تاريخ الشركة
بدأت جنوب شرق عملياتها في 1 أبريل 2006، عندما انتهى امتياز السكك الحديدية المتكامل الجنوبي الشرقي الأصلي الذي كانت تديره شركة كونكس الجنوب الشرقي (Connex South Eastern). في البداية، تم تشغيل الخدمات من قبل شركة جنوب شرق للسكك الحديدية العالية السرعة المحدودة، وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل لهيئة السكك الحديدية الاستراتيجية. في 30 نوفمبر 2007، تم نقل الامتياز إلى شركة لندن وساوث إيسترن للسكك الحديدية المحدودة، وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة جوفيا.
كانت جوفيا قد فازت بالامتياز في عام 2006، ولكن بسبب بعض المشكلات الإجرائية، لم تتمكن من تولي العمليات على الفور. كان من المقرر في الأصل أن يستمر الامتياز حتى عام 2014، ولكن تم تمديده لاحقًا حتى عام 2015. في عام 2014، مُنحت جوفيا تمديدًا آخر حتى يونيو 2018. في عام 2018، تم تمديد الامتياز مرة أخرى حتى 16 أكتوبر 2021.
الخدمات التي تقدمها الشركة
قدمت جنوب شرق مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك:
- الخدمات الرئيسية: ربطت هذه الخدمات محطات لندن الرئيسية بوجهات في كينت وشرق ساسكس.
- الخدمات المحلية: خدمت هذه الخدمات المجتمعات المحلية في جميع أنحاء كينت وشرق ساسكس.
- خدمات عالية السرعة: شغّلت جنوب شرق خدمات عالية السرعة بين سانت بانكراس إنترناشيونال وكينت باستخدام قطارات Javelin.
كانت جنوب شرق مسؤولة أيضًا عن إدارة العديد من المحطات في جميع أنحاء شبكتها، بما في ذلك محطات رئيسية مثل Ashford International و Canterbury East و Dover Priory.
الأداء والموثوقية
خلال فترة تشغيلها، واجهت جنوب شرق تحديات فيما يتعلق بالأداء والموثوقية. غالبًا ما أدى الازدحام على الشبكة والعيوب الفنية إلى تأخيرات واضطرابات. استثمرت الشركة في تحسين البنية التحتية وتنفيذ جداول زمنية جديدة في محاولة لتحسين الأداء. ومع ذلك، ظلت الموثوقية مصدر قلق للعديد من الركاب.
بالإضافة إلى ذلك، تلقت الشركة انتقادات بسبب تعاملها مع الازدحام خلال ساعات الذروة، وخاصة على الخدمات المتجهة إلى لندن. غالبًا ما كانت القطارات مكتظة، مما أدى إلى ظروف غير مريحة للركاب.
القطارات المستخدمة
شغّلت جنوب شرق مجموعة متنوعة من القطارات الكهربائية (EMUs) لتوفير خدمات الركاب. وشملت هذه:
- Class 375 Electrostar: كانت هذه القطارات هي الأكثر شيوعًا في أسطول جنوب شرق، وتستخدم على نطاق واسع في الخدمات الرئيسية والمحلية.
- Class 395 Javelin: تم استخدام هذه القطارات عالية السرعة بشكل حصري على خدمات Highspeed 1 بين سانت بانكراس إنترناشيونال وكينت.
- Class 465 Networker: تم استخدام هذه القطارات في المقام الأول في الخدمات المحلية في جميع أنحاء كينت.
- Class 466 Networker: نسخة مختلفة من Class 465، وتستخدم أيضًا للخدمات المحلية.
حافظت جنوب شرق على أسطولها من خلال برنامج صيانة شامل لضمان السلامة والموثوقية. ومع ذلك، أدى عمر بعض القطارات إلى مشاكل في بعض الأحيان.
المبادرات البيئية
التزمت جنوب شرق بتقليل تأثيرها البيئي. نفذت الشركة عددًا من المبادرات لتقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات. وشمل ذلك الاستثمار في قطارات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة وتنفيذ ممارسات قيادة صديقة للبيئة.
بالإضافة إلى ذلك، عملت جنوب شرق على تقليل النفايات وتحسين معدلات إعادة التدوير. شجعت الشركة أيضًا الركاب على استخدام وسائل النقل المستدامة، مثل الدراجات والمشي، للوصول إلى المحطات.
تغييرات الامتياز
في 17 أكتوبر 2021، انتهى امتياز جنوب شرق، وتولت شركة السكك الحديدية الحكومية (SE Trains Limited) العمليات، وتعمل تحت اسم “Southeastern”. هذا التغيير جاء بعد مراجعة أجرتها وزارة النقل بسبب مخالفات مالية محتملة تتعلق بكيفية تعامل Govia مع عائدات الدعم الحكومي.
تم إنشاء شركة SE Trains Limited كشركة مشغلة “الملاذ الأخير” لضمان استمرار الخدمات بسلاسة أثناء التحقيق في القضايا المالية. هذا يعني أن وزارة النقل تولت السيطرة المباشرة على العمليات.
تم تصميم هذا الترتيب لضمان عدم وجود انقطاع في الخدمات للمسافرين أثناء التحقيق في المخالفات المالية المزعومة. تهدف وزارة النقل إلى توفير الاستقرار والشفافية خلال فترة الانتقال.
تمتلك شركة Govia Thameslink Railway (GTR) امتياز Thameslink و Great Northern، والتي لم تتأثر بالتغييرات في امتياز جنوب شرق. ومع ذلك، سلطت الحادثة الضوء على أهمية الإدارة المالية السليمة والرقابة في صناعة السكك الحديدية.
الدروس المستفادة والتوصيات
سلطت الأحداث المحيطة بانتهاء امتياز جنوب شرق الضوء على عدة دروس مهمة لصناعة السكك الحديدية. وتشمل هذه:
- الرقابة المالية: من الضروري أن يكون لدى شركات تشغيل القطارات أنظمة قوية للرقابة المالية لضمان محاسبة الأموال العامة بشكل صحيح.
- الشفافية: يجب أن تكون هناك شفافية في تعاملات شركات تشغيل القطارات مع الحكومة لتعزيز الثقة والمساءلة.
- حماية الركاب: يجب أن تكون حماية مصالح الركاب على رأس الأولويات عند اتخاذ القرارات المتعلقة بامتيازات السكك الحديدية.
تشمل التوصيات لتحسين إدارة امتيازات السكك الحديدية ما يلي:
- عمليات تدقيق منتظمة: يجب إجراء عمليات تدقيق منتظمة لحسابات شركات تشغيل القطارات لضمان الامتثال للوائح المالية.
- عقوبات قوية: يجب أن تكون هناك عقوبات قوية لشركات تشغيل القطارات التي تثبت إدانتها بمخالفات مالية.
- إشراك الركاب: يجب إشراك الركاب في عملية صنع القرار المتعلقة بخدمات السكك الحديدية لضمان تلبية احتياجاتهم.
مستقبل خدمات السكك الحديدية في المنطقة
مع استمرار شركة SE Trains Limited في تشغيل خدمات جنوب شرق، يظل مستقبل خدمات السكك الحديدية في المنطقة غير مؤكد. ستشمل العوامل التي ستشكل مستقبل السكك الحديدية في المنطقة القرارات التي تتخذها وزارة النقل بشأن الامتياز، وأداء شركة SE Trains Limited، ومستوى الاستثمار في البنية التحتية.
من الضروري أن تعطي وزارة النقل الأولوية لمصالح الركاب عند اتخاذ القرارات بشأن مستقبل خدمات السكك الحديدية في المنطقة. ويشمل ذلك ضمان حصول الركاب على خدمات موثوقة وبأسعار معقولة.
بالإضافة إلى ذلك، من الضروري الاستثمار في البنية التحتية للسكك الحديدية لتحسين الأداء وتقليل الازدحام. ويشمل ذلك ترقية المسارات والإشارات والمحطات.
خاتمة
كانت جنوب شرق (Southeastern) شركة تشغيل قطارات بريطانية شغلت خدمات في جنوب شرق إنجلترا بين عامي 2006 و 2021. واجهت الشركة تحديات تتعلق بالأداء والموثوقية، ولكنها قدمت أيضًا خدمات مهمة للمجتمعات المحلية. انتهى الامتياز في عام 2021، وتولت شركة السكك الحديدية الحكومية (SE Trains Limited) العمليات. يسلط هذا التغيير الضوء على أهمية الإدارة المالية السليمة والرقابة في صناعة السكك الحديدية. مستقبل خدمات السكك الحديدية في المنطقة غير مؤكد، ولكن من الضروري إعطاء الأولوية لمصالح الركاب عند اتخاذ القرارات بشأن المستقبل.