<![CDATA[
الخلفية والتطوير
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت البحرية النيوزيلندية في البحث عن بديل لسفن الدورية القديمة من فئة موآ (Moa class). كانت السفن الجديدة مطلوبة للتعامل مع مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك الدوريات الحدودية، ومراقبة مصايد الأسماك، وعمليات البحث والإنقاذ، والاستجابة للكوارث. بعد عملية تقييم مكثفة، تم اختيار تصميم من قبل شركة تينكس مارين (Tenix Marine) الأسترالية، والتي أصبحت فيما بعد جزءًا من شركة بي إيه إي سيستمز أستراليا (BAE Systems Australia).
تم توقيع عقد بناء السفينتين في عام 2004، وبدأ البناء في حوض بناء السفن وليامستون (Williamstown) في ملبورن، أستراليا. تم إطلاق السفينة الأولى، إتش إم إن زد إس أوتاغو (HMNZS Otago) في عام 2006، ودخلت الخدمة في عام 2008. تبعتها السفينة الثانية، إتش إم إن زد إس ويلينغتون (HMNZS Wellington) في عام 2007، ودخلت الخدمة في عام 2009.
التصميم والمواصفات
تتميز سفن فئة بروكتكتور بتصميم حديث وعصري، وهي مصممة للعمل في الظروف الجوية الصعبة في جنوب المحيط الهادئ. يبلغ طول السفينة حوالي 85 مترًا، وعرضها 14 مترًا، وإزاحتها حوالي 1900 طن. يمكنها استيعاب طاقم مكون من 36 فردًا، بالإضافة إلى مساحة إضافية تتسع لـ 24 فردًا آخرين، مثل أفراد العمليات الخاصة أو فرق الإغاثة في حالات الكوارث.
تشمل الميزات الرئيسية لسفن فئة بروكتكتور:
- نظام دفع ديزل كهربائي: يوفر هذا النظام كفاءة عالية في استهلاك الوقود وقدرة على المناورة ممتازة.
- مهبط طائرات الهليكوبتر: يمكن للسفن استيعاب طائرات هليكوبتر متوسطة الحجم، مما يعزز قدراتها على المراقبة والبحث والإنقاذ.
- قارب اعتراضي سريع: يتم حمل قارب اعتراضي سريع على متن السفينة، مما يسمح لها بالتحقيق في السفن المشبوهة والتدخل السريع في حالات الطوارئ.
- مجموعة استشعار متطورة: تشتمل السفن على رادار متطور، وسونار، وأنظمة اتصالات، مما يمكنها من اكتشاف وتتبع السفن والطائرات والأهداف الأخرى.
- مساحة حمولة كبيرة: يمكن للسفن حمل مجموعة متنوعة من المعدات والإمدادات، مما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من المهام.
تم تجهيز السفن بمدفع أوتوماتيكي عيار 25 ملم كنظام دفاع أساسي، بالإضافة إلى رشاشات متعددة الأغراض.
المهام والعمليات
تم تصميم سفن فئة بروكتكتور للقيام بمجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك:
- الدوريات الحدودية: مراقبة وحماية حدود نيوزيلندا البحرية.
- مراقبة مصايد الأسماك: إنفاذ قوانين الصيد وحماية الموارد البحرية.
- عمليات البحث والإنقاذ: الاستجابة لحالات الطوارئ البحرية وإنقاذ الأرواح.
- الاستجابة للكوارث: تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية.
- إنفاذ القانون البحري: مكافحة التهريب والقرصنة والجرائم البحرية الأخرى.
- الدعم اللوجستي: نقل الأفراد والمعدات والإمدادات إلى الجزر النائية والمواقع الساحلية.
شاركت سفن فئة بروكتكتور في العديد من العمليات الهامة، بما في ذلك:
- عمليات البحث والإنقاذ في المحيط الهادئ: تقديم المساعدة للسفن والطائرات المنكوبة.
- المشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية: دعم جهود الأمم المتحدة في مناطق النزاع.
- تقديم المساعدة الإنسانية في أعقاب الكوارث الطبيعية: مثل تسونامي وسلاسل الأعاصير.
- مكافحة الصيد غير القانوني: حماية الموارد البحرية القيمة في منطقة جنوب المحيط الهادئ.
السفن في الخدمة
تتكون فئة بروكتكتور من سفينتين:
- إتش إم إن زد إس أوتاغو (HMNZS Otago) (P148): دخلت الخدمة في عام 2008.
- إتش إم إن زد إس ويلينغتون (HMNZS Wellington) (P55): دخلت الخدمة في عام 2009.
تحمل كلتا السفينتين أسماء مناطق في نيوزيلندا، مما يعكس ارتباطهما القوي بالبلاد وشعبها.
التحديات والانتقادات
على الرغم من قدراتها المتعددة، واجهت سفن فئة بروكتكتور بعض التحديات والانتقادات. تشمل بعض هذه التحديات:
- ارتفاع تكاليف التشغيل: تتطلب السفن صيانة دورية مكلفة، مما يضع ضغطًا على ميزانية الدفاع النيوزيلندية.
- الاعتماد على الدعم الأجنبي: تعتمد بعض الأنظمة والمكونات الرئيسية للسفن على الدعم الفني من الخارج، مما قد يخلق تحديات في حالة حدوث أزمات.
- القدرات المحدودة في العمليات عالية الكثافة: تم تصميم السفن في الأساس لمهام الدوريات وحفظ السلام، وقد لا تكون مجهزة تجهيزًا كاملاً للعمليات القتالية عالية الكثافة.
على الرغم من هذه التحديات، تظل سفن فئة بروكتكتور جزءًا أساسيًا من البحرية النيوزيلندية، وتلعب دورًا حيويًا في حماية مصالح نيوزيلندا البحرية.
مستقبل فئة بروكتكتور
من المتوقع أن تظل سفن فئة بروكتكتور في الخدمة لعدة سنوات قادمة. تخطط البحرية النيوزيلندية لإجراء ترقيات وتحديثات دورية للسفن للحفاظ على قدراتها التشغيلية وضمان قدرتها على تلبية الاحتياجات الأمنية المتغيرة لنيوزيلندا. قد تتضمن هذه الترقيات تركيب أنظمة استشعار جديدة، وتحسينات في أنظمة الدفع، وتكامل أسلحة أكثر تطوراً.
بالإضافة إلى ذلك، قد تفكر نيوزيلندا في اقتناء سفن دورية إضافية في المستقبل لتعزيز قدراتها البحرية. يمكن أن تستند هذه السفن الجديدة إلى تصميم فئة بروكتكتور أو إلى تصميمات أخرى أكثر تطوراً.
خاتمة
تعتبر سفن فئة بروكتكتور (أوتاغو) سفن دورية أعالي البحار متعددة المهام تلعب دورًا حاسمًا في حماية مصالح نيوزيلندا البحرية. بفضل تصميمها الحديث وقدراتها المتنوعة، تساهم هذه السفن بشكل كبير في الدوريات الحدودية، ومراقبة مصايد الأسماك، وعمليات البحث والإنقاذ، والاستجابة للكوارث، وإنفاذ القانون البحري. على الرغم من بعض التحديات والانتقادات، تظل سفن فئة بروكتكتور جزءًا أساسيًا من البحرية النيوزيلندية، ومن المتوقع أن تظل في الخدمة لعدة سنوات قادمة، مع ترقيات وتحديثات مستقبلية لضمان قدرتها على تلبية الاحتياجات الأمنية المتغيرة لنيوزيلندا.