<![CDATA[
الخلفية والتصميم
في أعقاب الحرب العالمية الأولى، سعت القوى البحرية الكبرى إلى إعادة بناء وتحديث أساطيلها. معاهدة واشنطن البحرية لعام 1922 فرضت قيودًا على بناء السفن الحربية، بما في ذلك الطرادات. حددت المعاهدة الطرادات “الثقيلة” بحد أقصى 10,000 طن من الإزاحة ومسلحة بمدافع لا يزيد عيارها عن 8 بوصات (203 ملم). صُممت الفئة سوفْرين للامتثال لهذه القيود مع توفير قوة نيران كبيرة وحماية معقولة.
كان تصميم الفئة سوفْرين تطوراً للفئة دوشين، مع تحسينات في الحماية المدرعة وتوزيع أفضل للمعدات. ومع ذلك، كانت الفئة لا تزال تعاني من بعض المشاكل المتأصلة في تصميم الطرادات الفرنسية في ذلك الوقت، مثل عدم كفاية الحماية تحت الماء.
السفن في الفئة
تألفت الفئة سوفْرين من أربع سفن:
- سوفْرين (Suffren): السفينة الرائدة في الفئة. خدمت في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي خلال الحرب العالمية الثانية.
- كولبير (Colbert): شاركت في عمليات في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
- فوخ (Foch): خدمت في البحر الأبيض المتوسط وشاركت في معارك ضد البحرية الإيطالية.
- دوبليه (Dupleix): خدمت في المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.
المواصفات التقنية
تميزت الفئة سوفْرين بالمواصفات التالية:
- الإزاحة: حوالي 10,000 طن (قياسية)
- الطول: حوالي 194 مترًا
- العرض: حوالي 19 مترًا
- العمق: حوالي 6.3 متر
- الدفع: أربع توربينات بخارية، ثمانية أو اثنا عشر غلاية، 90,000 حصان
- السرعة: حوالي 32 عقدة (59 كم/ساعة)
- المدى: حوالي 5,400 ميل بحري بسرعة 15 عقدة
- الطاقم: حوالي 723 ضابطًا وبحارًا
التسليح
كان التسليح الرئيسي للفئة سوفْرين يتكون من:
- ثمانية مدافع عيار 203 ملم (8 بوصات) في أربعة أبراج مزدوجة.
- ثمانية مدافع عيار 75 ملم (3 بوصات) للدفاع المضاد للطائرات.
- أربعة رشاشات عيار 13.2 ملم للدفاع الجوي القريب.
- ستة أنابيب طوربيد عيار 550 ملم (21.7 بوصة).
بالإضافة إلى ذلك، كانت الطرادات قادرة على حمل طائرتين استطلاع مائيتين يتم إطلاقهما بواسطة منجنيق.
الخدمة خلال الحرب العالمية الثانية
لعبت الفئة سوفْرين دورًا نشطًا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث خدمت في كل من قوات فرنسا الحرة وقوات فيشي. شاركت السفن في مهام الدورية والمرافقة والعمليات القتالية ضد السفن الحربية والغواصات المعادية.
في عام 1940، بعد سقوط فرنسا، تم وضع بعض السفن في الفئة تحت سيطرة حكومة فيشي، بينما انضمت سفن أخرى إلى قوات فرنسا الحرة. تعرضت بعض السفن لأضرار أو غرقت خلال العمليات القتالية، بينما نجت سفن أخرى من الحرب وخدمت في البحرية الفرنسية بعد الحرب.
سوفْرين: شاركت في عمليات في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. في عام 1942، كانت في الإسكندرية وتم تفكيكها لاحقًا. ثم انضمت إلى قوات فرنسا الحرة.
كولبير: خدمت في البداية تحت سيطرة حكومة فيشي. شاركت في عمليات في المحيط الأطلسي. بعد عملية “تورش” (إنزال الحلفاء في شمال إفريقيا)، انضمت إلى قوات فرنسا الحرة.
فوخ: خدمت في البحر الأبيض المتوسط وشاركت في عدة معارك ضد البحرية الإيطالية. تم إغراقها في تولون في عام 1942 لمنعها من الوقوع في أيدي الألمان.
دوبليه: خدمت في المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. تم إغراقها أيضًا في تولون في عام 1942.
ما بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الثانية، تم تجديد السفن التي نجت من الحرب وإعادتها إلى الخدمة في البحرية الفرنسية. لعبت هذه السفن دورًا في مهام الدورية والمراقبة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
تم سحب السفن تدريجيًا من الخدمة في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تم استبدالها بسفن أحدث وأكثر تطوراً. تم تفكيك السفن في النهاية وبيعت كخردة.
الأهمية التاريخية
تمثل الفئة سوفْرين مثالاً هامًا على تصميم الطرادات الثقيلة في فترة ما بين الحربين العالميتين. على الرغم من أنها كانت تعاني من بعض القيود، إلا أنها قدمت خدمة قيمة للبحرية الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. تُظهر هذه الفئة التحديات التي واجهتها القوى البحرية في تصميم السفن الحربية التي تلتزم بمعاهدات الحد من التسلح مع الحفاظ على القدرات القتالية الفعالة.
تعتبر الفئة سوفْرين جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البحرية الفرنسية، وهي بمثابة شهادة على المهارة الهندسية الفرنسية والالتزام بالحفاظ على قوة بحرية قوية في فترة مضطربة من التاريخ.
التأثير على التصاميم اللاحقة
على الرغم من أن الفئة سوفْرين كانت تعتبر ناجحة إلى حد ما، إلا أنها كشفت عن بعض أوجه القصور في التصميم التي أثرت على التصاميم اللاحقة للطرادات الفرنسية. على سبيل المثال، تم إيلاء المزيد من الاهتمام للحماية تحت الماء في التصاميم اللاحقة.
كما أدت تجربة الخدمة في الحرب العالمية الثانية إلى إدخال تحسينات على التسليح والمعدات الإلكترونية للطرادات الفرنسية في فترة ما بعد الحرب.
خاتمة
كانت الفئة سوفْرين من الطرادات الثقيلة التي بُنيت في فترة ما بين الحربين العالميتين من قبل فرنسا للبحرية الفرنسية. صُممت هذه الطرادات للامتثال لقيود معاهدة واشنطن البحرية، وقدمت خدمة قيمة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث شاركت في مهام الدورية والمرافقة والعمليات القتالية. على الرغم من أنها كانت تعاني من بعض القيود، إلا أنها مثلت تطورًا هامًا في تصميم الطرادات الفرنسية وأثرت على التصاميم اللاحقة.