تاريخ الخط
تم تشغيل خط 9H كجزء من برنامج الحافلات التراثية في لندن، والذي يهدف إلى الحفاظ على الحافلات القديمة وإعادة تقديمها للجمهور. بدأ تشغيل الخط في عام 2005 وتم تشغيله بواسطة حافلات روتماستر الكلاسيكية ذات الطابقين، والتي كانت رمزًا للنقل في لندن لعقود. كان الهدف من الخط هو توفير تجربة فريدة للركاب والسياح، وإعادة إحياء ذكريات الماضي.
تم اختيار خط 9H تحديدًا لأنه يمر عبر العديد من المعالم السياحية الهامة في وسط لندن، مما جعله خيارًا جذابًا للسياح والمهتمين بتاريخ المدينة. توقف تشغيل الخط في عام 2014.
مسار الخط
كان خط 9H يسلك مسارًا دائريًا تقريبًا، يبدأ وينتهي في شارع كنسينغتون هاي ستريت. كان المسار يمر عبر:
- شارع كنسينغتون هاي ستريت (Kensington High Street): نقطة البداية والنهاية، وهي منطقة تجارية حيوية.
- رويال ألبرت هول (Royal Albert Hall): قاعة حفلات شهيرة تستضيف فعاليات ثقافية وفنية متنوعة.
- حدائق هايد بارك (Hyde Park): واحدة من أكبر الحدائق في لندن، وتوفر مساحات خضراء واسعة للاسترخاء والترفيه.
- قصر باكنغهام (Buckingham Palace): المقر الرسمي لملكة بريطانيا، ومكان إجراء المراسم الملكية.
- ميدان الطرف الأغر (Trafalgar Square): ميدان عام شهير يضم عمود نيلسون والمعرض الوطني.
- شارع وايتهول (Whitehall): شارع يضم العديد من المباني الحكومية الهامة.
- دير وستمنستر (Westminster Abbey): كنيسة تاريخية شهدت تتويج العديد من الملوك والملكات البريطانيين.
- بيغ بن (Big Ben): برج الساعة الشهير الذي يقع في مبنى البرلمان.
- مباني البرلمان (Houses of Parliament): مقر البرلمان البريطاني.
كان هذا المسار يسمح للركاب بمشاهدة العديد من المعالم السياحية الهامة في وسط لندن، والاستمتاع بتجربة فريدة على متن حافلة روتماستر الكلاسيكية.
حافلات الروتماستر
كانت حافلات روتماستر (Routemaster) هي السمة المميزة لخط 9H. تم تصميم هذه الحافلات في الخمسينيات من القرن الماضي، وسرعان ما أصبحت رمزًا للنقل في لندن. تتميز بتصميمها الفريد ذي الطابقين، ومنصتها الخلفية المفتوحة التي تسمح للركاب بالصعود والنزول بسرعة وسهولة.
تم تجهيز حافلات الروتماستر المستخدمة في خط 9H بمحركات مُجددة ومقاعد مريحة، وتم صيانتها بعناية للحفاظ على حالتها الأصلية. كانت هذه الحافلات تجذب انتباه السياح والمارة على حد سواء، وتضيف لمسة من الحنين إلى الماضي إلى شوارع لندن.
على الرغم من شعبيتها، تم سحب حافلات الروتماستر تدريجيًا من الخدمة المنتظمة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وذلك بسبب متطلبات السلامة والوصول لذوي الاحتياجات الخاصة. ومع ذلك، تم الحفاظ على عدد قليل منها لتشغيل خطوط الحافلات التراثية مثل 9H.
أهمية الخط التراثي
كان خط 9H يحمل أهمية خاصة لعدة أسباب:
- الحفاظ على التراث: ساهم الخط في الحفاظ على حافلات الروتماستر الكلاسيكية، وإبقائها في حالة جيدة ليتمتع بها الجمهور.
- تعزيز السياحة: جذب الخط السياح إلى لندن، وقدم لهم تجربة فريدة وممتعة.
- إحياء الذكريات: أعاد الخط ذكريات الماضي للكثير من سكان لندن الذين اعتادوا على استخدام حافلات الروتماستر في حياتهم اليومية.
- توفير وسيلة نقل بديلة: قدم الخط وسيلة نقل بديلة ومريحة للركاب، خاصةً أولئك الذين يرغبون في مشاهدة المعالم السياحية في وسط لندن.
على الرغم من توقف تشغيله، إلا أن خط 9H لا يزال يُذكر باعتزاز من قبل الكثيرين، ويُعتبر جزءًا من تاريخ النقل في لندن.
التحديات والمستقبل
واجه خط 9H بعض التحديات خلال فترة تشغيله، بما في ذلك:
- تكاليف التشغيل: كانت تكاليف تشغيل حافلات الروتماستر القديمة مرتفعة نسبيًا، وذلك بسبب الحاجة إلى صيانة متخصصة وقطع غيار نادرة.
- الامتثال للمعايير الحديثة: كان من الصعب على حافلات الروتماستر القديمة الامتثال للمعايير الحديثة للسلامة والوصول لذوي الاحتياجات الخاصة.
- الازدحام المروري: كان الازدحام المروري في وسط لندن يؤثر سلبًا على سرعة الحافلات وجدولتها.
على الرغم من هذه التحديات، فقد كان هناك اهتمام متزايد بالحفاظ على الحافلات التراثية وإعادة تقديمها للجمهور. في المستقبل، قد نشهد عودة خطوط حافلات تراثية أخرى في لندن أو مدن أخرى حول العالم، وذلك بفضل التقنيات الحديثة والجهود المبذولة للحفاظ على التراث.
الخلاصة
كان خط حافلات لندن رقم 9 التراثي (9H) مشروعًا فريدًا ومميزًا، ساهم في الحفاظ على حافلات الروتماستر الكلاسيكية، وتعزيز السياحة، وإحياء ذكريات الماضي. على الرغم من توقف تشغيله، إلا أنه لا يزال يُذكر باعتزاز من قبل الكثيرين، ويُعتبر جزءًا من تاريخ النقل في لندن. يمثل هذا الخط التراثي مثالاً على كيفية الجمع بين الحفاظ على التراث وتقديم تجربة سياحية فريدة وممتعة.