<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد يه دوتشنغ في مدينة أنكينغ بمقاطعة آنهوي في الصين. التحق بجامعة تشجيانغ في عام 1936 وتخرج في عام 1940. بعد التخرج، عمل كباحث مساعد في معهد الأرصاد الجوية بجامعة تشجيانغ. في عام 1943، حصل على منحة دراسية للدراسة في الخارج في جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الدكتوراه في علم الأرصاد الجوية في عام 1948 تحت إشراف كارل جوستاف روسبي.
مسيرته المهنية
بعد عودته إلى الصين في عام 1950، انضم يه دوتشنغ إلى معهد الفيزياء الجيوفيزيائية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم. شغل مناصب مختلفة في المعهد، بما في ذلك مدير قسم الأرصاد الجوية، ونائب مدير المعهد، ومدير المعهد. انتخب عضوا في الأكاديمية الصينية للعلوم في عام 1955. وقد لعب دورًا حاسمًا في تطوير علم الأرصاد الجوية في الصين، وتدريب جيل جديد من علماء الأرصاد الجوية.
ركزت أبحاث يه دوتشنغ على ديناميكيات الغلاف الجوي، ودوران الغلاف الجوي، والتغيرات المناخية. لقد طور نظرية “القفزة المفاجئة” لدوران الغلاف الجوي، والتي تشرح التغيرات السريعة في دوران الغلاف الجوي في خطوط العرض المتوسطة. كما درس تكوين أنظمة الطقس، مثل الأعاصير والأمطار الغزيرة، وقدم مساهمات كبيرة في فهم هذه الظواهر.
كان يه دوتشنغ رائدًا في دراسة التغيرات المناخية في الصين. لقد كان من أوائل العلماء الذين أشاروا إلى أن النشاط البشري يؤثر على المناخ العالمي. قاد العديد من المشاريع البحثية حول التغيرات المناخية، بما في ذلك دراسة تأثير ارتفاع درجة حرارة الأرض على الزراعة والموارد المائية في الصين.
أبرز إنجازاته
- تطوير نظرية “القفزة المفاجئة” لدوران الغلاف الجوي.
- دراسة تكوين أنظمة الطقس، مثل الأعاصير والأمطار الغزيرة.
- الريادة في دراسة التغيرات المناخية في الصين.
- تدريب جيل جديد من علماء الأرصاد الجوية.
نظرية القفزة المفاجئة
تعتبر نظرية “القفزة المفاجئة” لدوران الغلاف الجوي من أهم إسهامات يه دوتشنغ في علم الأرصاد الجوية. تشرح هذه النظرية التغيرات السريعة في دوران الغلاف الجوي في خطوط العرض المتوسطة. وفقًا لهذه النظرية، فإن دوران الغلاف الجوي في خطوط العرض المتوسطة ليس ثابتًا، بل يخضع لتغيرات مفاجئة. تحدث هذه التغيرات بسبب تفاعل بين الغلاف الجوي والمحيطات والأرض. يمكن أن تؤثر هذه التغيرات المفاجئة في دوران الغلاف الجوي على أنماط الطقس والمناخ في جميع أنحاء العالم.
دراسة أنظمة الطقس
كما قدم يه دوتشنغ مساهمات كبيرة في دراسة أنظمة الطقس، مثل الأعاصير والأمطار الغزيرة. لقد طور نماذج رياضية لمحاكاة هذه الأنظمة، مما ساعد على فهم كيفية تشكلها وتطورها. كما درس تأثير هذه الأنظمة على المجتمعات البشرية، وقدم توصيات حول كيفية التخفيف من آثارها.
الريادة في دراسة التغيرات المناخية
كان يه دوتشنغ رائدًا في دراسة التغيرات المناخية في الصين. لقد كان من أوائل العلماء الذين أشاروا إلى أن النشاط البشري يؤثر على المناخ العالمي. قاد العديد من المشاريع البحثية حول التغيرات المناخية، بما في ذلك دراسة تأثير ارتفاع درجة حرارة الأرض على الزراعة والموارد المائية في الصين. كما دعا إلى اتخاذ تدابير للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع آثار التغيرات المناخية.
الجوائز والتكريمات
حصل يه دوتشنغ على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته في علم الأرصاد الجوية، بما في ذلك:
- جائزة الدولة للعلوم والتكنولوجيا (1985)
- جائزة هو ليانغ هو لي للعلوم والتكنولوجيا (1994)
- جائزة فولفو للبيئة (2003)
إرثه
يعتبر يه دوتشنغ أحد رواد علم الأرصاد الجوية الحديث في الصين. لقد قدم مساهمات كبيرة في فهم دوران الغلاف الجوي، وتكوين أنظمة الطقس، والتغيرات المناخية. لقد قام بتدريب جيل جديد من علماء الأرصاد الجوية، وترك إرثًا دائمًا في هذا المجال. لا يزال عمله يلهم الباحثين في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى مساهماته العلمية، كان يه دوتشنغ أيضًا شخصية عامة بارزة. لقد كان مدافعًا قويًا عن العلم والتكنولوجيا، وعمل على تعزيز الوعي العام بقضايا البيئة والمناخ. لقد كان نموذجًا يحتذى به للعلماء والمهندسين في الصين.
حياته الشخصية
تزوج يه دوتشنغ من ليوتسيهوا (李泽华) و أنجب منها ثلاثة أطفال. استمر زواجهما حتى وفاته.
وفاته
توفي يه دوتشنغ في بكين في 16 أكتوبر 2013 عن عمر يناهز 97 عامًا. تركت وفاته فراغًا كبيرًا في المجتمع العلمي الصيني.
خاتمة
يه دوتشنغ، عالم الأرصاد الجوية الصيني البارز، ترك بصمة لا تُمحى في مجال علم الأرصاد الجوية. من خلال نظرياته الرائدة وأبحاثه المتعمقة، ساهم بشكل كبير في فهمنا لدوران الغلاف الجوي وأنظمة الطقس والتغيرات المناخية. لقد كان أيضًا معلمًا وموجهًا لأجيال من علماء الأرصاد الجوية، مما يضمن استمرار إرثه في المستقبل. ستظل مساهماته العلمية وتفانيه في تعزيز الوعي البيئي مصدر إلهام للأجيال القادمة من العلماء والباحثين.