تاريخ المسرح
بدأت فكرة إنشاء مسرح جديد في منطقة المسرح في أواخر التسعينيات، عندما أدرك منتجو برودواي الحاجة إلى مساحة أكبر وأكثر حداثة لاستضافة الإنتاجات الموسيقية الضخمة. تم تطوير المشروع من قبل شركة Livent Inc. تحت قيادة غارث درابينسكي، وكان يهدف إلى أن يكون معلمًا بارزًا في منطقة تايمز سكوير المتجددة.
بدأ البناء في عام 1996، وافتتح المسرح في عام 1998 باسم مركز فورد للفنون المسرحية. كان أول إنتاج يُعرض على خشبته هو Ragtime، وهو عرض موسيقي حائز على جائزة توني. ومع ذلك، واجهت شركة Livent Inc. صعوبات مالية، وفي النهاية استحوذت عليها شركة SFX Entertainment، التي أعادت تسمية المسرح إلى مسرح هيلتون في عام 1999.
في عام 2005، استحوذت شركة نيوز كوربوريشن على المسرح، وفي عام 2009، أبرمت صفقة مع شركة Foxwoods Resort Casino لإعادة تسميته إلى مسرح فوكسوودز. شهد المسرح العديد من الإنتاجات الناجحة تحت هذا الاسم، بما في ذلك Spider-Man: Turn Off the Dark، الذي اشتهر بتكاليف إنتاجه الباهظة والمشاكل الفنية والإصابات التي لحقت بالممثلين.
في عام 2013، استحوذت شركة Ambassador Theatre Group على المسرح، وفي عام 2014، أُعيد تسميته إلى مسرح الغنائيات، تكريمًا لمسرح الغنائيات الأصلي الذي كان يقع في مكان قريب في أوائل القرن العشرين.
التصميم المعماري
تم تصميم مسرح الغنائيات من قبل فريق من المهندسين المعماريين بقيادة روبرت أ. إم. ستيرن. يتميز المسرح بواجهة كلاسيكية جديدة مع أعمدة شاهقة وتفاصيل معمارية مزخرفة. تم تصميم التصميم الداخلي لخلق تجربة مسرحية حميمة، مع خطوط رؤية ممتازة من كل مقعد.
يتميز المسرح بمرحلة واسعة مجهزة بأحدث التقنيات، بما في ذلك نظام أتمتة معقد يسمح بتغييرات سريعة وسلسة في المشهد. يحتوي المسرح أيضًا على حفرة أوركسترا كبيرة ومجهزة تجهيزًا جيدًا وغرف ملابس واسعة ومرافق أخرى لدعم الإنتاجات واسعة النطاق.
أحد الجوانب الفريدة لتصميم المسرح هو بهوه الكبير، الذي يمتد على ثلاثة طوابق ويتميز بسلسلة من اللوحات الجدارية التي تصور تاريخ المسرح الموسيقي الأمريكي. يعمل البهو كمساحة ترحيبية للرواد ويوفر مكانًا للاسترخاء والتواصل الاجتماعي قبل العرض وبعده.
الإنتاجات البارزة
استضاف مسرح الغنائيات عددًا كبيرًا من الإنتاجات البارزة على مر السنين. فيما يلي بعض العروض الأكثر شهرة التي عُرضت على خشبة المسرح:
- Ragtime (1998): كان هذا العرض الموسيقي الحائز على جائزة توني أول إنتاج يتم تقديمه في المسرح عند افتتاحه باسم مركز فورد للفنون المسرحية.
- 42nd Street (2001): كان هذا الإحياء للعرض الموسيقي الكلاسيكي نجاحًا كبيرًا، واستمر لمدة 1524 عرضًا.
- Chitty Chitty Bang Bang (2005): كان هذا الإنتاج المسرحي المقتبس من الفيلم الكلاسيكي المفضل لدى العائلات نجاحًا تجاريًا كبيرًا.
- Young Frankenstein (2007): كان هذا العرض الموسيقي المقتبس من فيلم Mel Brooks الكوميدي ضربة كبيرة، واستمر لمدة 484 عرضًا.
- Spider-Man: Turn Off the Dark (2011): على الرغم من تاريخه المضطرب، حقق هذا الإنتاج الموسيقي نجاحًا ماليًا كبيرًا وأثار الكثير من الجدل.
- On the Town (2014): كان هذا الإحياء للعرض الموسيقي الكلاسيكي نجاحًا نقديًا وتجاريًا.
- Paramour (2016): عرض سيرك دو سوليه الأول في برودواي، جمع بين الألعاب البهلوانية وسرد القصص المسرحية.
- Harry Potter and the Cursed Child (2018): حقق هذا العرض المسرحي الذي نال استحسان النقاد نجاحًا كبيرًا، ولا يزال يجذب الجماهير.
الأهمية الثقافية
يلعب مسرح الغنائيات دورًا مهمًا في المشهد الثقافي لمدينة نيويورك. إنه مكان رئيسي لعروض برودواي ويساهم في الاقتصاد المحلي من خلال جذب السياح وتوفير فرص العمل. يتميز المسرح أيضًا ببرامج تعليمية وتوعوية تهدف إلى إشراك الشباب في الفنون المسرحية.
بالإضافة إلى ذلك، استضاف المسرح العديد من الفعاليات الخاصة والحفلات الخيرية على مر السنين، مما ساهم في قضايا اجتماعية مختلفة. وقد استضاف أيضًا عددًا من العروض التلفزيونية والأفلام، مما زاد من تعزيز مكانته كمعلم ثقافي بارز.
يظل مسرح الغنائيات رمزًا دائمًا لتقاليد المسرح الغني في مدينة نيويورك. بفضل تاريخه الحافل وتصميمه المعماري المذهل والتزامه بالتميز، فإنه يوفر للجمهور تجربة مسرحية لا تُنسى.
التحديات والتجديدات
على مر السنين، واجه مسرح الغنائيات العديد من التحديات، بما في ذلك الصعوبات المالية والتغييرات في الملكية. شهد المسرح أيضًا العديد من التجديدات والتحديثات للحفاظ عليه في حالة جيدة وتلبية الاحتياجات المتغيرة لإنتاجات برودواي.
في عام 2013، خضع المسرح لعملية تجديد واسعة النطاق تضمنت ترقيات لأنظمة الصوت والإضاءة وأنظمة التحكم في المسرح. تم أيضًا تحسين المقاعد والمفروشات الأخرى لتعزيز راحة الجمهور. بالإضافة إلى ذلك، تم تجديد بهو المسرح ومساحاته العامة الأخرى لخلق بيئة أكثر ترحيبًا وجاذبية.
تعكس هذه التجديدات التزام مالكي المسرح بالحفاظ على مكانة المسرح كوجهة رئيسية لعروض برودواي. من خلال الاستثمار في أحدث التقنيات ووسائل الراحة، فإنهم يضمنون أن يظل المسرح قادرًا على تقديم تجارب مسرحية عالية الجودة للسنوات القادمة.
كما ساهمت التجديدات في الحفاظ على القيمة التاريخية والمعمارية للمسرح. تم تصميم التجديدات لتكون حساسة للتصميم الأصلي للمسرح، مع الحفاظ على تفاصيله المعمارية الرئيسية مع دمج العناصر الحديثة. ونتيجة لذلك، يحتفظ المسرح بسحره وجماله مع توفير وسائل الراحة والملاءمة التي يتوقعها الجمهور اليوم.
التأثير الاقتصادي
يساهم مسرح الغنائيات بشكل كبير في الاقتصاد المحلي لمدينة نيويورك. يجذب المسرح السياح من جميع أنحاء العالم، الذين ينفقون الأموال على تذاكر المسرح والإقامة في الفنادق والمطاعم والنقل والسلع والخدمات الأخرى. تدعم هذه النفقات مجموعة واسعة من الشركات وتخلق فرص عمل في جميع أنحاء المدينة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر المسرح فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. يوظف المسرح فريقًا كبيرًا من الموظفين، بما في ذلك مديرو المسرح والممثلون والفنيون وغيرهم من المتخصصين. كما يدعم المسرح عددًا من الشركات المستقلة، مثل شركات إدارة الإنتاج ووكالات التمثيل وشركات التسويق، التي تعتمد على المسرح في أعمالها.
يساهم نجاح مسرح الغنائيات أيضًا في الإيرادات الضريبية لمدينة نيويورك والولاية. تولد مبيعات التذاكر والنفقات الأخرى المرتبطة بالمسرح ضرائب المبيعات والضرائب الأخرى التي تدعم الخدمات والبرامج الحكومية الأساسية. ونتيجة لذلك، يلعب المسرح دورًا حيويًا في الصحة المالية للمجتمع.
خاتمة
مسرح الغنائيات في مدينة نيويورك هو معلم تاريخي وثقافي بارز لعب دورًا مهمًا في تاريخ برودواي. بفضل تصميمه المعماري المذهل، وتاريخه الحافل، والتزامه بالتميز، فإنه لا يزال وجهة رئيسية لعشاق المسرح من جميع أنحاء العالم. من خلال التغلب على التحديات والتكيف مع الأوقات المتغيرة، فقد حافظ على مكانته كرمز دائم لتقاليد المسرح الغني في مدينة نيويورك.