نشأته وتعليمه
ولد إجلال حيدر زيدي في التاسع والعشرين من ديسمبر عام 1929. تلقى تعليمه الأولي في باكستان، ثم التحق بجامعة مرموقة لمتابعة دراسته العليا. تفوق زيدي أكاديمياً، وأظهر اهتماماً كبيراً بالشؤون العامة والإدارة. كان شغفه بالتعلم والمعرفة دافعاً له طوال حياته المهنية.
بعد الانتهاء من دراسته، انضم إجلال حيدر زيدي إلى الخدمة المدنية الباكستانية، وهي مؤسسة مرموقة تختار أفضل العقول في البلاد لخدمة الأمة. كان القبول في هذه الخدمة بمثابة شهادة على قدراته وذكائه وتفانيه.
مسيرته المهنية في الخدمة المدنية
بدأ إجلال حيدر زيدي مسيرته المهنية في الخدمة المدنية الباكستانية في وقت مبكر، وسرعان ما أظهر كفاءة استثنائية وقدرة على القيادة. شغل مناصب مختلفة في الحكومة، وتولى مسؤوليات متنوعة أظهرت تنوعه والتزامه بالخدمة العامة. من بين المناصب التي شغلها:
- مناصب إدارية في مختلف المقاطعات الباكستانية.
- مهام في الوزارات الفيدرالية في إسلام أباد.
- تمثيل باكستان في المحافل الدولية.
تميزت فترة عمله في الخدمة المدنية بالإصلاحات التي أدخلها والتحسينات التي قام بها في مختلف القطاعات. كان زيدي يؤمن بأهمية الحوكمة الرشيدة والشفافية والمساءلة، وسعى جاهداً لتطبيق هذه المبادئ في جميع جوانب عمله.
إحدى أبرز مساهمات إجلال حيدر زيدي كانت جهوده في مجال التنمية الريفية. أدرك أهمية تحسين الظروف المعيشية للمجتمعات الريفية، وعمل بلا كلل لتنفيذ البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تحقيق ذلك. ركز على توفير التعليم والرعاية الصحية والمياه النظيفة والبنية التحتية الأساسية للمناطق الريفية، مما أدى إلى تحسين حياة الكثيرين.
كما لعب زيدي دوراً فعالاً في تعزيز قطاع التعليم في باكستان. كان يعتقد أن التعليم هو مفتاح التنمية والتقدم، وعمل على تحسين جودة التعليم وإتاحته للجميع. دعم إنشاء المدارس والكليات والجامعات، وقدم منحاً دراسية للطلاب المتفوقين. كان له رؤية واضحة لنظام تعليمي حديث يلبي احتياجات البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، كان إجلال حيدر زيدي مدافعاً قوياً عن حقوق الإنسان والحريات المدنية. دافع عن حقوق الأقليات والمهمشين، وعمل على ضمان المساواة والعدالة للجميع. كان يؤمن بسيادة القانون وأهمية حماية حقوق الإنسان.
مساهماته في الاقتصاد الباكستاني
لم تقتصر مساهمات إجلال حيدر زيدي على المجالات الاجتماعية والإدارية فحسب، بل امتدت أيضاً إلى الاقتصاد. لعب دوراً هاماً في تطوير السياسات الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي في باكستان. كان لديه فهم عميق للتحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، وعمل على إيجاد حلول مبتكرة للتغلب عليها.
ساهم زيدي في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى باكستان، وتعزيز التجارة الدولية، ودعم الصناعات المحلية. كان يؤمن بأهمية خلق بيئة مواتية للأعمال التجارية والاستثمار، وعمل على تحقيق ذلك من خلال تبسيط الإجراءات وتقليل البيروقراطية وتوفير الحوافز.
كما كان زيدي مهتماً بتطوير القطاع الزراعي في باكستان، حيث يعتبر هذا القطاع من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد. دعم المزارعين وقدم لهم المساعدة الفنية والمالية، وشجع على استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة. كان يؤمن بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وتعزيز الصادرات الزراعية.
صفاته الشخصية وتقديره
إلى جانب إنجازاته المهنية، كان إجلال حيدر زيدي يتمتع بصفات شخصية نبيلة جعلته محبوباً ومحترماً من قبل الجميع. كان متواضعاً ومتعاطفاً ومتفانياً في خدمة الآخرين. كان يتمتع بحس عالٍ من المسؤولية والنزاهة، وكان قدوة حسنة لزملائه ومرؤوسيه.
حصل إجلال حيدر زيدي على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لخدماته وإسهاماته. تم تكريمه من قبل الحكومة الباكستانية والمنظمات الدولية، وحصل على تقدير واسع النطاق لعمله المتميز.
يذكر أن إجلال حيدر زيدي كان يتمتع بشعبية كبيرة في الأوساط الثقافية والأدبية. كان محباً للقراءة والكتابة، وكان يشارك في العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية. كان يؤمن بأهمية الثقافة والأدب في بناء مجتمع متقدم ومتحضر.
عُرف زيدي أيضاً بدعمه القوي للشباب وتشجيعهم على تحقيق طموحاتهم. كان يؤمن بأن الشباب هم قادة المستقبل، ويجب تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق النجاح. قدم لهم النصح والإرشاد، وساعدهم على تطوير قدراتهم ومواهبهم.
وفاته وإرثه
توفي إجلال حيدر زيدي في الثالث والعشرين من مارس عام 2013، بعد حياة مليئة بالإنجازات والخدمة العامة. ترك وراءه إرثاً كبيراً من العمل الجاد والتفاني والنزاهة. سيبقى ذكره خالداً في قلوب كل من عرفه وعمل معه.
تستمر إنجازات إجلال حيدر زيدي في إلهام الأجيال القادمة من موظفي الخدمة المدنية والقادة. تعتبر حياته ومسيرته المهنية مثالاً يحتذى به في التفاني في خدمة الوطن والمواطنين. سيظل زيدي رمزاً للنزاهة والإخلاص والعمل الجاد.
خاتمة
كان إجلال حيدر زيدي شخصية بارزة في تاريخ باكستان، وموظف خدمة مدنية متميزاً ترك بصمة واضحة في كل منصب شغله. تميز بنزاهته وتفانيه في خدمة الشعب، وكان شخصية محترمة في الأوساط الحكومية وخارجها. ساهم في التنمية الريفية والتعليم والاقتصاد وحقوق الإنسان، وترك إرثاً كبيراً من العمل الجاد والتفاني والنزاهة. سيبقى ذكره خالداً في قلوب كل من عرفه وعمل معه، وستستمر إنجازاته في إلهام الأجيال القادمة.