مقدمة
سوزانا هول (بالإنجليزية: Susanna Hall) (اسمها عند الولادة سوزانا شكسبير؛ تم تعميدها في 26 مايو 1583 – 11 يوليو 1649) كانت الابنة الكبرى لويليام شكسبير وآن هاثاواي. كانت سوزانا شخصية بارزة في مجتمع ستراتفورد أبون آفون، ولعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على تراث والدها الأدبي. على عكس شقيقتيها، إليزابيث وجوديث، تميزت سوزانا بتعليمها وقدرتها على القراءة والكتابة، وهو ما كان نادرًا في ذلك الوقت، خاصة بالنسبة للنساء. تزوجت من الطبيب جون هول، وعاشت حياة هادفة ومساهمة في مجتمعها.
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت سوزانا شكسبير في ستراتفورد أبون آفون، وهي بلدة سوق صغيرة في وارويكشاير بإنجلترا. كانت طفلة ويليام شكسبير الكبرى وآن هاثاواي، ولديها شقيقتان: التوأم هامنت وجوديث. على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لتعليم سوزانا غير معروفة، إلا أنه من الواضح أنها تلقت تعليمًا جيدًا مقارنة بمعظم النساء في عصرها. تشير الأدلة إلى أنها كانت تعرف القراءة والكتابة، وهو ما كان إنجازًا ملحوظًا في ذلك الوقت. من المحتمل أنها تلقت تعليمها في المنزل، ربما من قبل والدها أو مدرس خاص. كان ويليام شكسبير رجلاً مثقفًا ومولعًا بالكتب، ومن المرجح أنه حرص على أن تتلقى ابنته تعليمًا جيدًا.
كان التعليم في العصر الإليزابيثي يركز بشكل عام على اللاتينية واليونانية والكلاسيكيات. ومع ذلك، قد تكون سوزانا قد تلقت أيضًا تعليمًا في اللغة الإنجليزية والتاريخ والأدب. ربما تكون قد تعلمت أيضًا بعض المهارات المنزلية، مثل التطريز والتدبير المنزلي. كان تعليم سوزانا سيسمح لها بقراءة الكتب والمشاركة في المحادثات المثقفة وكتابة الرسائل، مما يجعلها عضوة قيمة في مجتمعها.
زواجها وحياتها الأسرية
تزوجت سوزانا شكسبير من جون هول في 5 يونيو 1607، في كنيسة الثالوث المقدس في ستراتفورد أبون آفون. كان جون هول طبيبًا محترمًا يتمتع بسمعة طيبة في ستراتفورد والمناطق المحيطة بها. كان رجلاً متعلمًا ومثقفًا، ومن المحتمل أنه شارك سوزانا اهتمامها بالأدب والثقافة. كان زواجهما على ما يبدو سعيدًا ومثمرًا.
أنجبت سوزانا وجون هول طفلة واحدة، إليزابيث هول، التي ولدت في عام 1608. كانت إليزابيث حفيدة ويليام شكسبير الوحيدة. تزوجت إليزابيث مرتين، أولاً من توماس ناش ثم من جون برنارد. لم تنجب إليزابيث أي أطفال، وبالتالي انتهى خط شكسبير المباشر بوفاتها في عام 1670.
عاشت سوزانا وجون هول في ستراتفورد أبون آفون طوال حياتهما الزوجية. عاشوا في منزل كبير يسمى “نيو بليس”، الذي اشتراه ويليام شكسبير في عام 1597. كان نيو بليس أحد أكبر المنازل في ستراتفورد، وكان بمثابة مركز للحياة الاجتماعية والثقافية في المدينة. غالبًا ما استضافت سوزانا وجون هول الضيوف في منزلهما، بما في ذلك الكتاب والفنانين والشخصيات البارزة الأخرى.
دورها في مجتمع ستراتفورد أبون آفون
كانت سوزانا هول شخصية بارزة في مجتمع ستراتفورد أبون آفون. كانت امرأة محترمة ومثقفة، وكانت معروفة بأعمالها الخيرية وكرمها. كانت أيضًا عضوًا نشطًا في الكنيسة، وغالبًا ما كانت تتبرع للمحتاجين. كانت سوزانا تحظى بتقدير كبير من قبل جيرانها، وكانت تعتبر نموذجًا يحتذى به للنساء الأخريات في المجتمع.
بالإضافة إلى دورها في المجتمع، لعبت سوزانا أيضًا دورًا مهمًا في الحفاظ على تراث والدها الأدبي. بعد وفاة ويليام شكسبير في عام 1616، ورثت سوزانا جزءًا كبيرًا من ممتلكاته، بما في ذلك حقوق النشر لأعماله. عملت سوزانا بجد للحفاظ على أعمال والدها والتأكد من أنها متاحة للأجيال القادمة. كانت أيضًا مسؤولة عن جمع ونشر العديد من قصائد والدها، والتي لولاها لضاعت إلى الأبد.
سمعتها واتهام الزنا
على الرغم من مكانتها المحترمة في المجتمع، واجهت سوزانا هول تحديًا كبيرًا في عام 1613 عندما اتهمت بالزنا. رفع جون لين، رجل يبلغ من العمر 30 عامًا، دعوى تشهير ضد سوزانا، مدعيًا أنها أقامت علاقة غير شرعية مع رجل يدعى رالف سميث، وهو صاحب متجر قبعات. ادعى لين أيضًا أن سوزانا أنجبت طفلًا غير شرعي نتيجة لهذه العلاقة.
كانت هذه الاتهامات خطيرة للغاية، وكان من الممكن أن يكون لها عواقب وخيمة على سمعة سوزانا ومكانتها في المجتمع. ومع ذلك، نفت سوزانا الاتهامات بشدة، ودعمها زوجها جون هول بقوة. رفع جون هول دعوى قضائية مضادة ضد جون لين بتهمة التشهير، وتمكن من إثبات أن الاتهامات كانت كاذبة. خسر جون لين القضية وأجبر على دفع تعويضات لسوزانا وجون هول.
لا يزال سبب اتهام جون لين لسوزانا بالزنا غير واضح. ومع ذلك، يعتقد بعض المؤرخين أن لين ربما كان مدفوعًا بالحسد أو الحقد. ربما كان يشعر بالغيرة من مكانة سوزانا وثروتها، وربما أراد الإضرار بسمعتها. من الممكن أيضًا أن يكون لين قد تأثر بمعتقدات دينية متطرفة، وربما كان يعتقد أن سوزانا كانت ترتكب الخطيئة.
بغض النظر عن السبب، كان اتهام الزنا تجربة مؤلمة وصعبة لسوزانا هول. ومع ذلك، تمكنت من التغلب على هذه المحنة والخروج منها أقوى. استمرت في العيش حياة محترمة ومثمرة، واستمرت في لعب دور مهم في مجتمع ستراتفورد أبون آفون.
وفاتها وإرثها
توفيت سوزانا هول في 11 يوليو 1649، عن عمر يناهز 66 عامًا. تم دفنها بجانب والديها وزوجها في كنيسة الثالوث المقدس في ستراتفورد أبون آفون. تركت سوزانا وراءها ابنة واحدة، إليزابيث هول، التي ورثت جزءًا كبيرًا من ممتلكاتها.
كانت سوزانا هول امرأة رائعة لعبت دورًا مهمًا في حياة ويليام شكسبير وفي مجتمع ستراتفورد أبون آفون. كانت امرأة متعلمة ومثقفة، وكانت معروفة بأعمالها الخيرية وكرمها. كانت أيضًا عضوًا نشطًا في الكنيسة، وغالبًا ما كانت تتبرع للمحتاجين. كانت سوزانا تحظى بتقدير كبير من قبل جيرانها، وكانت تعتبر نموذجًا يحتذى به للنساء الأخريات في المجتمع.
بالإضافة إلى دورها في المجتمع، لعبت سوزانا أيضًا دورًا مهمًا في الحفاظ على تراث والدها الأدبي. بعد وفاة ويليام شكسبير، ورثت سوزانا جزءًا كبيرًا من ممتلكاته، بما في ذلك حقوق النشر لأعماله. عملت سوزانا بجد للحفاظ على أعمال والدها والتأكد من أنها متاحة للأجيال القادمة. كانت أيضًا مسؤولة عن جمع ونشر العديد من قصائد والدها، والتي لولاها لضاعت إلى الأبد.
لا تزال سوزانا هول شخصية مهمة في تاريخ الأدب الإنجليزي. كانت الابنة الكبرى لويليام شكسبير، ولعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على تراث والدها الأدبي. كانت أيضًا امرأة رائعة في حد ذاتها، وكانت معروفة بأعمالها الخيرية وكرمها. ستظل سوزانا هول دائمًا في الذاكرة كشخصية مهمة في تاريخ ستراتفورد أبون آفون.
خاتمة
كانت سوزانا هول الابنة الكبرى لويليام شكسبير وآن هاثاواي. عاشت حياة هادفة في ستراتفورد أبون آفون، ولعبت دورًا حيويًا في الحفاظ على إرث والدها الأدبي. على الرغم من التحديات التي واجهتها، بما في ذلك اتهام الزنا، ظلت سوزانا شخصية محترمة ومؤثرة في مجتمعها. يظل إرثها كابنة شكسبير والمرأة التي ساهمت في الحفاظ على أعماله الأدبية جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الأدب الإنجليزي.