مقدمة
يشير مصطلح “منطقة أسفل المعدة” أو “Hypogastric” إلى مفهومين رئيسيين في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء. الأول هو منطقة تشريحية محددة في البطن، بينما الثاني هو تسمية قديمة لشريان حيوي. في هذا المقال، سنتناول كلا المعنيين بالتفصيل، مع التركيز على أهمية كل منهما ووظيفته في جسم الإنسان.
منطقة أسفل المعدة (Hypogastrium): الموقع والأهمية التشريحية
منطقة أسفل المعدة، والمعروفة أيضًا بمنطقة العانة، هي المنطقة الوسطى السفلى من البطن. تقع أسفل منطقة السرة ومابين الحفرتين الإليويتين. تعتبر هذه المنطقة مهمة للغاية لأنها تضم العديد من الأعضاء الحيوية وتلعب دورًا هامًا في وظائف الجسم المختلفة.
الحدود التشريحية لمنطقة أسفل المعدة:
- الحد العلوي: خط وهمي يمتد بين النقطتين الإليويتين الأماميتين العلويتين.
- الحدود الجانبية: خطان عموديان يمتدان من النقطتين الإليويتين الأماميتين العلويتين إلى الأسفل.
- الحد السفلي: الحافة العلوية لعظم العانة.
الأعضاء الموجودة في منطقة أسفل المعدة:
- المثانة البولية: تقع خلف عظم العانة وتتوسع عندما تمتلئ بالبول.
- الأمعاء الدقيقة: جزء من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي) قد يمتد إلى هذه المنطقة.
- الأمعاء الغليظة: الجزء السفلي من القولون السيني والمستقيم.
- الرحم (في الإناث): يقع خلف المثانة البولية.
- المبايض (في الإناث): تقع على جانبي الرحم.
- البروستاتا (في الذكور): تقع أسفل المثانة البولية.
الأهمية السريرية لمنطقة أسفل المعدة:
تعتبر منطقة أسفل المعدة ذات أهمية سريرية كبيرة لأنها موقع شائع للألم المرتبط بالعديد من الحالات الطبية، بما في ذلك:
- التهابات المسالك البولية: يمكن أن تسبب التهابات المثانة (التهاب المثانة) أو التهابات الكلى ألمًا في منطقة أسفل المعدة.
- حصوات الكلى: يمكن أن تسبب حصوات الكلى التي تتحرك عبر الحالب ألمًا شديدًا في منطقة أسفل المعدة.
- التهاب الزائدة الدودية: على الرغم من أن الألم عادة ما يبدأ حول السرة، إلا أنه يمكن أن ينتقل إلى منطقة أسفل المعدة مع تقدم الحالة.
- مشاكل الجهاز التناسلي الأنثوي: يمكن أن تسبب الدورة الشهرية المؤلمة، والتهاب بطانة الرحم، وأكياس المبيض، وأورام الرحم الليفية ألمًا في منطقة أسفل المعدة.
- مشاكل الجهاز التناسلي الذكري: يمكن أن يسبب التهاب البروستاتا ألمًا في منطقة أسفل المعدة.
- متلازمة القولون العصبي (IBS): يمكن أن تسبب متلازمة القولون العصبي ألمًا وتشنجات في منطقة أسفل المعدة.
- الإمساك: يمكن أن يسبب الإمساك ألمًا وانتفاخًا في منطقة أسفل المعدة.
- الفتق: قد يظهر الفتق في منطقة أسفل المعدة ويسبب الألم والانزعاج.
الشريان الحرقفي الغائر (Internal Iliac Artery): التسمية القديمة
كان “الشريان الحرقفي الغائر” (Hypogastric Artery) هو الاسم القديم للشريان الحرقفي الداخلي (Internal Iliac Artery). يعتبر الشريان الحرقفي الداخلي شريانًا رئيسيًا في الحوض، وهو فرع من الشريان الحرقفي الأصلي (Common Iliac Artery). يلعب هذا الشريان دورًا حيويًا في تزويد أعضاء الحوض والأطراف السفلية بالدم.
مسار الشريان الحرقفي الداخلي:
ينشأ الشريان الحرقفي الداخلي من الشريان الحرقفي الأصلي عند مستوى الفقرة القطنية الخامسة. ثم ينزل إلى الحوض وينقسم إلى فروع أمامية وخلفية.
فروع الشريان الحرقفي الداخلي:
يعطي الشريان الحرقفي الداخلي العديد من الفروع التي تغذي أعضاء الحوض والأطراف السفلية، بما في ذلك:
- الفروع الجدارية: تغذي جدار الحوض والعضلات المحيطة.
- الفروع الحشوية: تغذي أعضاء الحوض الداخلية، مثل المثانة البولية والمستقيم والرحم والمهبل (في الإناث) والبروستاتا (في الذكور).
- الشريان السدادي: يغذي عضلات الفخذ الداخلية.
- الشريان الألوي السفلي: يغذي عضلات الأرداف الخلفية.
- الشريان السري: في الجنين، يحمل الدم غير المؤكسج إلى المشيمة. بعد الولادة، يتحول إلى الرباط السري الإنسي.
الأهمية السريرية للشريان الحرقفي الداخلي:
يعتبر الشريان الحرقفي الداخلي مهمًا للغاية في العمليات الجراحية التي تتضمن أعضاء الحوض. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري ربط الشريان الحرقفي الداخلي للسيطرة على النزيف أثناء الجراحة أو بعد الولادة. ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بحذر لتجنب الإضرار بتدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.
أهمية فهم التشريح الوعائي:
إن فهم التشريح الوعائي الدقيق للشريان الحرقفي الداخلي وفروعه أمر بالغ الأهمية للجراحين وأخصائيي الأشعة وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية. يساعد هذا الفهم على تجنب المضاعفات أثناء الإجراءات الجراحية والتشخيصية.
الخلاصة
يشير مصطلح “منطقة أسفل المعدة” إلى المنطقة التشريحية الواقعة في الجزء السفلي من البطن والتي تحتوي على العديد من الأعضاء الحيوية. كما يشير أيضًا إلى الاسم القديم للشريان الحرقفي الداخلي، وهو شريان رئيسي يغذي أعضاء الحوض والأطراف السفلية. فهم هذين المفهومين أمر ضروري للمهنيين الطبيين لتشخيص وعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الطبية.