مقدمة
السير إيان موريس هيلبرون (بالإنجليزية: Sir Ian Morris Heilbron)، الحاصل على وسام الخدمة المتميزة (DSO) وزميل في الجمعية الملكية (FRS) (6 نوفمبر 1886 – 14 سبتمبر 1959)، كان كيميائيًا اسكتلنديًا رائدًا في تطوير الكيمياء العضوية. اشتهر هيلبرون بأبحاثه الرائدة في مجال الفيتامينات، وخاصة فيتامين أ، وكذلك عمله في مجال الكاروتينات والستيرويدات. كان له دور فعال في تطوير الصناعات الكيميائية في بريطانيا خلال الحربين العالميتين، وترك إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء من خلال مساهماته العلمية وتأثيره على الأجيال القادمة من الكيميائيين.
نشأته وتعليمه
ولد إيان موريس هيلبرون في غلاسكو، اسكتلندا، في عام 1886. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة غلاسكو أكاديمي، حيث أظهر تفوقًا مبكرًا في العلوم. التحق بجامعة غلاسكو، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم (BSc) مع مرتبة الشرف في الكيمياء في عام 1906. ثم تابع دراساته العليا في جامعة لايبزيغ في ألمانيا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في عام 1908 تحت إشراف الكيميائي الشهير آرثر هانتش. كان لهذه التجربة في ألمانيا تأثير عميق على هيلبرون، حيث تعرف على أحدث التطورات في الكيمياء العضوية وأساليب البحث المتقدمة.
حياته المهنية
بعد عودته إلى بريطانيا، بدأ هيلبرون مسيرته المهنية الأكاديمية في الكلية الملكية للعلوم في لندن (الآن إمبريال كوليدج لندن). خلال الحرب العالمية الأولى، انضم إلى الجيش البريطاني وخدم في فرنسا، حيث حصل على وسام الخدمة المتميزة (DSO) لخدمته المتميزة. بعد الحرب، عاد إلى الكلية الملكية للعلوم وأصبح أستاذًا للكيمياء العضوية في عام 1919.
في عام 1933، انتقل هيلبرون إلى جامعة ليفربول كرئيس لقسم الكيمياء العضوية. خلال فترة وجوده في ليفربول، قام ببناء قسم قوي وأشرف على عدد كبير من طلاب الدكتوراه الذين أصبحوا فيما بعد قادة في مجال الكيمياء. لعب أيضًا دورًا حاسمًا في تطوير الصناعات الكيميائية في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث عمل كمستشار للحكومة في إنتاج المواد الكيميائية الأساسية.
في عام 1949، تقاعد هيلبرون من جامعة ليفربول وأصبح مديرًا علميًا لشركة بريتيش دروغ هاوس (British Drug Houses)، وهي شركة أدوية رائدة. استمر في البحث والتطوير في مجال الكيمياء الصيدلانية حتى وفاته في عام 1959.
أبحاثه وإسهاماته العلمية
تركزت أبحاث هيلبرون بشكل أساسي على الكيمياء العضوية، وخاصة في مجالات الفيتامينات والكاروتينات والستيرويدات. كان رائدًا في تطوير طرق جديدة لتخليق الفيتامينات، وخاصة فيتامين أ. ساهم عمله في فهم التركيب الكيميائي للفيتامينات وأهميتها في الصحة والتغذية.
تشمل أبرز إسهاماته:
- تطوير طرق تخليق فيتامين أ: قام هيلبرون وفريقه بتطوير طرق جديدة لتخليق فيتامين أ، مما جعله متاحًا على نطاق واسع للاستخدام في الأغذية والأدوية.
- دراسة الكاروتينات: أجرى هيلبرون أبحاثًا مكثفة على الكاروتينات، وهي أصباغ طبيعية توجد في النباتات والحيوانات. ساهم عمله في فهم التركيب الكيميائي للكاروتينات ودورها في التمثيل الغذائي.
- التحقيق في الستيرويدات: قام هيلبرون أيضًا بدراسة الستيرويدات، وهي مجموعة مهمة من المركبات العضوية التي تشمل الهرمونات والكوليسترول. ساهم عمله في فهم التركيب الكيميائي للستيرويدات ووظائفها البيولوجية.
- تطوير الصناعات الكيميائية: لعب هيلبرون دورًا حاسمًا في تطوير الصناعات الكيميائية في بريطانيا خلال الحربين العالميتين. عمل كمستشار للحكومة في إنتاج المواد الكيميائية الأساسية، وقدم مساهمات كبيرة في المجهود الحربي.
تكريمه وجوائزه
تقديراً لإسهاماته العلمية المتميزة، حصل هيلبرون على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- وسام الخدمة المتميزة (DSO)
- انتخابه زميلاً في الجمعية الملكية (FRS)
- وسام ديفي من الجمعية الملكية
- وسام لونغستاف من الجمعية الكيميائية
- حصل على لقب فارس (Sir) من قبل الملك جورج السادس في عام 1947.
تأثيره وإرثه
ترك السير إيان هيلبرون إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء. كان له تأثير كبير على تطوير الكيمياء العضوية والصناعات الكيميائية في بريطانيا. أشرف على عدد كبير من طلاب الدكتوراه الذين أصبحوا فيما بعد قادة في مجال الكيمياء، وساهم في تدريب جيل جديد من العلماء. لا تزال أبحاثه في مجال الفيتامينات والكاروتينات والستيرويدات ذات صلة اليوم، ويستمر عمله في إلهام الباحثين في جميع أنحاء العالم.
حياته الشخصية
تزوج السير إيان هيلبرون من إيلا ميريل في عام 1913 وأنجبا ابنة واحدة. كان هيلبرون يتمتع بشخصية جذابة وكان يتمتع بشعبية كبيرة بين زملائه وطلابه. كان أيضًا رياضيًا متحمسًا ولعب التنس والغولف بانتظام.
خاتمة
كان السير إيان هيلبرون شخصية بارزة في مجال الكيمياء، حيث قدم إسهامات كبيرة في تطوير الكيمياء العضوية والصناعات الكيميائية. من خلال أبحاثه الرائدة في الفيتامينات والكاروتينات والستيرويدات، ترك إرثًا دائمًا يستمر في إلهام العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم. كان له تأثير كبير على تدريب جيل جديد من الكيميائيين، وسيظل اسمه مرتبطًا بالتميز العلمي والابتكار.