مقدمة
عظمة المشط الأولى، أو عظمة مشط الإبهام، هي العظمة الأولى القريبة للإبهام. ترتبط بالعظم شبه المنحرف في الرسغ من جهة، وبالكتائب القريبة للإبهام من جهة أخرى. تتميز عظمة المشط الأولى بقصرها وثخانة بنيتها مقارنة بعظام المشط الأخرى في اليد. تلعب هذه العظمة دورًا حيويًا في وظيفة اليد، خاصةً فيما يتعلق بحركة الإبهام وقدرته على الإمساك بالأشياء والتلاعب بها.
تشريح عظمة المشط الأولى
تتكون عظمة المشط الأولى من ثلاثة أجزاء رئيسية:
- الرأس: الطرف البعيد للعظمة الذي يتمفصل مع الكتائب القريبة للإبهام. يتميز الرأس بسطحه المفصلي البيضاوي الشكل.
- الجسم: الجزء الأوسط الطويل من العظمة. يوفر الجسم نقطة ارتكاز للعضلات والأربطة التي تحرك الإبهام.
- القاعدة: الطرف القريب للعظمة الذي يتمفصل مع العظم شبه المنحرف في الرسغ. تتميز القاعدة بسطحها المفصلي السرجي الشكل، مما يسمح بحركة واسعة للإبهام.
تختلف عظمة المشط الأولى عن عظام المشط الأخرى في عدة جوانب تشريحية، بما في ذلك:
- الطول: عظمة المشط الأولى هي أقصر عظام المشط في اليد.
- الثخانة: عظمة المشط الأولى هي أكثر سمكًا وأقوى من عظام المشط الأخرى.
- الشكل المفصلي: يتميز المفصل الرسغي المشطي الأول (CMC) بسطحه المفصلي السرجي الشكل، مما يوفر نطاق حركة أكبر للإبهام مقارنة ببقية الأصابع.
وظيفة عظمة المشط الأولى
تلعب عظمة المشط الأولى دورًا حاسمًا في وظائف اليد، وخاصة فيما يتعلق بالإبهام. تشمل وظائفها الرئيسية:
- توفير الاستقرار والدعم للإبهام: تعمل عظمة المشط الأولى كدعامة أساسية للإبهام، مما يسمح له بمقاومة القوى الخارجية والحفاظ على وضعه أثناء الإمساك بالأشياء.
- تمكين حركة الإبهام: يسمح المفصل الرسغي المشطي الأول (CMC) بحركات متعددة للإبهام، بما في ذلك الثني والبسط والتبعيد والتقريب والدوران. هذه الحركات ضرورية للإمساك الدقيق والتلاعب بالأشياء.
- نقل القوة من اليد إلى الإبهام: تعمل عظمة المشط الأولى كناقل للقوة المتولدة في عضلات اليد والساعد إلى الإبهام، مما يسمح له بممارسة قوة كبيرة أثناء الإمساك بالأشياء.
بدون عظمة المشط الأولى ووظيفتها السليمة، ستكون قدرة اليد على الإمساك بالأشياء والتلاعب بها محدودة للغاية.
الأربطة والعضلات المرتبطة بعظمة المشط الأولى
ترتبط العديد من الأربطة والعضلات بعظمة المشط الأولى، مما يساهم في استقرارها وحركتها. تشمل هذه الأربطة:
- الأربطة الرسغية المشطية: تربط هذه الأربطة عظمة المشط الأولى بالعظم شبه المنحرف، مما يوفر الاستقرار للمفصل الرسغي المشطي الأول (CMC).
- الأربطة المشطية: تربط هذه الأربطة عظمة المشط الأولى بعظام المشط المجاورة، مما يساهم في استقرار قوس اليد.
- الأربطة الجانبية: تدعم هذه الأربطة الجوانب الجانبية والإنسية للمفصل المشطي السلامي الأول (MCP).
تشمل العضلات المرتبطة بعظمة المشط الأولى:
- العضلة المقربة للإبهام: تقوم هذه العضلة بتقريب الإبهام نحو الأصابع الأخرى.
- العضلة المبعدة للإبهام القصيرة: تقوم هذه العضلة بتبعيد الإبهام بعيدًا عن الأصابع الأخرى.
- العضلة المثنية للإبهام القصيرة: تقوم هذه العضلة بثني الإبهام.
- العضلة المقابلة للإبهام: تقوم هذه العضلة بتحريك الإبهام عبر راحة اليد لمواجهة الأصابع الأخرى، وهي حركة ضرورية للإمساك الدقيق.
تعمل هذه العضلات والأربطة معًا لتوفير نطاق حركة واسع للإبهام واستقراره.
الإصابات الشائعة لعظمة المشط الأولى
تعتبر عظمة المشط الأولى عرضة للإصابات، خاصةً بسبب دورها المحوري في وظائف اليد. تشمل الإصابات الشائعة:
- الكسور: يمكن أن تحدث كسور في عظمة المشط الأولى نتيجة السقوط أو الإصابات المباشرة. يمكن أن تتراوح الكسور من كسور بسيطة إلى كسور مفتتة تتطلب تدخلًا جراحيًا.
- الالتواءات: يمكن أن يحدث التواء في المفصل الرسغي المشطي الأول (CMC) أو المفصل المشطي السلامي الأول (MCP) نتيجة للإفراط في التمدد أو الانثناء.
- التهاب المفاصل: يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل في المفصل الرسغي المشطي الأول (CMC) إلى الألم والتصلب وتقليل نطاق الحركة.
- إصابات الأربطة: يمكن أن تتسبب الإصابات في الأربطة المحيطة بعظمة المشط الأولى في عدم الاستقرار والألم.
يعتمد علاج إصابات عظمة المشط الأولى على نوع الإصابة وشدتها. قد يشمل العلاج الراحة والتثبيت والجبائر والعلاج الطبيعي والجراحة في بعض الحالات.
تشخيص إصابات عظمة المشط الأولى
يعتمد تشخيص إصابات عظمة المشط الأولى على الفحص السريري والتصوير الطبي. يتضمن الفحص السريري تقييم الألم والتورم والحركة في الإبهام واليد. قد تشمل طرق التصوير الطبي المستخدمة:
- الأشعة السينية: تستخدم الأشعة السينية لتحديد الكسور والخلع في عظمة المشط الأولى.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الأربطة والأوتار والأنسجة الرخوة المحيطة بعظمة المشط الأولى.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يستخدم التصوير المقطعي المحوسب لتقديم صور تفصيلية للعظام والمفاصل.
تساعد هذه الفحوصات في تحديد التشخيص الدقيق للإصابة وتوجيه خطة العلاج المناسبة.
علاج إصابات عظمة المشط الأولى
يعتمد علاج إصابات عظمة المشط الأولى على نوع الإصابة وشدتها. تشمل خيارات العلاج:
- العلاج التحفظي: يشمل العلاج التحفظي الراحة والتثبيت والجبائر والثلج والضغط والرفع (RICE) والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs).
- العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في استعادة نطاق الحركة والقوة والوظيفة في الإبهام واليد.
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج الكسور المعقدة أو الالتواءات الشديدة أو التهاب المفاصل المتقدم.
يعتمد اختيار العلاج المناسب على عوامل مثل نوع الإصابة وعمر المريض ومستوى نشاطه.
الوقاية من إصابات عظمة المشط الأولى
يمكن اتخاذ بعض التدابير للوقاية من إصابات عظمة المشط الأولى، بما في ذلك:
- استخدام معدات الحماية المناسبة: عند ممارسة الرياضة أو القيام بأنشطة أخرى قد تعرض اليد للإصابة، يجب استخدام معدات الحماية المناسبة، مثل القفازات أو الدعامات.
- تقوية عضلات اليد والساعد: يمكن أن تساعد تقوية عضلات اليد والساعد في دعم وحماية عظمة المشط الأولى.
- الحفاظ على صحة العظام: يمكن أن يساعد الحصول على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د في الحفاظ على صحة العظام وتقليل خطر الكسور.
- تجنب الإفراط في الاستخدام: يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام اليد والإبهام إلى التهاب المفاصل وإصابات أخرى. من المهم أخذ فترات راحة منتظمة وتجنب الأنشطة التي تسبب الألم.
تأهيل ما بعد الإصابة
بعد علاج إصابة عظمة المشط الأولى، من المهم اتباع برنامج تأهيل لاستعادة القوة والمرونة والوظيفة الكاملة لليد والإبهام. قد يشمل برنامج التأهيل:
- تمارين نطاق الحركة: تساعد هذه التمارين على استعادة نطاق الحركة الكامل في الإبهام واليد.
- تمارين القوة: تساعد هذه التمارين على تقوية عضلات اليد والساعد.
- تمارين التنسيق: تساعد هذه التمارين على تحسين التنسيق والمهارات الحركية الدقيقة.
- الأنشطة الوظيفية: تساعد هذه الأنشطة على استعادة القدرة على القيام بالمهام اليومية.
يجب أن يتم تصميم برنامج التأهيل خصيصًا لتلبية احتياجات الفرد ويجب أن يتم الإشراف عليه من قبل معالج طبيعي أو مهني مؤهل.
خاتمة
عظمة المشط الأولى هي عظمة حيوية في اليد تلعب دورًا هامًا في وظيفة الإبهام وقدرة اليد على الإمساك بالأشياء والتلاعب بها. فهم تشريح ووظيفة هذه العظمة، بالإضافة إلى الإصابات الشائعة التي قد تصيبها، يساعد في الوقاية من الإصابات والحصول على العلاج المناسب في حالة حدوثها. من خلال اتباع تدابير الوقاية المناسبة وبرامج التأهيل المناسبة، يمكن للأفراد الحفاظ على صحة ووظيفة عظمة المشط الأولى والإبهام.