نشأته وتعليمه
ولد جويل هاس فيريرا في 13 يوليو 1944. تلقى تعليمه الأولي في البرتغال، ثم التحق بالجامعة لدراسة الهندسة. حصل على شهادة في الهندسة المدنية، مما منحه أساسًا قويًا لفهم التحديات التقنية والبنية التحتية التي تواجه المجتمعات. أكمل دراساته العليا في مجال التخطيط الإقليمي، مما عزز خبرته في التنمية المستدامة والإدارة البيئية.
بداياته السياسية
بدأ جويل هاس فيريرا مسيرته السياسية في فترة مبكرة من حياته، حيث انخرط في الحركات الطلابية والشبابية التي نادت بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية. انضم إلى الحزب الاشتراكي البرتغالي، والذي كان يمثل التيار الرئيسي لليسار الديمقراطي في البلاد. سرعان ما برز كشخصية قيادية داخل الحزب، بفضل رؤيته الواضحة وقدرته على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع.
عضويته في البرلمان الأوروبي
انتُخب جويل هاس فيريرا عضوًا في البرلمان الأوروبي في عدة دورات، حيث مثل البرتغال في الفترة من عام 2004 حتى وفاته في عام 2022. خلال فترة عضويته، شغل مناصب مهمة في العديد من اللجان البرلمانية، بما في ذلك لجنة البيئة والصحة العامة وسلامة الأغذية، ولجنة الطاقة والصناعة والبحث العلمي، ولجنة التنمية الإقليمية. كان له دور فعال في صياغة وتنفيذ السياسات الأوروبية المتعلقة بهذه المجالات.
إسهاماته في مجال البيئة
كان جويل هاس فيريرا مدافعًا قويًا عن حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة. عمل بلا كلل من أجل وضع قوانين وسياسات تهدف إلى الحد من التلوث، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة. كان له دور بارز في المفاوضات المتعلقة باتفاقية باريس للمناخ، حيث ساهم في تحقيق توافق بين الدول الأعضاء حول أهداف خفض الانبعاثات الكربونية.
- دعم الطاقة المتجددة: كان فيريرا من أبرز الداعمين لسياسات الطاقة المتجددة، وعمل على تشجيع الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح والطاقة المائية.
- مكافحة التغير المناخي: شارك في العديد من المبادرات التي تهدف إلى مكافحة التغير المناخي، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الانبعاثات الكربونية.
- حماية التنوع البيولوجي: عمل على وضع قوانين لحماية الأنواع المهددة بالانقراض والحفاظ على الموائل الطبيعية.
إسهاماته في مجال الطاقة
في مجال الطاقة، كان جويل هاس فيريرا يركز على تحقيق أمن الطاقة وتنويع مصادرها. دعم تطوير البنية التحتية للطاقة في البرتغال وأوروبا، وعمل على تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة. كان له دور فعال في وضع سياسات لتعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
- تنويع مصادر الطاقة: دعا إلى تنويع مصادر الطاقة لتقليل الاعتماد على النفط والغاز المستوردين.
- تعزيز كفاءة الطاقة: عمل على وضع سياسات لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المباني والصناعة والنقل.
- تطوير البنية التحتية للطاقة: دعم الاستثمار في تطوير شبكات الكهرباء والغاز لضمان إمدادات طاقة موثوقة وبأسعار معقولة.
إسهاماته في مجال التنمية الإقليمية
كان جويل هاس فيريرا مهتمًا بشكل خاص بالتنمية الإقليمية، وسعى إلى تقليل الفوارق بين المناطق المختلفة في البرتغال وأوروبا. عمل على توجيه الاستثمارات إلى المناطق المحرومة، ودعم تطوير البنية التحتية والخدمات العامة في هذه المناطق. كان له دور فعال في وضع سياسات لتعزيز الابتكار والقدرة التنافسية في المناطق الأقل نموًا.
- توجيه الاستثمارات إلى المناطق المحرومة: عمل على توجيه الاستثمارات الأوروبية إلى المناطق المحرومة في البرتغال وغيرها من الدول الأعضاء.
- دعم تطوير البنية التحتية: دعم تطوير البنية التحتية في المناطق الأقل نموًا، بما في ذلك الطرق والمدارس والمستشفيات.
- تعزيز الابتكار والقدرة التنافسية: عمل على وضع سياسات لتعزيز الابتكار والقدرة التنافسية في المناطق الأقل نموًا.
مواقفه السياسية
تميز جويل هاس فيريرا بمواقفه السياسية الواضحة والمبدئية. كان مؤيدًا قويًا للوحدة الأوروبية، ودعا إلى تعزيز التكامل السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء. كان مدافعًا عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وعمل على مكافحة التمييز والعنصرية. كان أيضًا ملتزمًا بالعدالة الاجتماعية، ودعا إلى وضع سياسات لتقليل الفقر وعدم المساواة.
- الوحدة الأوروبية: كان مؤيدًا قويًا للوحدة الأوروبية، ودعا إلى تعزيز التكامل السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء.
- حقوق الإنسان: كان مدافعًا عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وعمل على مكافحة التمييز والعنصرية.
- العدالة الاجتماعية: كان ملتزمًا بالعدالة الاجتماعية، ودعا إلى وضع سياسات لتقليل الفقر وعدم المساواة.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لجهوده وإسهاماته، حصل جويل هاس فيريرا على العديد من الجوائز والتكريمات. تم منحه وسام الاستحقاق من قبل الحكومة البرتغالية، وحصل على جائزة البرلمان الأوروبي للإنجازات المتميزة في مجال البيئة. كما تم تكريمه من قبل العديد من المنظمات غير الحكومية والجمعيات المدنية لعمله في مجال التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
وفاته
توفي جويل هاس فيريرا في 19 مارس 2022، عن عمر يناهز 77 عامًا. تركت وفاته فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي البرتغالي والأوروبي. تم الإشادة به على نطاق واسع لجهوده وإسهاماته في مجالات البيئة والطاقة والتنمية الإقليمية. سيظل جويل هاس فيريرا في الذاكرة كسياسي ملتزم ومدافع عن القيم الديمقراطية والاجتماعية.
إرثه
يعتبر جويل هاس فيريرا شخصية بارزة في تاريخ البرتغال وأوروبا. ترك إرثًا غنيًا من العمل السياسي والاجتماعي، وسيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. ستظل مساهماته في مجالات البيئة والطاقة والتنمية الإقليمية ذات تأثير دائم على السياسات الأوروبية والعالمية.
خاتمة
كان جويل هاس فيريرا سياسيًا برتغاليًا متميزًا وعضوًا في البرلمان الأوروبي، اشتهر بدفاعه عن البيئة والطاقة المستدامة والتنمية الإقليمية. تميز بالتزامه القوي بالقيم الديمقراطية والاجتماعية، وعمل بلا كلل من أجل تحقيق العدالة والمساواة. ستظل إسهاماته وإرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.