التاريخ المبكر
تأسست قلعة ويغمور بعد وقت قصير من الغزو النورماندي لإنجلترا في عام 1066. بنى رالف دي مورتيمر، أحد رفاق ويليام الفاتح، القلعة في موقع استراتيجي يطل على الأراضي المحيطة. كانت القلعة في الأصل حصنًا بسيطًا من الخشب والأرض، ولكن سرعان ما تم استبدالها بهيكل حجري أكثر تحصينًا.
لعبت عائلة مورتيمر دورًا بارزًا في السياسة الإنجليزية على مر القرون. كانوا حكامًا أقوياء للأراضي الويلزية، وغالبًا ما كانوا في صراع مع الأمراء الويلزيين المستقلين. شاركت العائلة أيضًا في العديد من المؤامرات والتمردات ضد الملوك الإنجليز.
فترة العصور الوسطى
في القرن الثالث عشر، خضعت قلعة ويغمور لعملية توسع كبيرة. قام روجر مورتيمر، وهو أحد أقوى اللوردات في إنجلترا، بتحويل القلعة إلى حصن مثير للإعجاب. أضاف أبراجًا وجدرانًا جديدة، بالإضافة إلى قاعة كبيرة وكنيسة صغيرة.
أصبح روجر مورتيمر شخصية رئيسية في عهد الملك إدوارد الثاني. كان عشيق إيزابيلا الفرنسية، زوجة إدوارد، وتآمر معها للإطاحة بالملك. في عام 1327، تم خلع إدوارد الثاني وقتله، وأصبح مورتيمر الحاكم الفعلي لإنجلترا.
حكم مورتيمر كان قصير الأجل. في عام 1330، قاد إدوارد الثالث انقلابًا وألقى القبض على مورتيمر. أُدين مورتيمر بالخيانة وأُعدم، وتمت مصادرة ممتلكاته، بما في ذلك قلعة ويغمور.
بعد سقوط مورتيمر، انتقلت قلعة ويغمور إلى أيدي التاج. استخدمها الملوك الإنجليز كحصن وقاعدة إدارية. في القرن الخامس عشر، مُنحت القلعة لعائلة يورك، التي لعبت دورًا رئيسيًا في حرب الوردتين.
فترة تيودور
في عهد أسرة تيودور، بدأت قلعة ويغمور في الانحدار. تم التخلي عن القلعة تدريجيًا، وتدهورت حالتها. في القرن السادس عشر، تم تفكيك جزء كبير من القلعة، وتم استخدام الحجارة لبناء مبانٍ أخرى.
خلال الحرب الأهلية الإنجليزية في القرن السابع عشر، تم تحصين قلعة ويغمور من قبل الملكيين. ومع ذلك، استولت عليها القوات البرلمانية في عام 1643، وتم تفكيكها لمنع استخدامها مرة أخرى.
الوضع الحالي
اليوم، قلعة ويغمور هي مجرد أنقاض. ومع ذلك، لا تزال الأنقاض مثيرة للإعجاب، وتشهد على الأهمية السابقة للقلعة. تدير منظمة التراث الإنجليزي الموقع، وهو مفتوح للجمهور.
تشمل أبرز معالم القلعة ما يلي:
- البوابة الرئيسية: المدخل الرئيسي للقلعة.
- الجدران الستائرية: الجدران الخارجية للقلعة.
- الأبراج: الأبراج التي كانت تحرس الجدران.
- القاعة الكبيرة: حيث كان اللورد وعائلته يتناولون الطعام ويستقبلون الضيوف.
- الكنيسة الصغيرة: حيث كان اللورد وعائلته يصلون.
- التلة: التل الاصطناعي الذي بنيت عليه القلعة.
تقدم قلعة ويغمور للزوار لمحة رائعة عن التاريخ الإنجليزي. إنها شهادة على قوة وتأثير عائلة مورتيمر، وأهمية القلعة في العصور الوسطى.
أحداث هامة في تاريخ قلعة ويغمور
- 1067: تأسيس القلعة من قبل رالف دي مورتيمر بعد الغزو النورماندي.
- القرن الثالث عشر: توسيع القلعة بشكل كبير على يد روجر مورتيمر.
- 1327: لعبت القلعة دورًا في الإطاحة بالملك إدوارد الثاني.
- 1330: مصادرة القلعة من روجر مورتيمر بعد إعدامه.
- القرن الخامس عشر: مُنحت القلعة لعائلة يورك خلال حرب الوردتين.
- القرن السادس عشر: بداية تدهور القلعة وتفكيك أجزاء منها.
- 1643: استيلاء القوات البرلمانية على القلعة وتفكيكها خلال الحرب الأهلية الإنجليزية.
الأهمية التاريخية والثقافية
تكمن الأهمية التاريخية والثقافية لقلعة ويغمور في عدة جوانب:
- مركز قوة عائلة مورتيمر: كانت القلعة المقر الرئيسي لعائلة مورتيمر النورماندية القوية، التي لعبت دورًا هامًا في السياسة الإنجليزية والويلزية.
- شاهد على الأحداث التاريخية: شهدت القلعة العديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك الغزو النورماندي، والصراعات مع الأمراء الويلزيين، والإطاحة بالملك إدوارد الثاني، والحرب الأهلية الإنجليزية.
- مثال على العمارة العسكرية في العصور الوسطى: على الرغم من حالتها المدمرة، لا تزال القلعة تقدم مثالًا جيدًا على العمارة العسكرية في العصور الوسطى، مع جدرانها وأبراجها وبواباتها.
- موقع سياحي هام: تجذب القلعة العديد من الزوار كل عام، مما يساهم في الاقتصاد المحلي ويزيد الوعي بالتاريخ الإنجليزي.
- موقع محمي: تُدار القلعة من قبل منظمة التراث الإنجليزي، مما يضمن الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
الترميم والصيانة
تخضع قلعة ويغمور لبرامج ترميم وصيانة مستمرة للحفاظ عليها من التدهور. تشمل هذه البرامج ما يلي:
- إصلاح الجدران والأبراج: يتم إصلاح الجدران والأبراج المتضررة لمنع المزيد من التدهور.
- إزالة النباتات: يتم إزالة النباتات التي تنمو على الجدران لمنعها من إتلاف الحجارة.
- تحسين الوصول: يتم تحسين الوصول إلى الموقع للزوار، مع توفير مسارات آمنة وسهلة الاستخدام.
- توفير المعلومات: يتم توفير معلومات للزوار حول تاريخ القلعة وأهميتها.
تهدف هذه الجهود إلى ضمان بقاء قلعة ويغمور موقعًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا للأجيال القادمة.
خاتمة
تعتبر قلعة ويغمور موقعًا تاريخيًا هامًا في هيرفوردشاير، إنجلترا. على الرغم من أنها اليوم مجرد أنقاض، إلا أنها لا تزال تذكرنا بقوة وتأثير عائلة مورتيمر والأحداث الهامة التي شهدتها القلعة على مر القرون. إنها مكان يستحق الزيارة لأي شخص مهتم بالتاريخ الإنجليزي والعمارة العسكرية في العصور الوسطى.