حياة الأميرة عايدة دستا المبكرة
الأميرة عايدة دستا (8 أبريل 1927 – 15 يناير 2013)، الاسم المعمودي بيسرات جبريل، كانت الحفيدة الكبرى للإمبراطور هيلا سيلاسي الأول. ولدت الأميرة عايدة في أديس أبابا، إثيوبيا، وهي ابنة راس دستا دامتو وزوجته الأميرة تينياورك هيلا سيلاسي. كان والدها راس دستا، أحد أبرز النبلاء الإثيوبيين وقائدًا عسكريًا بارزًا، بينما كانت والدتها الأميرة تينياورك الابنة الكبرى للإمبراطور هيلا سيلاسي.
نشأت الأميرة عايدة في كنف العائلة الإمبراطورية، وتلقت تعليمًا رفيعًا المستوى شمل اللغات والأدب والتاريخ. كانت تعتبر من أجمل نساء العائلة المالكة، وتتمتع بشخصية قوية وذكاء حاد. كانت قريبة جدًا من جدها الإمبراطور هيلا سيلاسي، الذي أولاها اهتمامًا خاصًا ورعاها.
تزوجت الأميرة عايدة من الجنرال نيدو هاغبوت في حفل زفاف فخم حضره كبار الشخصيات في إثيوبيا وخارجها. كان الجنرال نيدو شخصية عسكرية مرموقة، وقد شغل مناصب قيادية مختلفة في الجيش الإثيوبي. كان الزواج ترتيبًا سياسيًا يهدف إلى تعزيز العلاقات بين العائلة الإمبراطورية وكبار قادة الجيش.
الحياة في المنفى
بعد الانقلاب العسكري عام 1974 الذي أطاح بالإمبراطور هيلا سيلاسي، تم اعتقال الأميرة عايدة وزوجها الجنرال نيدو مع بقية أفراد العائلة الإمبراطورية. عانت العائلة من ظروف اعتقال قاسية وتعرضت للإهانة والمعاملة السيئة. في عام 1977، تم إعدام الجنرال نيدو مع عشرات المسؤولين الحكوميين والنبلاء بتهمة الخيانة العظمى.
بعد إعدام زوجها، سُمح للأميرة عايدة بالهجرة إلى الخارج. عاشت في المنفى في الولايات المتحدة مع أطفالها. على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتها في المنفى، حافظت الأميرة عايدة على كرامتها وصمودها. عملت بجد لإعالة أطفالها وتوفير لهم التعليم الجيد. ظلت الأميرة عايدة وفية لذكرى جدها الإمبراطور هيلا سيلاسي ودافعت عن تراث العائلة الإمبراطورية.
العودة إلى إثيوبيا
بعد سقوط النظام العسكري في عام 1991، سُمح للأميرة عايدة بالعودة إلى إثيوبيا. عادت إلى وطنها بحفاوة بالغة من قبل الشعب الإثيوبي الذي يكن لها وللعائلة الإمبراطورية احترامًا وتقديرًا كبيرين. استقرت الأميرة عايدة في أديس أبابا، حيث كرست وقتها للأعمال الخيرية والمساهمة في التنمية الاجتماعية. شاركت في العديد من المشاريع التي تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين، وخاصة الأطفال والنساء.
أصبحت الأميرة عايدة شخصية بارزة في المجتمع الإثيوبي، وكانت تحظى بتقدير كبير من قبل جميع أطياف الشعب. كانت تعتبر رمزًا للوحدة الوطنية والتراث الثقافي. شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية، وكانت تتحدث بصراحة عن قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
إرث الأميرة عايدة دستا
توفيت الأميرة عايدة دستا في 15 يناير 2013 في أديس أبابا عن عمر يناهز 85 عامًا. ترك رحيلها حزنًا عميقًا في قلوب الشعب الإثيوبي. تم دفنها في المقبرة الإمبراطورية في كاتدرائية الثالوث المقدس في أديس أبابا، إلى جانب أفراد آخرين من العائلة الإمبراطورية.
تعتبر الأميرة عايدة دستا شخصية بارزة في التاريخ الإثيوبي الحديث. كانت امرأة قوية وشجاعة واجهت العديد من التحديات والصعوبات في حياتها. كانت مثالاً يحتذى به في الصمود والكرامة والوفاء. سيظل إرثها حيًا في قلوب الشعب الإثيوبي للأجيال القادمة.
بعض إنجازات الأميرة عايدة دستا:
- شاركت في العديد من الأعمال الخيرية والمشاريع التنموية التي تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين.
- دافعت عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
- ساهمت في تعزيز الوحدة الوطنية والتراث الثقافي.
- أصبحت رمزًا للصمود والكرامة والوفاء.
مواقفها السياسية
على الرغم من أنها لم تكن ناشطة سياسيًا بشكل مباشر، إلا أن الأميرة عايدة دستا كانت لها آراء واضحة حول قضايا مختلفة تتعلق بإثيوبيا. كانت تؤمن بأهمية الوحدة الوطنية والتسامح الديني والعرقي. كانت تدعو إلى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. كانت تنتقد الفساد وسوء الإدارة الحكومية. كانت تؤمن بأن إثيوبيا يجب أن تلعب دورًا رائدًا في أفريقيا والعالم.
كانت الأميرة عايدة دستا تحظى باحترام كبير من قبل مختلف القوى السياسية في إثيوبيا. كانت قادرة على التواصل مع الجميع بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو العرقية أو الدينية. كانت تعتبر وسيطًا موثوقًا به في حل النزاعات والخلافات.
حياتها الشخصية
كانت الأميرة عايدة دستا امرأة متواضعة ولطيفة ومحبوبة من قبل الجميع. كانت تتمتع بروح الدعابة والذكاء. كانت تحب قراءة الكتب والاستماع إلى الموسيقى وزيارة الأماكن التاريخية. كانت تهتم بالبيئة وتحافظ عليها. كانت تحب قضاء الوقت مع عائلتها وأصدقائها.
كانت الأميرة عايدة دستا تتحدث بطلاقة العديد من اللغات، بما في ذلك الأمهرية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية. كانت مثقفة ومطلعة على مختلف الثقافات والحضارات. كانت تحترم جميع الناس بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الدينية.
الجوائز والتكريمات
حصلت الأميرة عايدة دستا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لخدماتها للمجتمع الإثيوبي. من بين هذه الجوائز:
- وسام نجمة إثيوبيا.
- وسام الملكة شيبا.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة أديس أبابا.
- جائزة السلام الأفريقية.
خاتمة
الأميرة عايدة دستا كانت شخصية استثنائية في تاريخ إثيوبيا. كانت امرأة قوية وشجاعة ومثقفة ومحبوبة. لعبت دورًا هامًا في تعزيز الوحدة الوطنية والتنمية الاجتماعية. سيظل إرثها حيًا في قلوب الشعب الإثيوبي للأجيال القادمة. كانت رمزًا للأمل والإلهام للعديد من الناس في إثيوبيا وخارجها. ستظل ذكرى الأميرة عايدة دستا خالدة في تاريخ إثيوبيا.