبا، ثم انتقل لاحقًا إلى المملكة المتحدة حيث تابع دراسته الأكاديمية. حصل على درجة الدكتوراه في علم الحيوان من جامعة كامبريدج، حيث بدأ مسيرته المهنية المتميزة في البحث والتدريس.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، انضم ليسمان إلى جامعة بريستول، حيث أمضى معظم حياته المهنية. ارتقى في الرتب الأكاديمية ليصبح أستاذًا لعلم الحيوان، وقام بتأسيس مختبر أبحاث قوي متخصص في دراسة سلوك ووظائف الأسماك، وخاصةً الأسماك الكهربائية.
كان ليسمان باحثًا غزير الإنتاج، نشر العديد من الأوراق البحثية والمقالات العلمية في المجلات الرائدة. تميز عمله بالدقة والابتكار، وقد ساهم بشكل كبير في فهمنا للأسماك الكهربائية وآليات الاستقبال الكهربائي.
أبحاثه في الأسماك الكهربائية
اشتهر هانس ليسمان بأبحاثه الرائدة في مجال الأسماك الكهربائية. ركز عمله على فهم كيفية إنتاج هذه الأسماك للمجالات الكهربائية واستخدامها في تحديد الموقع بالصدى والتواصل. أظهر ليسمان أن الأسماك الكهربائية تستخدم أعضاء كهربائية متخصصة لإنتاج مجالات كهربائية ضعيفة حول أجسامها. يمكن لهذه المجالات الكهربائية أن تتشوه بفعل الأشياء الموجودة في البيئة المحيطة، مما يسمح للأسماك بالكشف عن هذه الأشياء وتحديد موقعها.
أجرى ليسمان تجارب مبتكرة لإثبات أن الأسماك الكهربائية تستخدم هذه المجالات الكهربائية لتحديد موقع الفريسة وتجنب العقبات والتواصل مع الأسماك الأخرى. أظهر أيضًا أن الأسماك الكهربائية تمتلك مستقبلات كهربائية متخصصة في جلدها تكتشف التغيرات في المجالات الكهربائية المحيطة.
أدت أبحاث ليسمان إلى فهم أعمق للأساس العصبي والسلوكي للاستقبال الكهربائي في الأسماك. مهدت الطريق لمزيد من الدراسات حول تطور ووظيفة الأنظمة الحسية الكهربائية في الحيوانات الأخرى.
مساهماته الأخرى في علم الحيوان
بالإضافة إلى أبحاثه في الأسماك الكهربائية، قدم هانس ليسمان مساهمات كبيرة في مجالات أخرى من علم الحيوان. درس سلوك الحيوانات المختلفة، بما في ذلك الحشرات والطيور والثدييات. كان مهتمًا بشكل خاص بدراسة التكيفات الحسية والسلوكية التي تسمح للحيوانات بالبقاء على قيد الحياة في بيئاتها.
كان ليسمان أيضًا معلمًا متميزًا، ألهم العديد من الطلاب لمتابعة وظائف في علم الحيوان. كان يتمتع بسمعة طيبة لأسلوبه التدريسي الجذاب وقدرته على جعل المفاهيم العلمية المعقدة في متناول الجميع.
تكريمه
تقديرًا لمساهماته في علم الحيوان، حصل هانس ليسمان على العديد من الجوائز والأوسمة. تم انتخابه زميلًا في الجمعية الملكية (FRS) في عام 1957، وهو أعلى وسام يمكن أن يحصل عليه عالم بريطاني. كما حصل على ميدالية فريش من جمعية علم الحيوان في لندن. تعكس هذه الجوائز التقدير الواسع النطاق لعمله من قبل المجتمع العلمي.
حياته الشخصية
كان هانس ليسمان رجلاً متواضعًا ومتفانيًا في عمله. كان يتمتع بشخصية دافئة وجذابة، وكان يحظى باحترام وتقدير زملائه وطلابه. كان لديه شغف مدى الحياة بعلم الحيوان، وكان دائمًا يبحث عن طرق جديدة للتعلم والاكتشاف.
توفي هانس ليسمان في 21 أبريل 1995، عن عمر يناهز 85 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا كمساهم كبير في علم الحيوان ومعلمًا ملهمًا.
أهم منشوراته
- Lissmann, H. W. (1958). Electric location by fishes. Scientific American, 198(3), 50-59.
- Lissmann, H. W. (1963). Electric location in fish. Advances in marine biology, 1, 205-244.
- Lissmann, H. W., & Machin, K. E. (1958). The mechanism of object location in Gymnarchus niloticus and similar fish. Journal of Experimental Biology, 35(3), 451-486.
تأثيره على علم الحيوان
كان لأبحاث هانس ليسمان تأثير عميق على مجال علم الحيوان. ساهم عمله في فهمنا للأسماك الكهربائية والاستقبال الكهربائي في الحيوانات. كما ألهم العديد من العلماء لمتابعة وظائف في هذا المجال.
لا يزال عمل ليسمان يُستشهد به على نطاق واسع من قبل الباحثين اليوم. تعتبر مساهماته في علم الحيوان جزءًا أساسيًا من تاريخ هذا المجال.
خاتمة
كان هانس ليسمان عالم حيوان بريطانيًا متميزًا من أصل أوكراني. اشتهر بأبحاثه الرائدة في مجال الأسماك الكهربائية والاستقبال الكهربائي. قدم مساهمات كبيرة في فهمنا لسلوك ووظائف الحيوانات. كان أيضًا معلمًا ملهمًا ألهم العديد من الطلاب لمتابعة وظائف في علم الحيوان. سيظل إرث ليسمان حيًا كمساهم كبير في علم الحيوان.