نشأته وتعليمه
ولد روبرت تي. هيريس في دنفر، كولورادو، ونشأ في عائلة تقدر الخدمة العسكرية. بعد الانتهاء من دراسته الثانوية، التحق بأكاديمية الولايات المتحدة البحرية في أنابوليس، ماريلاند. تخرج هيريس من الأكاديمية البحرية في عام 1954 وحصل على شهادة في الهندسة.
بعد تخرجه، اختار هيريس الانضمام إلى القوات الجوية الأمريكية. خضع لتدريب الطيارين وحصل على جناحيه كطيار. واصل تعليمه العسكري بحضور كلية القيادة والأركان الجوية وكلية الحرب الوطنية، حيث صقل مهاراته القيادية والاستراتيجية.
مسيرته العسكرية
بدأ هيريس مسيرته المهنية في القوات الجوية كطيار مقاتل، حيث طار بطائرات مختلفة، بما في ذلك طائرة F-100 Super Sabre. خدم في العديد من المناصب القيادية خلال مسيرته المهنية، سواء في الداخل أو الخارج. وشملت هذه المناصب: قائد سرب، وقائد جناح، ورئيس العمليات الجوية في القيادة الجوية التكتيكية.
خلال حرب فيتنام، خدم هيريس في جنوب شرق آسيا، حيث قام بطلعات جوية قتالية. حصل على العديد من الأوسمة والجوائز لخدمته المتميزة، بما في ذلك وسام الخدمة المتميزة ووسام الاستحقاق.
في الثمانينيات، شغل هيريس مناصب عليا في البنتاغون. عمل كنائب رئيس العمليات الجوية، حيث كان مسؤولاً عن الإشراف على جميع جوانب عمليات القوات الجوية. ثم شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة من عام 1987 إلى عام 1990. بصفته نائبًا، كان هيريس مسؤولاً عن مساعدة رئيس هيئة الأركان المشتركة في تقديم المشورة لرئيس الولايات المتحدة ووزير الدفاع بشأن المسائل العسكرية.
نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة
تم تعيين هيريس في منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة في عام 1987، ليصبح أول شخص يشغل هذا المنصب الذي تم إنشاؤه حديثًا. لعب دورًا محوريًا في تحسين التنسيق والتعاون بين مختلف فروع الجيش الأمريكي.
ركز هيريس على تحديث القوات المسلحة الأمريكية من خلال دمج التقنيات الجديدة وتحسين التدريب. كان مدافعًا قويًا عن تطوير أسلحة وأنظمة جديدة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وطائرة الشبح F-117 Nighthawk.
كما عمل هيريس على تعزيز العلاقات العسكرية الأمريكية مع الدول الأجنبية. سافر على نطاق واسع للقاء القادة العسكريين من جميع أنحاء العالم، وتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون.
التقاعد والإنجازات اللاحقة
تقاعد هيريس من القوات الجوية في عام 1990 برتبة جنرال بأربع نجوم. بعد تقاعده، انخرط في العديد من المشاريع التجارية والمدنية. شغل منصب مدير في العديد من الشركات، بما في ذلك شركة لوكهيد مارتن.
ظل هيريس نشطًا في مجتمع القوات الجوية بعد تقاعده. شغل منصب رئيس جمعية القوات الجوية، وهي منظمة غير ربحية تدعم أفراد القوات الجوية وعائلاتهم. كما عمل في مجالس إدارة العديد من المنظمات الخيرية الأخرى.
حصل هيريس على العديد من الجوائز والأوسمة المدنية والعسكرية طوال حياته المهنية. بالإضافة إلى وسام الخدمة المتميزة ووسام الاستحقاق، حصل على وسام الدفاع المتميز ووسام الاستحقاق. تم إدخاله في قاعة مشاهير الفضاء في عام 2002.
إرثه
يُذكر روبرت تي. هيريس كقائد عسكري بارز ورجل دولة. لعب دورًا حاسمًا في تحديث القوات المسلحة الأمريكية وتعزيز التعاون بين مختلف فروع الجيش. كان مدافعًا قويًا عن الخدمة العسكرية، وألهم العديد من الآخرين ليخدموا بلادهم. تظل مساهماته في الأمن القومي الأمريكي ذات أهمية كبيرة حتى اليوم.
توفي روبرت تي. هيريس في 24 يوليو 2008، عن عمر يناهز 75 عامًا. ودفن في مقبرة أرلينغتون الوطنية. تم تكريمه من قبل القادة العسكريين والسياسيين لخدمته المتميزة للبلاد.
أهم الجوائز والأوسمة
- وسام الخدمة المتميزة
- وسام الاستحقاق
- وسام الدفاع المتميز
- وسام الاستحقاق (مع مجموعة أوراق البلوط)
- قاعة مشاهير الفضاء
مواقفه وآراؤه
كان الجنرال هيريس مدافعًا قويًا عن الاستعداد العسكري القوي والابتكار التكنولوجي. كان يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تحافظ على جيش قوي لردع العدوان وحماية مصالحها في جميع أنحاء العالم. كما كان يؤمن بأهمية الاستثمار في البحث والتطوير للحفاظ على التفوق التكنولوجي في المجال العسكري.
كان هيريس أيضًا من دعاة التعاون بين مختلف فروع الجيش. لقد أدرك أن التعاون الوثيق ضروري لتحقيق النجاح في العمليات العسكرية الحديثة. عمل بجد لتعزيز التنسيق والتواصل بين القوات الجوية والجيش والبحرية ومشاة البحرية.
بالإضافة إلى مواقفه العسكرية، كان هيريس ملتزمًا بالخدمة المدنية. لقد اعتقد أنه من المهم للأفراد العسكريين أن يساهموا في مجتمعاتهم بعد انتهاء خدمتهم العسكرية. شارك في العديد من المنظمات المدنية والخيرية، حيث سعى إلى إحداث فرق في حياة الآخرين.
تأثيره على القوات الجوية الأمريكية
كان للجنرال هيريس تأثير كبير على القوات الجوية الأمريكية خلال مسيرته المهنية. بصفته نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، لعب دورًا حاسمًا في تحديث القوات المسلحة الأمريكية، بما في ذلك القوات الجوية. لقد كان مدافعًا قويًا عن تطوير أسلحة وأنظمة جديدة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وطائرة الشبح F-117 Nighthawk. ساعدت هذه التقنيات في تحسين القدرات القتالية للقوات الجوية وزادت من فعاليتها في العمليات العسكرية.
كما أثر هيريس على ثقافة القوات الجوية من خلال التأكيد على أهمية الاحتراف والقيادة والابتكار. لقد ألهم العديد من الطيارين والضباط ليخدموا بتميز وأن يسعوا دائمًا إلى التحسين. لا تزال قيادته ورؤيته تلهم أجيال جديدة من أفراد القوات الجوية حتى اليوم.
خاتمة
كان روبرت تي. هيريس شخصية بارزة في تاريخ القوات الجوية الأمريكية. بصفته أول نائب لرئيس هيئة الأركان المشتركة، لعب دورًا حاسمًا في تحديث القوات المسلحة الأمريكية وتعزيز التعاون بين مختلف فروع الجيش. كان مدافعًا قويًا عن الخدمة العسكرية، وألهم العديد من الآخرين ليخدموا بلادهم. تظل مساهماته في الأمن القومي الأمريكي ذات أهمية كبيرة حتى اليوم، وسيظل إرثه محفورًا في تاريخ القوات الجوية الأمريكية.