تاريخ المطار
بدأ تاريخ مطار مينسك-1 في 7 نوفمبر 1933، عندما تم افتتاح أول مطار في مينسك بالقرب من قرية أوسوفيتسا. في عام 1934، تم تنظيم أول سرب بريد جوي مكون من أربعة طائرات من طراز يو-2 في المطار. شهد المطار توسعات كبيرة في السنوات اللاحقة، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تم بناء محطة ركاب جديدة ومهبط للطائرات الخرساني.
في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أصبح مطار مينسك-1 مركزًا حيويًا للرحلات الداخلية في الاتحاد السوفيتي. تم تسيير رحلات جوية منتظمة إلى العديد من المدن الكبرى في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي، مما ساهم في تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين بيلاروسيا والمناطق الأخرى.
في عام 1976، تم افتتاح مطار مينسك الدولي الجديد، والذي كان يقع على بعد حوالي 42 كيلومترًا شرق مينسك. مع افتتاح المطار الجديد، بدأ دور مطار مينسك-1 في الانحسار تدريجيًا، حيث تم تحويل معظم الرحلات الدولية والداخلية الرئيسية إلى المطار الجديد.
إغلاق المطار
في عام 2015، تم إغلاق مطار مينسك-1 رسميًا أمام حركة الركاب. تم نقل جميع العمليات المتبقية إلى مطار مينسك الدولي. تم اتخاذ قرار إغلاق المطار بسبب قربه من وسط المدينة، مما أدى إلى قيود على التوسع والتحديث. بالإضافة إلى ذلك، كان المطار يشغل مساحة قيمة من الأراضي التي يمكن استخدامها لتطوير مشاريع سكنية وتجارية جديدة.
بعد إغلاقه، تم هدم مباني المطار تدريجيًا، وتم تخصيص الموقع لتطوير مشروع سكني ضخم يسمى “مينسك مير” (Minsk Mir). يهدف المشروع إلى إنشاء حي سكني حديث ومستدام يوفر مجموعة واسعة من المرافق والخدمات للسكان.
البنية التحتية للمطار
على الرغم من أن مطار مينسك-1 لم يعد قيد التشغيل، إلا أنه كان يمتلك بنية تحتية متكاملة لدعم عمليات الطيران. شملت البنية التحتية للمطار:
- مبنى الركاب: كان مبنى الركاب يضم صالات المغادرة والوصول، بالإضافة إلى مكاتب تسجيل الوصول ومكاتب شركات الطيران ومرافق أخرى لخدمة الركاب.
- مهبط الطائرات: كان المطار يمتلك مهبطًا للطائرات الخرساني يسمح للطائرات بالإقلاع والهبوط بأمان.
- مواقف الطائرات: كانت هناك مواقف مخصصة للطائرات بالقرب من مبنى الركاب لتحميل وتفريغ الركاب والبضائع.
- مرافق الصيانة: كان المطار يضم مرافق لصيانة الطائرات وإجراء الإصلاحات اللازمة.
- برج المراقبة: كان برج المراقبة يوفر خدمات المراقبة الجوية لتوجيه الطائرات وضمان سلامة الحركة الجوية.
الوجهات وشركات الطيران
خلال فترة تشغيله، خدم مطار مينسك-1 العديد من الوجهات المحلية والدولية. تضمنت بعض الوجهات الرئيسية التي تم تسيير رحلات جوية إليها من المطار:
- موسكو
- سانت بطرسبرغ
- كييف
- وارسو
- براغ
- برلين
تعامل المطار مع العديد من شركات الطيران البيلاروسية والأجنبية، بما في ذلك:
- بيلافيا (Belavia)
- إيروفلوت (Aeroflot)
- لوت البولندية (LOT Polish Airlines)
- تشيك ايرلاينز (Czech Airlines)
الأهمية التاريخية
لعب مطار مينسك-1 دورًا هامًا في تطوير الطيران المدني في بيلاروسيا. كان المطار بمثابة بوابة رئيسية للبلاد، حيث ربط مينسك بالعديد من المدن الكبرى في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية. ساهم المطار في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين بيلاروسيا والدول الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، كان مطار مينسك-1 بمثابة قاعدة تدريب للطيارين والمهندسين والفنيين الذين عملوا في مجال الطيران. تخرج العديد من المتخصصين في مجال الطيران من المطار، ولعبوا دورًا هامًا في تطوير صناعة الطيران في بيلاروسيا.
تطوير مينسك مير
تم تخصيص موقع مطار مينسك-1 السابق لتطوير مشروع سكني ضخم يسمى “مينسك مير” (Minsk Mir). يهدف المشروع إلى إنشاء حي سكني حديث ومستدام يوفر مجموعة واسعة من المرافق والخدمات للسكان.
يتضمن المشروع بناء آلاف الشقق السكنية، بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات ومراكز التسوق والمتنزهات والمساحات الخضراء. يهدف المشروع إلى توفير بيئة معيشية عالية الجودة للسكان، وتعزيز التنمية المستدامة في مينسك.
من المتوقع أن يصبح مينسك مير أحد أكبر المشاريع السكنية في أوروبا الشرقية. يمثل المشروع تحولًا كبيرًا في منطقة مطار مينسك-1 السابق، ويساهم في تطوير مدينة مينسك وتحديثها.
الجدل حول الإغلاق
أثار قرار إغلاق مطار مينسك-1 بعض الجدل في بيلاروسيا. جادل البعض بأن المطار كان يمثل جزءًا هامًا من تاريخ المدينة، وكان يجب الحفاظ عليه كمعلم تاريخي. بالإضافة إلى ذلك، أعرب البعض عن قلقهم بشأن تأثير إغلاق المطار على البنية التحتية للنقل في المدينة.
ومع ذلك، جادل آخرون بأن إغلاق المطار كان ضروريًا لتطوير المدينة وتحديثها. وأشاروا إلى أن المطار كان يشغل مساحة قيمة من الأراضي، وأن تطوير مشروع سكني جديد في الموقع سيساهم في تحسين نوعية حياة السكان وتعزيز النمو الاقتصادي.
الخلاصة
كان مطار مينسك-1 مطارًا بيلاروسيًا تاريخيًا يقع داخل حدود مدينة مينسك. لعب المطار دورًا هامًا في تطوير الطيران المدني في بيلاروسيا، وربط مينسك بالعديد من المدن الكبرى في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية. تم إغلاق المطار في عام 2015، وتم تخصيص الموقع لتطوير مشروع سكني ضخم يسمى “مينسك مير”. على الرغم من إغلاقه، يظل مطار مينسك-1 جزءًا هامًا من تاريخ مينسك وتراثها.