نشأته وتعليمه
ولد مارتن أونسلو فورستر في لندن عام 1872. تلقى تعليمه في مدرسة جامعة لندن، ثم التحق بكلية لندن الجامعية، حيث درس الكيمياء تحت إشراف ويليام رامزي، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1904. أظهر فورستر تفوقًا مبكرًا في الكيمياء، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة خلال دراسته.
بعد تخرجه، واصل فورستر دراساته العليا في جامعة فورتسبورغ في ألمانيا، حيث عمل مع يوليوس ساكس، وهو عالم نبات مشهور. اكتسب فورستر خبرة قيمة في الكيمياء الحيوية خلال فترة وجوده في فورتسبورغ، مما أثر على اهتماماته البحثية المستقبلية.
مسيرته المهنية
بعد عودته إلى إنجلترا، بدأ فورستر مسيرته المهنية كمحاضر في الكيمياء في كلية الكيمياء الملكية في لندن. سرعان ما ارتقى في الرتب الأكاديمية، وأصبح أستاذًا للكيمياء العضوية في الكلية عام 1913. خلال فترة وجوده في الكلية، قام فورستر بتدريس وتوجيه العديد من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد كيميائيين بارزين.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، شارك فورستر في العديد من الأنشطة المهنية. كان عضوًا نشطًا في الجمعية الكيميائية، وشغل منصب رئيس الجمعية من عام 1928 إلى عام 1930. كما كان عضوًا في الجمعية الملكية، وهي واحدة من أعرق الجمعيات العلمية في العالم.
في عام 1922، تم تعيين فورستر مديرًا للمعهد الهندي للعلوم في بنغالور. كانت هذه خطوة مهمة في حياته المهنية، حيث أتاحت له الفرصة لتطبيق خبرته في إدارة مؤسسة علمية كبرى. تحت قيادته، شهد المعهد نموًا وتوسعًا كبيرين، وأصبح مركزًا رائدًا للبحث العلمي في الهند.
إسهاماته العلمية
ركزت أبحاث فورستر على الكيمياء العضوية، وخاصة دراسة التربينات والكافور والمركبات ذات الصلة. نشر أكثر من 200 ورقة بحثية في المجلات العلمية الرائدة، وقد ساهمت أعماله في تطوير فهمنا لبنية وتفاعلات هذه المركبات الهامة.
تشمل بعض المساهمات البارزة لفورستر ما يلي:
- تطوير طرق جديدة لتخليق التربينات والكافور.
- دراسة خواص وتفاعلات التربينات والكافور.
- اكتشاف مركبات جديدة ذات صلة بالتربينات والكافور.
- تطبيق الكيمياء العضوية في حل المشكلات الصناعية.
كان فورستر أيضًا مهتمًا بتطبيق الكيمياء في حل المشكلات العملية. عمل مع العديد من الشركات الصناعية لتطوير عمليات جديدة لإنتاج المواد الكيميائية الهامة. كما قدم المشورة للحكومة البريطانية بشأن القضايا المتعلقة بالكيمياء.
إدارته للمعهد الهندي للعلوم
كانت فترة تولي فورستر لإدارة المعهد الهندي للعلوم فترة تحول كبير للمؤسسة. قام فورستر بتحديث المناهج الدراسية، وجذب أعضاء هيئة تدريس متميزين، وأنشأ مرافق بحثية جديدة. كما عمل على تعزيز التعاون بين المعهد والصناعة الهندية.
تحت قيادة فورستر، أصبح المعهد الهندي للعلوم مركزًا رائدًا للبحث العلمي في الهند. تخرج من المعهد العديد من العلماء والمهندسين الذين ساهموا بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للهند.
بالإضافة إلى عمله في المعهد، شارك فورستر في العديد من الأنشطة الأخرى في الهند. كان عضوًا في العديد من اللجان الحكومية، وقدم المشورة للحكومة الهندية بشأن القضايا المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا. كما كان مهتمًا بتعزيز التعليم العلمي في الهند.
الجوائز والتكريمات
حصل فورستر على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته في الكيمياء والتعليم العلمي. تشمل هذه الجوائز ما يلي:
- انتخابه زميلاً للجمعية الملكية (FRS).
- منحه وسام الاستحقاق من قبل الحكومة البريطانية.
- منحه لقب فارس من قبل الملك جورج الخامس.
- حصوله على الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات.
توفي السير مارتن أونسلو فورستر في عام 1945 عن عمر يناهز 72 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كعالم ومعلم وإداري. تظل مساهماته في الكيمياء والتعليم العلمي ذات أهمية حتى اليوم.
أهم أعماله ومؤلفاته
على الرغم من أن السير مارتن أونسلو فورستر لم يشتهر بتأليف كتب بالمعنى التقليدي، إلا أنه نشر عددًا كبيرًا من الأوراق البحثية والمقالات العلمية في دوريات مرموقة. يمكن اعتبار هذه المنشورات بمثابة أعماله الرئيسية، حيث وثقت أبحاثه الأصلية وساهمت في تقدم المعرفة في مجال الكيمياء العضوية. من بين هذه الأعمال:
- سلسلة من الأوراق البحثية حول التربينات والكافور ومشتقاتهما.
- مقالات عن تخليق المركبات العضوية وتفاعلاتها.
- دراسات حول تطبيق الكيمياء في الصناعة وحل المشكلات العملية.
يمكن العثور على هذه الأعمال في أرشيفات الدوريات العلمية الكبرى مثل “Journal of the Chemical Society” وغيرها من المجلات المتخصصة في الكيمياء العضوية.
تأثيره على الكيمياء العضوية
كان للسير مارتن أونسلو فورستر تأثير كبير على مجال الكيمياء العضوية، سواء من خلال أبحاثه أو من خلال إدارته للمؤسسات العلمية. ساهمت أبحاثه في تطوير فهمنا لبنية وتفاعلات التربينات والكافور والمركبات ذات الصلة. كما ساهمت إدارته للمعهد الهندي للعلوم في تطوير البحث العلمي في الهند.
لا يزال عمل فورستر يلهم الكيميائيين حتى اليوم. تعتبر أبحاثه أساسًا هامًا للعديد من الدراسات الحديثة في الكيمياء العضوية. كما أن إدارته للمعهد الهندي للعلوم هي نموذج يحتذى به في إدارة المؤسسات العلمية.
حياته الشخصية
تزوج السير مارتن أونسلو فورستر من إميلي ماود ويذريد عام 1902. كان لديهما ثلاثة أطفال: ابنان وابنة. كان فورستر رجلاً مثقفًا ومحبًا للقراءة، وكان يتمتع بمجموعة واسعة من الاهتمامات خارج الكيمياء. كان نشطًا في العديد من المنظمات الاجتماعية والثقافية.
وصفه معاصروه بأنه شخص متواضع ولطيف ومخلص. كان يتمتع بشعبية كبيرة بين زملائه وطلابه. كان يتمتع بحس فكاهة عالٍ، وكان دائمًا على استعداد لتقديم المساعدة للآخرين.
خاتمة
السير مارتن أونسلو فورستر كان عالمًا بارزًا ومديرًا ناجحًا. قدم مساهمات كبيرة في الكيمياء العضوية وإدارة المؤسسات العلمية. يعتبر شخصية مؤثرة في تاريخ العلم في كل من بريطانيا والهند. لا تزال أبحاثه وإدارته للمعهد الهندي للعلوم ذات أهمية حتى اليوم، وتلهم الأجيال القادمة من العلماء والمهندسين.