<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ليسينغ روزنوالد في شيكاغو، إلينوي، لعائلة يهودية ألمانية ثرية. كان والده، جوليوس روزنوالد، شريكًا لاحقًا ورئيسًا لشركة سيرز، روباك آند كو. تلقى ليسينغ تعليمه في مدرسة هوتشكيس وجامعة كورنيل، حيث درس الهندسة.
حياته المهنية في سيرز، روباك آند كو
بدأ روزنوالد حياته المهنية في سيرز في عام 1914، وتدرج في الرتب بسرعة. في عام 1932، أصبح رئيس مجلس الإدارة، خلفًا لوالده. خلال فترة ولايته، قاد روزنوالد الشركة خلال فترة الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية، مع التركيز على التوسع في المتاجر البيع بالتجزئة وتحديث العمليات. استقال من منصبه كرئيس مجلس الإدارة في عام 1939 ليتفرغ لاهتماماته الأخرى، بما في ذلك جمع الكتب والفنون والعمل الخيري، ولكنه ظل عضوًا في مجلس الإدارة حتى عام 1961.
جامع الكتب والفنون
كان روزنوالد جامعًا شغوفًا للكتب النادرة والمطبوعات الفنية. بدأ في جمع المطبوعات في العشرينات من القرن الماضي، وسرعان ما وسع نطاق مجموعته لتشمل الكتب النادرة والمخطوطات. بحلول وقت وفاته، كانت مجموعته تضم أكثر من 27000 مطبوعة و 5000 كتاب نادر، بما في ذلك نسخ من الكتاب المقدس لجوتنبرج وإصدارات مبكرة من أعمال شكسبير.
اشتهر روزنوالد بسخائه في مشاركة مجموعته مع الجمهور. تبرع بآلاف المطبوعات والكتب النادرة لمكتبة الكونغرس ومعرض الفنون الوطني، بالإضافة إلى العديد من المتاحف والمكتبات الأخرى. كما أنشأ مؤسسة ألكين، وهي مؤسسة خيرية تهدف إلى دعم الفنون.
أهم مقتنياته تشمل:
- نسخة من الكتاب المقدس لجوتنبرج.
- مجموعة كبيرة من مطبوعات ويليام بليك.
- مخطوطات ورسومات أصلية لأعمال هونوريه دومييه.
- مجموعة واسعة من الكتب المصورة النادرة.
العمل الخيري
بالإضافة إلى تبرعاته الفنية، كان روزنوالد فاعل خير نشطًا في مجالات أخرى. دعم التعليم، والرعاية الاجتماعية، والحقوق المدنية. كان عضوًا في مجلس إدارة صندوق روزنوالد، الذي أسسه والده لدعم التعليم في الجنوب الأمريكي. كما دعم العديد من المنظمات اليهودية، بما في ذلك اللجنة اليهودية الأمريكية.
بعض مساهماته الخيرية تشمل:
- دعم بناء المدارس للأطفال السود في الجنوب الأمريكي من خلال صندوق روزنوالد.
- المساهمة في تطوير جامعة شيكاغو.
- دعم اللاجئين اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
مواقفه السياسية والاجتماعية
كان روزنوالد ليبراليًا ملتزمًا، ودعم قضايا مختلفة مثل الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية. عارض الفصل العنصري بشدة، وعمل على تعزيز المساواة العرقية. كما كان مدافعًا قويًا عن حرية التعبير وحقوق الإنسان.
أثناء الحرب العالمية الثانية، لعب روزنوالد دورًا نشطًا في دعم المجهود الحربي. عمل في مجلس إدارة الإنتاج الحربي، وساعد في تنظيم إنتاج السلع والمواد الضرورية للحرب. كما دعم جهود الإغاثة للاجئين وضحايا الحرب.
حياته الشخصية
تزوج روزنوالد مرتين. تزوج من ماريون أسبري في عام 1913، وتطلقا في عام 1954. ثم تزوج من إديث جودمان روزنوالد ستيرن في عام 1956، وظل متزوجًا منها حتى وفاته في عام 1979. كان لديه خمسة أطفال من زواجه الأول.
عاش روزنوالد حياة طويلة ومثمرة، وترك إرثًا دائمًا كرجل أعمال ناجح، وجامع كتب وفنون، وفاعل خير. سيظل اسمه مرتبطًا بمساهماته الكبيرة في الثقافة والمجتمع.
الجوائز والتكريمات
حصل روزنوالد على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته، تقديرًا لإنجازاته ومساهماته. من بين هذه الجوائز:
- الدكتوراه الفخرية من جامعة كورنيل.
- وسام الاستحقاق من الحكومة الفرنسية.
- جائزة الخدمة المتميزة من الرابطة الأمريكية للمتاحف.
تأثيره وإرثه
لا يزال تأثير ليسينغ روزنوالد محسوسًا حتى اليوم. مجموعاته الفنية والأدبية تُلهم الباحثين والفنانين وعامة الناس في جميع أنحاء العالم. تبرعاته الخيرية ساعدت في تحسين حياة عدد لا يحصى من الناس. يظل روزنوالد مثالًا ساطعًا على كيف يمكن للفرد أن يحدث فرقًا كبيرًا في العالم.
خاتمة
كان ليسينغ ج. روزنوالد شخصية بارزة في القرن العشرين، حيث جمع بين النجاح في مجال الأعمال مع شغفه بالفنون والعمل الخيري. من خلال رئاسته لشركة سيرز، ومجموعته الرائعة من الكتب النادرة والفنون، وتبرعاته السخية، ترك روزنوالد بصمة لا تُمحى على المجتمع. يظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.