الحياة المبكرة والتعليم
ولد توماس فرانسيس فاريل في مدينة تروي، نيويورك، في 3 ديسمبر 1891، وهو الابن الرابع بين ستة أبناء لجون فاريل وماري إيلين ني أرمسترونج. التحق بجامعة رينسيلار بوليتكنيك (Rensselaer Polytechnic Institute) وتخرج منها عام 1913 بشهادة في الهندسة المدنية. بعد تخرجه، عمل مهندسًا مدنيًا في ولاية نيويورك.
الخدمة العسكرية المبكرة
انضم فاريل إلى الجيش الأمريكي في عام 1917، وخلال الحرب العالمية الأولى، خدم في فرنسا كضابط في سلاح المهندسين. أشرف على بناء الطرق والجسور والمطارات، وحصل على وسام الخدمة المتميزة لجهوده. بعد الحرب، بقي في الجيش ودرس في كلية الهندسة بالجيش وكلية الحرب بالجيش.
مشروع مانهاتن
في عام 1941، تم تعيين فاريل في هيئة الأركان العامة لوزارة الحرب. وفي عام 1943، تم تعيينه نائبًا للقائد العام لمشروع مانهاتن، تحت قيادة العميد ليزلي جروفز. كان فاريل مسؤولاً عن الإشراف على العمليات اليومية للمشروع، بما في ذلك بناء المرافق البحثية والإنتاجية في أوك ريدج، تينيسي، وهانفورد، واشنطن، ولوس ألاموس، نيو مكسيكو.
لعب فاريل دورًا محوريًا في تسريع وتيرة العمل في مشروع مانهاتن. كان معروفًا بأسلوبه الإداري العملي وقدرته على حل المشكلات المعقدة. غالبًا ما كان يسافر إلى مواقع المشروع المختلفة لتفقد التقدم المحرز والتأكد من أن كل شيء يسير وفقًا للخطة.
كان فاريل أيضًا مسؤولاً عن الجوانب الأمنية للمشروع. لقد عمل عن كثب مع وكالات الاستخبارات لضمان الحفاظ على سرية المشروع وحمايته من التخريب والتجسس.
الإشراف على تفجيرات هيروشيما وناجازاكي
كان فاريل جزءًا من اللجنة التي أوصت باستخدام القنبلة الذرية ضد اليابان. لقد اعتقد أن القنبلة ستنهي الحرب بسرعة وتنقذ أرواحًا أمريكية ويابانية. كان حاضرًا في جزيرة تينيان عندما تم تحميل القنبلتين الذريتين على الطائرات التي أسقطتهما على هيروشيما وناجازاكي.
بعد إلقاء القنبلة على ناجازاكي، سافر فاريل إلى اليابان لتقييم الأضرار. لقد صُدم من الدمار الذي شهده، لكنه ظل مقتنعًا بأن استخدام القنبلة كان ضروريًا لإنهاء الحرب.
ما بعد الحرب
بعد الحرب، بقي فاريل في الجيش لفترة وجيزة قبل أن يتقاعد في عام 1946 برتبة لواء. بعد تقاعده، عمل مستشارًا في لجنة الطاقة الذرية الأمريكية وشارك في العديد من المشاريع التجارية.
كان فاريل عضوًا في مجالس إدارة العديد من الشركات، بما في ذلك شركة رينسيلار للحديد والصلب وشركة Mutual Life Insurance of New York. كما كان نشطًا في العديد من المنظمات الخيرية والمدنية.
توفي توماس فاريل في 11 أبريل 1967، في مدينة نيويورك، عن عمر يناهز 75 عامًا. وقد دُفن في مقبرة أرلينغتون الوطنية.
الجوائز والأوسمة
- وسام الخدمة المتميزة (جيش الولايات المتحدة)
- وسام الاستحقاق
- نجمة برونزية
- وسام الإمبراطورية البريطانية
الإرث
يُذكر توماس فاريل لدوره الحاسم في مشروع مانهاتن. لقد كان مسؤولاً عن الإشراف على العمليات اليومية للمشروع وضمان إكماله بنجاح. كما أنه كان شخصية مثيرة للجدل بسبب مشاركته في اتخاذ قرار استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان.
بغض النظر عن الآراء حول استخدام القنبلة الذرية، لا يمكن إنكار مساهمات فاريل في المجهود الحربي. لقد كان قائدًا وإداريًا ماهرًا لعب دورًا حيويًا في تطوير وإنتاج القنبلة الذرية، وهو السلاح الذي ساهم في إنهاء الحرب العالمية الثانية.
الجدل المحيط بقرار استخدام القنبلة الذرية
لا تزال مسألة ما إذا كان استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان مبررًا موضوعًا للنقاش الحاد. يجادل البعض بأن استخدام القنبلة كان ضروريًا لإنهاء الحرب بسرعة وتجنب غزو مكلف لليابان. ويجادل آخرون بأن استخدام القنبلة كان غير ضروري وغير أخلاقي، وأنه تسبب في معاناة هائلة للمدنيين اليابانيين.
شارك فاريل في اتخاذ القرار باستخدام القنبلة الذرية، وقد دافع دائمًا عن القرار. لقد اعتقد أن القنبلة ستنهي الحرب بسرعة وتنقذ أرواحًا أمريكية ويابانية. ومع ذلك، فقد أقر أيضًا بالتكلفة الإنسانية المروعة لاستخدام القنبلة.
بغض النظر عن الآراء حول قرار استخدام القنبلة الذرية، من المهم فهم السياق التاريخي الذي تم فيه اتخاذ القرار. كانت الحرب العالمية الثانية حربًا وحشية ومدمرة، وكان كلا الجانبين على استعداد لاستخدام أقصى الوسائل لتحقيق النصر. في ذلك السياق، رأى القادة الأمريكيون أن استخدام القنبلة الذرية هو الخيار الأقل سوءًا لإنهاء الحرب بسرعة وتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح.
خاتمة
كان اللواء توماس فرانسيس فاريل شخصية بارزة في تاريخ الولايات المتحدة، خاصة خلال فترة الحرب العالمية الثانية. بصفته نائب القائد العام لمشروع مانهاتن، لعب دورًا حاسمًا في تطوير القنبلة الذرية. على الرغم من الجدل الدائر حول استخدام هذا السلاح، إلا أن مساهماته في المجهود الحربي لا يمكن إنكارها. يظل إرثه معقدًا ومثيرًا للتفكير، مما يذكرنا بالتحديات الأخلاقية والعسكرية التي واجهت القادة خلال واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في التاريخ.