حياته المبكرة
ولد فيرث في شيفيلد، يوركشاير، وهو ابن توماس فيرث (1787-1851) وهانا بيردسال (توفيت عام 1847). كان توماس فيرث عامل حدادة ومؤسس شركة توماس فيرث وأبنائه، وهي شركة الصلب التي بنى مارك فيرث ثروته عليها.
مسيرته المهنية
انضم مارك فيرث إلى شركة والده في سن مبكرة وأظهر موهبة كبيرة في الأعمال التجارية. بعد وفاة والده في عام 1851، تولى مارك إدارة الشركة وقادها إلى فترة من النمو والتوسع الكبيرين. تحت قيادته، أصبحت شركة توماس فيرث وأبنائه واحدة من أبرز شركات تصنيع الصلب في العالم، حيث تنتج مجموعة واسعة من المنتجات بما في ذلك الفولاذ المستخدم في بناء السفن والسكك الحديدية والمدافع.
توسعات الشركة:
- قام فيرث بتوسيع مصانع الشركة في شيفيلد، واستثمر بكثافة في أحدث التقنيات والمعدات.
- افتتح فروعًا ومكاتب مبيعات في جميع أنحاء العالم، مما ساعد على زيادة صادرات الشركة وتوسيع نطاقها التجاري.
- تنويع منتجات الشركة لتشمل مجموعة واسعة من أنواع الفولاذ، مما جعلها أقل اعتمادًا على صناعة معينة.
الابتكارات في صناعة الصلب:
كان فيرث رائدًا في تطوير تقنيات جديدة لإنتاج الفولاذ. قام بإدخال عملية بسمر إلى مصانعه، مما سمح بإنتاج الفولاذ بكميات أكبر وبتكلفة أقل. كما قام بتطوير طرق جديدة لتصنيع الفولاذ المدرع، والذي كان يستخدم في بناء السفن الحربية.
الأعمال الخيرية
بالإضافة إلى نجاحه في مجال الأعمال التجارية، كان مارك فيرث معروفًا أيضًا بأعماله الخيرية. كان مؤمنًا بشدة بأهمية التعليم وقدم تبرعات كبيرة لدعم المدارس والكليات في شيفيلد. أسس كلية فيرث، وهي كلية تقنية تهدف إلى توفير التعليم المهني للشباب في المنطقة. كما تبرع بأراضٍ لبناء حديقة فيرث، وهي حديقة عامة كبيرة لا تزال وجهة شهيرة حتى اليوم.
مبادراته الخيرية الرئيسية:
- كلية فيرث: تأسست عام 1879، وهي الآن جزء من جامعة شيفيلد.
- حديقة فيرث: تم افتتاحها عام 1875، وتوفر مساحة خضراء كبيرة للمقيمين في شيفيلد.
- دعم المدارس المحلية: قدم تبرعات منتظمة للمدارس في شيفيلد لتحسين المرافق التعليمية.
تقدير المجتمع:
حظي فيرث بتقدير كبير في شيفيلد لأعماله الخيرية ومساهماته في المجتمع. تم تكريمه بالعديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك منحه لقب “حرية مدينة شيفيلد”.
حياته الشخصية
تزوج مارك فيرث من آن ريلي في عام 1841 وأنجبا عدة أطفال. كان معروفًا بحياته الهادئة والمتواضعة، وعلى الرغم من ثروته الكبيرة، فقد عاش ببساطة وتجنب البذخ.
صفاته الشخصية:
- الاجتهاد: كان فيرث يعمل بجد ومثابرة، ويقضي ساعات طويلة في مصانعه.
- التواضع: على الرغم من ثروته، كان فيرث متواضعًا ويتعامل مع الجميع باحترام.
- الكرم: كان فيرث كريمًا للغاية ويتبرع بسخاء للجمعيات الخيرية.
تأثيره وإرثه
كان لمارك فيرث تأثير كبير على مدينة شيفيلد وعلى صناعة الصلب في بريطانيا. ساعدت شركته على تحويل شيفيلد إلى مركز رئيسي لتصنيع الصلب، ووفرت فرص عمل لآلاف الأشخاص. كما ساهمت أعماله الخيرية في تحسين التعليم والرعاية الاجتماعية في المنطقة. يعتبر فيرث اليوم شخصية بارزة في تاريخ شيفيلد، ويتم تذكره كصناعي ناجح وفاعل خير سخي.
إسهاماته الرئيسية:
- تطوير صناعة الصلب في شيفيلد: ساهم في جعل شيفيلد مركزًا عالميًا لتصنيع الصلب.
- توفير فرص العمل: خلقت شركته آلاف فرص العمل لسكان شيفيلد.
- الأعمال الخيرية: دعم التعليم والرعاية الاجتماعية من خلال تبرعاته السخية.
تحديات واجهته
على الرغم من نجاحه الكبير، واجه مارك فيرث أيضًا العديد من التحديات خلال حياته المهنية. كان عليه أن يتعامل مع المنافسة الشديدة من شركات الصلب الأخرى، وكذلك مع التقلبات الاقتصادية التي أثرت على الصناعة. كما كان عليه أن يتعامل مع المشاكل العمالية والإضرابات في مصانعه.
الصعوبات الرئيسية:
- المنافسة الشديدة: واجه منافسة قوية من شركات الصلب الأخرى في بريطانيا وأوروبا.
- التقلبات الاقتصادية: تأثرت شركته بالتقلبات الاقتصادية التي أدت إلى انخفاض الطلب على الفولاذ.
- المشاكل العمالية: واجه إضرابات ومشاكل عمالية في مصانعه.
وفاته
توفي مارك فيرث في 28 نوفمبر 1880 عن عمر يناهز 61 عامًا. تم دفنه في مقبرة جنة جرافيز في شيفيلد. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كصناعي ناجح وفاعل خير سخي.
خاتمة
كان مارك فيرث شخصية بارزة في تاريخ شيفيلد وإنجلترا. بفضل رؤيته الصناعية وعمله الدؤوب وأعماله الخيرية، ترك بصمة واضحة على مجتمعه وعلى صناعة الصلب. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة المدينة كواحد من أبرز رجالها.