حياتها المبكرة ونشأتها
ولدت الأميرة سارة قزاو في الأول من يناير عام 1929 في إثيوبيا. نشأت في كنف عائلة قزاو المرموقة، التي لعبت دورًا هامًا في تاريخ إثيوبيا. تلقت تعليمًا جيدًا، واكتسبت ثقافة واسعة ومعرفة عميقة بالشؤون الاجتماعية والسياسية.
زواجها من الأمير ماኮonnen
تزوجت الأميرة سارة قزاو من الأمير ماኮonnen، دوق هرر، وهو الابن الثاني للإمبراطور هيلا سيلاسي الأول. كان هذا الزواج بمثابة اتحاد بين عائلتين عريقتين، وعزز مكانة الأميرة سارة في المجتمع الإثيوبي. أنجبت الأميرة سارة والأمير ماኮonnen خمسة أبناء: الأمير داويت ماኮonnen، والأمير تافرى ماኮonnen، والأمير ميكائيل ماኮonnen، والأمير إيمانويل ماኮonnen، والأميرة ماري تسيون ماኮonnen.
دورها كدوقة هرر
بعد زواجها، أصبحت الأميرة سارة دوقة هرر، وهو لقب نبيل يحمل مكانة خاصة في إثيوبيا. لعبت دورًا فعالًا في إدارة شؤون الدوقية، وعملت جاهدة لتحسين حياة السكان المحليين. اهتمت بشكل خاص بتطوير التعليم والرعاية الصحية، وقدمت الدعم للمدارس والمستشفيات في المنطقة.
أعمالها الخيرية
اشتهرت الأميرة سارة قزاو بأعمالها الخيرية الواسعة. أسست العديد من المؤسسات الخيرية التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين، وخاصة الأطفال والنساء. قدمت الدعم المالي والاجتماعي للأسر الفقيرة، وعملت على توفير فرص التعليم والتدريب للشباب. كما اهتمت برعاية الأيتام وكبار السن، وقدمت لهم الدعم اللازم لعيش حياة كريمة.
- دعم التعليم: قدمت منحًا دراسية للطلاب المتفوقين، وساهمت في بناء المدارس وتجهيزها.
- الرعاية الصحية: دعمت المستشفيات والمراكز الصحية، وقدمت التمويل اللازم لتوفير الأدوية والمعدات الطبية.
- مساعدة الأسر الفقيرة: قدمت الدعم المالي والغذائي للأسر المحتاجة، وساهمت في توفير فرص العمل لهم.
مساهماتها في المجتمع
لم تقتصر مساهمات الأميرة سارة قزاو على الأعمال الخيرية فقط، بل امتدت إلى مجالات أخرى في المجتمع. كانت ناشطة في مجال حقوق المرأة، ودعت إلى تمكين المرأة الإثيوبية ومنحها فرصًا متساوية في التعليم والعمل. كما اهتمت بالحفاظ على التراث الثقافي الإثيوبي، ودعمت الفنون والحرف التقليدية.
حياتها بعد وفاة زوجها
توفي الأمير ماኮonnen في عام 1957 في حادث سيارة، مما شكل صدمة كبيرة للأميرة سارة وللعائلة المالكة. على الرغم من حزنها الشديد، استمرت الأميرة سارة في أداء واجباتها ومسؤولياتها، وعملت جاهدة للحفاظ على إرث زوجها. كرست حياتها لتربية أبنائها ورعاية شؤون الدوقية، واستمرت في دعم الأعمال الخيرية والمشاريع الاجتماعية.
منفاها وسنواتها في الخارج
بعد الإطاحة بالإمبراطور هيلا سيلاسي الأول في عام 1974، تعرضت الأميرة سارة قزاو وعائلتها للاضطهاد من قبل النظام العسكري الجديد. تم مصادرة ممتلكاتهم، وتم اعتقال العديد من أفراد العائلة المالكة. اضطرت الأميرة سارة إلى مغادرة إثيوبيا والعيش في المنفى لعدة سنوات. أقامت في لندن، حيث استمرت في دعم اللاجئين الإثيوبيين والمساهمة في الأعمال الخيرية.
عودتها إلى إثيوبيا
بعد سقوط النظام العسكري في عام 1991، سُمح للأميرة سارة قزاو بالعودة إلى إثيوبيا. استقبلت استقبالًا حافلًا من الشعب الإثيوبي، الذي كان يكن لها احترامًا وتقديرًا كبيرين. استأنفت الأميرة سارة نشاطها في الأعمال الخيرية والمشاريع الاجتماعية، وعملت على تعزيز السلام والمصالحة في المجتمع.
وفاتها وإرثها
توفيت الأميرة سارة قزاو في 17 فبراير 2019 عن عمر يناهز 90 عامًا. تركت وراءها إرثًا عظيمًا من الأعمال الخيرية والمساهمات الاجتماعية. كانت رمزًا للعطاء والإنسانية، وقدوة حسنة للمرأة الإثيوبية. ستبقى ذكراها خالدة في قلوب الشعب الإثيوبي، وسيستمر إرثها في إلهام الأجيال القادمة.
تكريمها
حظيت الأميرة سارة قزاو بالعديد من التكريمات والأوسمة تقديرًا لجهودها ومساهماتها. حصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية، وتم تكريمها من قبل الحكومات والمنظمات غير الحكومية. كما تم تسمية العديد من المؤسسات الخيرية والمشاريع الاجتماعية باسمها، تخليدًا لذكراها وإسهاماتها.
حياتها الشخصية
كانت الأميرة سارة قزاو امرأة متواضعة ومتفانية. كانت تحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل جميع من عرفها. كانت معروفة بكرم أخلاقها ولطفها وتواضعها. كانت تهتم بشؤون الآخرين وتسعى جاهدة لمساعدتهم. كانت أيضًا امرأة قوية ومستقلة، وقدوة حسنة للمرأة الإثيوبية.
تأثيرها على المجتمع الإثيوبي
تركت الأميرة سارة قزاو تأثيرًا عميقًا على المجتمع الإثيوبي. كانت رمزًا للأمل والتفاؤل، وقد ساهمت في تحسين حياة العديد من الأشخاص. كانت مصدر إلهام للشباب الإثيوبي، وقد شجعتهم على العمل بجد لتحقيق أحلامهم والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لبلدهم. كانت أيضًا سفيرة لإثيوبيا في الخارج، وقد ساهمت في تعزيز صورة إيجابية عن إثيوبيا في العالم.
خاتمة
الأميرة سارة قزاو كانت شخصية استثنائية تركت بصمة واضحة في تاريخ إثيوبيا. كانت دوقة نبيلة، وأمًا محبة، وفاعلة خير سخية، وناشطة اجتماعية ملتزمة. ستبقى ذكراها خالدة في قلوب الشعب الإثيوبي، وسيستمر إرثها في إلهام الأجيال القادمة.