<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد هاري روسيل في مزرعة بالقرب من ويبرن، ساسكاتشوان. عكست تربيته في المزرعة شغفه العميق بالحيوانات والذي سيقوده لاحقًا إلى مسيرته المهنية المتميزة. بعد الانتهاء من تعليمه المبكر، التحق بكلية أونتاريو البيطرية المرموقة في جامعة تورنتو، وتخرج منها كطبيب بيطري في عام 1944. ثم تابع دراساته العليا في علم الأمراض في جامعة مينيسوتا، حيث حصل على درجة الماجستير في العلوم عام 1949.
مسيرته المهنية
بدأ الدكتور روسيل مسيرته المهنية في الخدمة العامة، حيث انضم إلى قسم صحة الحيوان التابع لوزارة الزراعة الكندية في عام 1944. عمل في البداية كعالم أمراض، وترقى بسرعة في الرتب ليصبح مديرًا لقسم صحة الحيوان في عام 1953. خلال فترة عمله في الوزارة، لعب دورًا محوريًا في مكافحة العديد من الأمراض الحيوانية الخطيرة، بما في ذلك حمى الخنازير الأفريقية وداء البروسيلات. كما كان له دور فعال في إنشاء برامج لمراقبة جودة اللحوم ومنتجات الألبان.
في عام 1964، انتقل الدكتور روسيل إلى الأوساط الأكاديمية، حيث انضم إلى هيئة التدريس في جامعة أوتاوا كأستاذ لعلم الأمراض. سرعان ما أصبح شخصية بارزة في الجامعة، حيث شغل منصب رئيس قسم علم الأمراض من عام 1968 إلى عام 1979. خلال فترة عمله في جامعة أوتاوا، ركز على البحث في أمراض الحيوانات المختبرية وأهمية الرعاية المناسبة للحيوانات المستخدمة في البحث العلمي. كان له دور فعال في إنشاء مركز الحيوانات المختبرية في الجامعة، والذي أصبح نموذجًا للمؤسسات الأخرى في جميع أنحاء كندا.
مساهماته في رفاهية الحيوان
كان الدكتور روسيل مناصرًا قويًا لرفاهية الحيوان طوال حياته المهنية. كان يعتقد اعتقادًا راسخًا أن الحيوانات تستحق معاملة إنسانية وأن استخدامها في البحث العلمي يجب أن يخضع لضوابط صارمة لضمان تقليل المعاناة. لقد كان شخصية رئيسية في تطوير المبادئ التوجيهية الكندية لاستخدام الحيوانات في التدريس والبحث، والتي أصبحت معيارًا للرعاية الأخلاقية للحيوانات في جميع أنحاء البلاد. كما كان له دور فعال في إنشاء المجلس الكندي لحماية الحيوان، وهي منظمة غير ربحية مسؤولة عن تقييم واعتماد برامج رعاية الحيوان في المؤسسات البحثية في جميع أنحاء كندا.
بالإضافة إلى عمله في كندا، كان الدكتور روسيل نشطًا أيضًا على المستوى الدولي في تعزيز رفاهية الحيوان. عمل كمستشار لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) بشأن قضايا تتعلق بصحة الحيوان ورفاهيته. كما كان عضوًا في العديد من اللجان الدولية المعنية برفاهية الحيوان، بما في ذلك اللجنة العلمية التابعة للمجلس الأوروبي لحماية الحيوانات.
أهم إنجازاته في مجال رفاهية الحيوان:
- المساهمة في تطوير المبادئ التوجيهية الكندية لاستخدام الحيوانات في التدريس والبحث.
- المشاركة الفعالة في تأسيس المجلس الكندي لحماية الحيوان.
- العمل كمستشار لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بشأن قضايا صحة الحيوان ورفاهيته.
- عضويته في العديد من اللجان الدولية المعنية برفاهية الحيوان.
جوائز وتكريمات
تقديراً لمساهماته البارزة في الطب البيطري ورفاهية الحيوان، حصل الدكتور روسيل على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية. وتشمل هذه:
- جائزة الخدمة المتميزة من الرابطة الكندية للأطباء البيطريين (1978).
- وسام الاستحقاق من جامعة أوتاوا (1986).
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من المجلس الكندي لحماية الحيوان (1993).
- وسام كندا (1996).
إرثه
ترك الدكتور هاري روسيل إرثًا دائمًا في مجالات الطب البيطري ورفاهية الحيوان. كان رائدًا في تطوير الرعاية الصحية الحيوانية والبحوث الحيوانية في كندا، وكان له تأثير كبير على السياسات المتعلقة برفاهية الحيوان على الصعيدين الوطني والدولي. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من الأطباء البيطريين والعلماء والمدافعين عن حقوق الحيوان.
تأثيره على الطب البيطري في كندا:
- ساهم في تطوير الرعاية الصحية الحيوانية والبحوث الحيوانية.
- أثر بشكل كبير على السياسات المتعلقة برفاهية الحيوان.
- ألهم أجيال من الأطباء البيطريين والعلماء.
حياته الشخصية
تزوج الدكتور روسيل من زوجته العزيزة، دوروثي، في عام 1944، وأنجبا ثلاثة أطفال: ديفيد، وكين، وسوزان. كان معروفًا بأنه زوج وأب محب ومتفان، وكان يستمتع بقضاء الوقت مع عائلته في الهواء الطلق، وخاصةً في الصيد وصيد الأسماك. كان أيضًا قارئًا نهمًا ومحبًا للموسيقى الكلاسيكية.
وفاته
توفي الدكتور هاري روسيل في 3 فبراير 2006، عن عمر يناهز 84 عامًا. وترك وراءه زوجته وأولاده الثلاثة وعدد كبير من الأصدقاء والزملاء الذين أحبوه واحترموه.
خاتمة
كان هاري روسيل شخصية بارزة في مجال الطب البيطري ورفاهية الحيوان. من خلال عمله الدؤوب وتفانيه، ساهم بشكل كبير في تطوير الرعاية الصحية الحيوانية والبحوث الحيوانية في كندا وعلى مستوى العالم. سيظل إرثه الحي مصدر إلهام للأجيال القادمة.