<![CDATA[
تاريخ الاتفاقية
تم اعتماد اتفاقية الضمان الاجتماعي (بحارة) (مراجعة)، 1987، والمعروفة أيضًا باسم الاتفاقية رقم 165، من قبل منظمة العمل الدولية في 9 أكتوبر 1987. تمثل هذه الاتفاقية مراجعة لاتفاقية الضمان الاجتماعي للبحارة لعام 1946، وتعكس التطورات والتغيرات في صناعة الشحن والظروف الاجتماعية والاقتصادية للبحارة.
أهداف الاتفاقية
تهدف الاتفاقية رقم 165 إلى تحقيق الأهداف التالية:
- توفير حماية شاملة للضمان الاجتماعي للبحارة: تهدف الاتفاقية إلى ضمان حصول البحارة وعائلاتهم على الحماية من المخاطر الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالعمل في البحر.
- تحديد معايير دولية دنيا: تضع الاتفاقية معايير دنيا للضمان الاجتماعي للبحارة، والتي يجب على الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية الالتزام بها.
- تعزيز التعاون الدولي: تشجع الاتفاقية التعاون بين الدول الأعضاء لتنسيق أنظمة الضمان الاجتماعي للبحارة، وتسهيل تنقلهم عبر الحدود.
- تحسين ظروف عمل البحارة: تساهم الاتفاقية في تحسين ظروف عمل البحارة من خلال توفير شبكة أمان اجتماعي لهم ولعائلاتهم.
نطاق الاتفاقية
تنطبق الاتفاقية رقم 165 على جميع البحارة الذين يعملون على متن السفن المسجلة في إقليم دولة عضو في منظمة العمل الدولية، أو على متن السفن التي ترفع علم دولة عضو. يُعرَّف “البحار” بأنه أي شخص يتم توظيفه أو التعاقد معه أو العمل بأي صفة على متن السفينة أثناء ملاحتها.
أحكام الاتفاقية
تغطي الاتفاقية رقم 165 مجموعة واسعة من فروع الضمان الاجتماعي، بما في ذلك:
- الرعاية الطبية: تضمن الاتفاقية حصول البحارة على الرعاية الطبية اللازمة، بما في ذلك الرعاية الوقائية والعلاجية، أثناء خدمتهم البحرية وبعدها.
- إعانات المرض: تنص الاتفاقية على دفع إعانات للبحارة غير القادرين على العمل بسبب المرض.
- إعانات البطالة: تضمن الاتفاقية حصول البحارة العاطلين عن العمل على إعانات بطالة مناسبة.
- إعانات الشيخوخة: تنص الاتفاقية على توفير إعانات الشيخوخة للبحارة الذين بلغوا سن التقاعد.
- إعانات الإصابة المهنية: تضمن الاتفاقية حصول البحارة الذين تعرضوا لإصابات أو أمراض مهنية على تعويضات مناسبة.
- إعانات الأسرة: تنص الاتفاقية على توفير إعانات للأسرة للبحارة الذين لديهم أطفال معالون.
- إعانات الباقين على قيد الحياة: تضمن الاتفاقية حصول أفراد عائلات البحارة المتوفين على إعانات مناسبة.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الاتفاقية أحكامًا تتعلق بما يلي:
- تمويل الضمان الاجتماعي: تحدد الاتفاقية طرق تمويل أنظمة الضمان الاجتماعي للبحارة، بما في ذلك المساهمات من أصحاب العمل والبحارة أنفسهم.
- إدارة الضمان الاجتماعي: تنص الاتفاقية على إنشاء هيئات إدارية مسؤولة عن إدارة أنظمة الضمان الاجتماعي للبحارة.
- المساواة في المعاملة: تضمن الاتفاقية المساواة في المعاملة بين البحارة الأجانب والمواطنين في مجال الضمان الاجتماعي.
- قابلية النقل: تشجع الاتفاقية على قابلية نقل حقوق الضمان الاجتماعي للبحارة بين الدول الأعضاء.
تنفيذ الاتفاقية
تلتزم الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية التي صدقت على الاتفاقية رقم 165 بتضمين أحكامها في قوانينها ولوائحها الوطنية. يتضمن ذلك إنشاء أو تعديل أنظمة الضمان الاجتماعي القائمة لضمان توافقها مع معايير الاتفاقية. تراقب منظمة العمل الدولية تنفيذ الاتفاقية من خلال آليات الإشراف الخاصة بها، والتي تتضمن تقديم الدول الأعضاء تقارير دورية عن التدابير التي اتخذتها لتنفيذ الاتفاقية.
أهمية الاتفاقية
تعتبر اتفاقية الضمان الاجتماعي (بحارة) (مراجعة)، 1987، أداة مهمة لحماية حقوق البحارة وتوفير الأمن الاجتماعي لهم. تساهم الاتفاقية في تحسين ظروف عمل البحارة وجعل مهنة البحارة أكثر جاذبية. كما أنها تساعد على ضمان حصول البحارة وعائلاتهم على الحماية من المخاطر الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالعمل في البحر.
الاتفاقية مهمة لعدة أسباب:
- حماية اجتماعية محسنة: توفر للبحارة وعائلاتهم شبكة أمان في حالة المرض أو الإصابة أو البطالة أو التقاعد.
- معايير العمل العادلة: تضمن أن البحارة يعاملون بشكل عادل ويحصلون على مزايا الضمان الاجتماعي الأساسية بغض النظر عن جنسيتهم أو مكان عملهم.
- التعاون الدولي: تشجع الدول على العمل معًا لتوفير تغطية ضمان اجتماعي سلسة للبحارة الذين غالبًا ما يعملون على سفن مسجلة في بلدان مختلفة.
- تحديث المعايير: قامت بمراجعة الاتفاقيات السابقة لتعكس الظروف المتغيرة في صناعة الشحن.
التحديات في التنفيذ
على الرغم من أهمية الاتفاقية، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه تنفيذها، بما في ذلك:
- صعوبة الوصول إلى البحارة: غالبًا ما يكون من الصعب الوصول إلى البحارة بسبب طبيعة عملهم المتنقلة.
- نقص الوعي: قد لا يكون البحارة على دراية بحقوقهم بموجب الاتفاقية.
- صعوبة إنفاذ الأحكام: قد يكون من الصعب إنفاذ أحكام الاتفاقية في بعض الحالات، خاصة في السفن التي ترفع أعلام دول غير موقعة على الاتفاقية.
للتغلب على هذه التحديات، من المهم ما يلي:
- زيادة الوعي: يجب بذل المزيد من الجهود لزيادة الوعي بين البحارة بحقوقهم بموجب الاتفاقية.
- تحسين الإنفاذ: يجب على الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية اتخاذ تدابير فعالة لإنفاذ أحكام الاتفاقية.
- تعزيز التعاون الدولي: يجب على الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية التعاون لضمان حصول البحارة على الحماية الاجتماعية اللازمة بغض النظر عن مكان عملهم.
التصديق والتنفيذ العالمي
لكي تكون الاتفاقية ملزمة قانونًا لدولة معينة، يجب عليها أن تصدق عليها. يتضمن التصديق إعلانًا رسميًا من الدولة بأنها توافق على الالتزام بأحكام الاتفاقية. بمجرد التصديق، تلتزم الدولة بدمج أحكام الاتفاقية في قوانينها ولوائحها الوطنية. اعتبارًا من آخر تحديث للمعرفة، لم تصدق جميع الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية على الاتفاقية رقم 165. ومع ذلك، فإن العديد من الدول التي لديها صناعات شحن كبيرة فعلت ذلك، مما يدل على التزامها بحماية حقوق الضمان الاجتماعي للبحارة.
إن التنفيذ العالمي لاتفاقية الضمان الاجتماعي (بحارة) (مراجعة)، 1987 له أهمية قصوى لضمان حصول البحارة في جميع أنحاء العالم على الحماية الاجتماعية الأساسية. ومع ذلك، غالبًا ما يواجه التنفيذ تحديات بسبب عوامل مختلفة، مثل الاختلافات في الأنظمة القانونية والظروف الاقتصادية والقدرات الإدارية بين البلدان. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب إنفاذ الاتفاقية على السفن التي ترفع أعلام دول غير أطراف في الاتفاقية. للتغلب على هذه التحديات، من الضروري تعزيز التعاون الدولي وتبادل أفضل الممارسات وتوفير المساعدة التقنية للبلدان التي تحتاج إلى دعم في تنفيذ أحكام الاتفاقية.
التطورات اللاحقة
منذ اعتماد اتفاقية الضمان الاجتماعي (بحارة) (مراجعة)، 1987، كان هناك العديد من التطورات الأخرى في مجال حماية البحارة، بما في ذلك اعتماد اتفاقية العمل البحري، 2006. تهدف اتفاقية العمل البحري إلى توفير مجموعة شاملة من المعايير الدولية لظروف عمل البحارة ومعيشتهم، بما في ذلك الضمان الاجتماعي.
من المهم أن تظل الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية على اطلاع دائم بهذه التطورات، وأن تتخذ التدابير اللازمة لضمان حصول البحارة على الحماية الاجتماعية الكافية.
التأثير على البحارة
تخيل بحارًا يعمل بجد في البحر لعدة أشهر في كل مرة، ويدعم أسرته في وطنه. في ظل اتفاقية الضمان الاجتماعي (بحارة) (مراجعة)، 1987، يحصل هذا البحار على الحماية في حالة مرضه أو إصابته أثناء العمل. يتم تغطية النفقات الطبية، ويحصل البحار على إعانات المرض للمساعدة في تغطية النفقات المعيشية حتى يتمكن من العودة إلى العمل. إذا أصبح البحار عاطلاً عن العمل بسبب ظروف خارجة عن إرادته، فإنه يحصل على إعانات البطالة لمساعدته على إعالة نفسه وعائلته أثناء البحث عن وظيفة جديدة. عند التقاعد، يتلقى البحار معاشًا تقاعديًا يعترف بسنوات خدمته الشاقة ويساعده على الحفاظ على مستوى معيشي لائق. إذا توفي البحار، فإن أفراد أسرته يتلقون إعانات الباقين على قيد الحياة لمساعدتهم على التغلب على الصعوبات المالية التي يواجهونها.
في الواقع، تؤثر الاتفاقية بشكل مباشر على حياة البحارة من خلال توفير شبكة أمان تحميهم من المخاطر الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تنشأ عن عملهم. فهي تضمن حصولهم على الرعاية الطبية، والإعانات النقدية في حالة المرض أو البطالة، والمعاشات التقاعدية عند التقاعد، وإعانات الباقين على قيد الحياة لأفراد أسرهم. من خلال توفير هذه الحمايات، تساهم الاتفاقية في رفاهية البحارة وأسرهم، وتساعد على جعل مهنة البحار أكثر جاذبية واستدامة.
دور الحكومات وأصحاب العمل والعمال
يتطلب التنفيذ الفعال لاتفاقية الضمان الاجتماعي (بحارة) (مراجعة)، 1987 تعاونًا وجهودًا مشتركة من قبل الحكومات وأصحاب العمل والعمال. تلعب الحكومات دورًا حيويًا في التصديق على الاتفاقية ودمج أحكامها في القوانين واللوائح الوطنية. وهي مسؤولة أيضًا عن إنشاء أنظمة فعالة للضمان الاجتماعي والإشراف عليها وضمان حصول البحارة على الحماية الاجتماعية التي يحق لهم الحصول عليها. يلعب أصحاب العمل دورًا حاسمًا في تمويل أنظمة الضمان الاجتماعي من خلال المساهمات ودعم تنفيذ الاتفاقية في مكان العمل. يتحمل العمال، من خلال منظماتهم النقابية، مسؤولية الدعوة إلى حقوقهم والتأكد من أن أصحاب العمل والحكومات يفيون بالتزاماتهم بموجب الاتفاقية. من خلال العمل معًا، يمكن لأصحاب المصلحة هؤلاء إنشاء نظام ضمان اجتماعي شامل ومستدام يحمي البحارة ويدعم رفاههم.
خاتمة
اتفاقية الضمان الاجتماعي (بحارة) (مراجعة)، 1987 هي وثيقة دولية مهمة تهدف إلى توفير الحماية الاجتماعية للبحارة. تحدد الاتفاقية معايير دنيا للضمان الاجتماعي، وتغطي مجموعة واسعة من الفروع، بما في ذلك الرعاية الطبية، وإعانات المرض، وإعانات البطالة، وإعانات الشيخوخة، وإعانات الإصابة المهنية، وإعانات الأسرة، وإعانات الباقين على قيد الحياة. على الرغم من التحديات التي تواجه تنفيذها، تظل الاتفاقية أداة قيمة لحماية حقوق البحارة وتحسين ظروف عملهم. يجب على الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية بذل المزيد من الجهود لتنفيذ الاتفاقية بفعالية، وضمان حصول البحارة على الحماية الاجتماعية اللازمة.