مقدمة
توماس ماثيو بيري (23 أبريل 1879 – 30 أكتوبر 1951) هو سياسي أمريكي شغل منصب حاكم ولاية داكوتا الجنوبية الرابع عشر. كان بيري ديمقراطيًا من بيلفيد، واشتهر بفترة ولايته خلال فترة الكساد الكبير، حيث سعى للتخفيف من معاناة المزارعين والمواطنين من خلال برامج مختلفة.
نشأته وحياته المبكرة
ولد توماس ماثيو بيري في مقاطعة فايفيت بولاية نبراسكا، ونشأ في عائلة رائدة. انتقلت عائلته إلى داكوتا الجنوبية عندما كان طفلاً صغيرًا، واستقرت بالقرب من نهر وايت. تلقى تعليمه في المدارس المحلية، وعمل في مزرعة العائلة منذ صغره. اكتسب خبرة واسعة في مجال الزراعة وتربية الماشية، مما ساعده لاحقًا في فهم التحديات التي واجهها المزارعون خلال فترة الكساد.
على الرغم من عدم حصوله على تعليم جامعي رسمي، كان بيري قارئًا نهمًا ومثقفًا ذاتيًا. كان يهتم بالشؤون السياسية والاقتصادية، وشارك في المناقشات العامة. كان يتمتع بشخصية جذابة وقدرة على التواصل مع الناس من مختلف الخلفيات، مما جعله شخصية محبوبة في مجتمعه.
مسيرته السياسية المبكرة
بدأ بيري مسيرته السياسية على المستوى المحلي، حيث شغل مناصب مختلفة في مقاطعة ميليت. كان نشطًا في الحزب الديمقراطي، وعمل على تعزيز مصالح المزارعين والمواطنين الريفيين. اكتسب سمعة طيبة كشخص مجتهد ونزيه ومخلص لقواعده الشعبية.
في عام 1930، تم انتخاب بيري لعضوية مجلس شيوخ ولاية داكوتا الجنوبية. خلال فترة عمله في المجلس، ركز على قضايا مثل الضرائب والإصلاح الزراعي وتطوير البنية التحتية. كان مدافعًا قويًا عن مصالح المزارعين والمواطنين ذوي الدخل المنخفض.
حاكم ولاية داكوتا الجنوبية
في عام 1932، فاز توماس بيري بمنصب حاكم ولاية داكوتا الجنوبية، في خضم الكساد الكبير. كانت الولاية تعاني من بطالة واسعة النطاق، وانخفاض أسعار المحاصيل، والجفاف الشديد. تولى بيري منصبه في وقت حرج، وكان عليه أن يتخذ قرارات صعبة لمواجهة هذه التحديات.
أطلق بيري سلسلة من البرامج والسياسات لمساعدة المزارعين والمواطنين المتضررين من الكساد. شملت هذه البرامج:
- تخفيف الضرائب على المزارع: عمل بيري على تخفيض الضرائب على المزارع المتعثرة، ومنحهم مهلة لسداد ديونهم.
- برامج الإغاثة الطارئة: أنشأ بيري برامج إغاثة طارئة لتوفير الغذاء والملبس والمأوى للمحتاجين.
- الأشغال العامة: أطلق بيري مشاريع أشغال عامة لخلق فرص عمل للعاطلين، مثل بناء الطرق والجسور والسدود.
- إعادة التمويل الزراعي: ساعد بيري المزارعين على إعادة تمويل ديونهم بشروط أفضل، مما سمح لهم بالبقاء في مزارعهم.
واجهت برامج بيري بعض الانتقادات من المعارضين السياسيين، الذين اتهموه بالتبذير وعدم الكفاءة. ومع ذلك، كان بيري يتمتع بشعبية كبيرة بين المزارعين والمواطنين العاديين، الذين رأوا فيه مدافعًا عن مصالحهم.
خلال فترة ولايته، عمل بيري أيضًا على تحسين نظام التعليم في الولاية، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز السياحة. كان مؤمنًا بشدة بقدرة داكوتا الجنوبية على التعافي من الكساد والازدهار في المستقبل.
فترة الكساد الكبير وتحدياته
كانت فترة الكساد الكبير فترة صعبة للغاية بالنسبة لولاية داكوتا الجنوبية، مثلها مثل بقية الولايات المتحدة. انخفضت أسعار المحاصيل بشكل كبير، مما أدى إلى إفلاس العديد من المزارعين. تفاقمت المشكلة بسبب الجفاف الشديد الذي ضرب الولاية لسنوات متتالية، مما أدى إلى تلف المحاصيل ونفوق الماشية.
واجه بيري تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الأزمة. كان عليه أن يوازن بين الحاجة إلى تقديم الإغاثة للمحتاجين والحفاظ على استقرار ميزانية الولاية. كان عليه أيضًا أن يتعامل مع الضغوط السياسية من مختلف الفصائل والمصالح.
على الرغم من هذه التحديات، تمكن بيري من تحقيق بعض النجاحات في التخفيف من آثار الكساد. ساعدت برامجه وسياساته العديد من المزارعين والمواطنين على البقاء على قيد الحياة خلال هذه الفترة الصعبة. اكتسب بيري احترامًا وتقديرًا واسع النطاق لجهوده في خدمة ولايته.
إنجازات أخرى خلال فترة ولايته
بالإضافة إلى جهوده للتخفيف من آثار الكساد، حقق بيري عددًا من الإنجازات الأخرى خلال فترة ولايته كحاكم. تشمل هذه الإنجازات:
- تحسين نظام التعليم: عمل بيري على تحسين نظام التعليم في الولاية من خلال زيادة التمويل وتحديث المناهج الدراسية.
- تطوير البنية التحتية: أطلق بيري مشاريع لتطوير البنية التحتية في الولاية، مثل بناء الطرق والجسور والسدود.
- تعزيز السياحة: عمل بيري على تعزيز السياحة في الولاية من خلال إنشاء حدائق عامة ومواقع تاريخية جديدة.
- الإصلاح الإداري: قام بيري بإصلاحات إدارية لتحسين كفاءة وشفافية الحكومة.
كان بيري مؤمنًا بشدة بأهمية التعليم والتنمية الاقتصادية. سعى إلى تحسين نوعية حياة جميع مواطني داكوتا الجنوبية من خلال الاستثمار في هذه المجالات.
ما بعد الحكم
ترك بيري منصبه كحاكم في عام 1937. عاد إلى مزرعته في بيلفيد، وواصل العمل في مجال الزراعة وتربية الماشية. ظل نشطًا في الحزب الديمقراطي، وقدم المشورة والتوجيه للقادة السياسيين الشباب.
توفي توماس ماثيو بيري في 30 أكتوبر 1951، عن عمر يناهز 72 عامًا. تم دفنه في مقبرة بيلفيد في داكوتا الجنوبية. ترك وراءه إرثًا من الخدمة العامة والتفاني في خدمة شعبه.
إرثه وتأثيره
لا يزال توماس بيري يُذكر كواحد من أعظم حكام ولاية داكوتا الجنوبية. يُشاد به لجهوده في التخفيف من آثار الكساد الكبير، وتحسين نظام التعليم، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز السياحة. كان بيري زعيمًا قويًا ومتفانيًا في خدمة شعبه.
يستمر إرث بيري في إلهام القادة السياسيين في داكوتا الجنوبية. يُنظر إليه على أنه مثال يحتذى به في القيادة والخدمة العامة. لا تزال مساهماته في ولايته تُذكر وتقدير حتى يومنا هذا.
حياته الشخصية وعائلته
تزوج توماس بيري من لورينا كيلي في عام 1907. أنجب الزوجان خمسة أطفال. كانت لورينا شريكة داعمة لزوجها طوال حياته السياسية. كانت نشطة في العديد من المنظمات المدنية والخيرية.
كان بيري رجلاً متدينًا ومحبًا لعائلته. كان يقضي وقتًا ممتعًا مع عائلته في مزرعته في بيلفيد. كان يتمتع بصحة جيدة حتى سنواته الأخيرة.
خاتمة
كان توماس ماثيو بيري حاكمًا بارزًا لولاية داكوتا الجنوبية، اشتهر بقيادته خلال فترة الكساد الكبير. عمل بجد للتخفيف من معاناة المزارعين والمواطنين، وقام بإصلاحات مهمة في الولاية. يظل إرثه حيًا كمثال للخدمة العامة والتفاني.