التأسيس والأيديولوجيا
تأسست منظمة الماركسيين – اللينينيين اليونانيين في أعقاب الانقسام الصيني السوفيتي، حيث انحازت إلى الموقف الصيني الماوي المناهض للتحريفية السوفيتية. كان هدفها الرئيسي هو بناء حزب شيوعي ثوري حقيقي في اليونان، وفقًا للمبادئ الماركسية اللينينية. اعتبرت المنظمة أن الحزب الشيوعي اليوناني (KKE) قد انحرف عن المسار الثوري الأصيل وأصبح تحريفيًا.
تبنت المنظمة خطًا سياسيًا واجتماعيًا متشددًا، وركزت على العمل بين الطبقة العاملة والفلاحين. دعمت الكفاح المسلح كوسيلة لتحقيق الثورة الاشتراكية، ولكنها لم تنخرط في أعمال عنف واسعة النطاق.
النشاط السياسي
شاركت OMLE في العديد من الاحتجاجات والإضرابات العمالية في اليونان. كما لعبت دورًا هامًا في الحركة الطلابية خلال فترة الديكتاتورية العسكرية (1967-1974). بعد سقوط الديكتاتورية، شاركت المنظمة في الانتخابات البرلمانية، ولكنها لم تتمكن من الحصول على مقاعد في البرلمان.
خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، عانت المنظمة من انقسامات داخلية وصراعات فصائلية. أدت هذه الانقسامات إلى إضعاف المنظمة وتراجع نفوذها السياسي.
العلاقات الدولية
حافظت OMLE على علاقات وثيقة مع الأحزاب والمنظمات الماوية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الصين وألبانيا. تبادلت المنظمة الوفود مع هذه الأحزاب والمنظمات، وشاركت في المؤتمرات والاجتماعات الدولية.
دعمت OMLE حركات التحرر الوطني في العالم الثالث، واعتبرت أن هذه الحركات جزء لا يتجزأ من النضال ضد الإمبريالية.
الانحلال
في عام 1993، قررت OMLE حل نفسها. كان السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو تراجع الحركة الشيوعية العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي. اعتبرت المنظمة أن الظروف الموضوعية لم تعد مواتية لتحقيق الثورة الاشتراكية في اليونان.
بعد حل OMLE، انضم بعض أعضائها إلى أحزاب ومنظمات يسارية أخرى، بينما اعتزل البعض الآخر العمل السياسي.
تأثير المنظمة
على الرغم من قصر عمرها نسبيًا، كان لمنظمة الماركسيين – اللينينيين اليونانيين تأثير كبير على الحركة اليسارية في اليونان. ساهمت المنظمة في نشر الأفكار الماركسية اللينينية، ولعبت دورًا هامًا في النضال ضد الديكتاتورية العسكرية.
كما ساهمت المنظمة في تطوير الفكر الماوي في اليونان. على الرغم من أن الماوية لم تحظ بشعبية كبيرة في اليونان، إلا أنها أثرت على بعض الأحزاب والمنظمات اليسارية.
إرث المنظمة
لا يزال إرث منظمة الماركسيين – اللينينيين اليونانيين مثار جدل. يرى البعض أن المنظمة كانت قوة تقدمية ساهمت في النضال من أجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية. بينما يرى البعض الآخر أنها كانت منظمة متطرفة تتبنى أفكارًا غير واقعية.
بغض النظر عن التقييم، لا يمكن إنكار أن OMLE لعبت دورًا هامًا في تاريخ الحركة اليسارية في اليونان.
المبادئ الأساسية للمنظمة
- الماركسية اللينينية: الإيمان بالمبادئ الأساسية للماركسية اللينينية كإطار نظري للتحليل الاجتماعي والسياسي.
- مناهضة التحريفية: معارضة أي تفسيرات أو تعديلات تعتبر تحريفًا للماركسية اللينينية الأصلية.
- الكفاح الطبقي: التركيز على الصراع بين الطبقات الاجتماعية كقوة دافعة للتاريخ.
- الثورة الاشتراكية: الاعتقاد بأن الثورة الاشتراكية هي الحل الوحيد للقضاء على الاستغلال والظلم.
- الأممية البروليتارية: التضامن مع العمال والشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم.
أهم الشخصيات في المنظمة
على الرغم من أن OMLE كانت منظمة جماعية، إلا أن بعض الشخصيات لعبت دورًا بارزًا في قيادتها وتوجيهها. من بين هؤلاء:
- ألكوس بابارايغا: أحد مؤسسي المنظمة وأمينها العام لفترة طويلة.
- خريستوس بيتشاس: عضو بارز في اللجنة المركزية للمنظمة ومسؤول عن العلاقات الخارجية.
- نيكوس زاكريادس: ناشط طلابي وعضو في المنظمة خلال فترة الديكتاتورية العسكرية.
التحديات التي واجهت المنظمة
واجهت OMLE العديد من التحديات خلال مسيرتها، بما في ذلك:
- القمع الحكومي: تعرض أعضاء المنظمة للاعتقال والتعذيب والملاحقة من قبل السلطات، خاصة خلال فترة الديكتاتورية العسكرية.
- الانقسامات الداخلية: عانت المنظمة من انقسامات داخلية وصراعات فصائلية أدت إلى إضعافها.
- تراجع الحركة الشيوعية العالمية: أدى انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي إلى تراجع الحركة الشيوعية العالمية وإضعاف المنظمات الماوية.
- عدم القدرة على الحصول على دعم شعبي واسع: لم تتمكن المنظمة من الحصول على دعم شعبي واسع بسبب تشددها الأيديولوجي وصعوبة الظروف السياسية.
خاتمة
تعتبر منظمة الماركسيين – اللينينيين اليونانيين جزءًا من تاريخ الحركة اليسارية في اليونان. على الرغم من قصر عمرها وانحلالها، إلا أنها تركت بصمة واضحة في المشهد السياسي اليوناني. ساهمت المنظمة في نشر الأفكار الماركسية اللينينية، ولعبت دورًا هامًا في النضال ضد الديكتاتورية العسكرية. ومع ذلك، واجهت المنظمة العديد من التحديات، بما في ذلك القمع الحكومي والانقسامات الداخلية وتراجع الحركة الشيوعية العالمية. في نهاية المطاف، أدت هذه التحديات إلى حل المنظمة في عام 1993.