<![CDATA[
مقدمة
جيمس بيرني بيك (بالإنجليزية: James Burnie Beck) (13 فبراير 1822 – 3 مايو 1890) كان محاميًا وسياسيًا أمريكيًا من أصل اسكتلندي. شغل منصب عضو في مجلس النواب الأمريكي وعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كنتاكي. يُذكر بيك بدفاعه القوي عن مبادئ الحزب الديمقراطي ومعارضته للتعريفات الجمركية المرتفعة.
نشأته وتعليمه
ولد جيمس ب. بيك في دندي، اسكتلندا، في 13 فبراير 1822. هاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة في عام 1838 واستقر في مقاطعة كارول، كنتاكي. تلقى تعليمه الأولي في المدارس المحلية ثم التحق بكلية بيكون في هارستبورغ، كنتاكي، حيث درس القانون. بعد الانتهاء من دراسته القانونية، تم قبوله في نقابة المحامين عام 1846 وبدأ ممارسة القانون في ليكسينغتون، كنتاكي.
مسيرته المهنية المبكرة
بدأ بيك مسيرته المهنية في القانون بجد ونشاط، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة كمحامٍ بارع ومحاور قوي. انخرط في السياسة في وقت مبكر من حياته، وانضم إلى الحزب الديمقراطي وأصبح ناشطًا في القضايا الحزبية. في عام 1854، تم انتخابه كعضو في مجلس النواب في ولاية كنتاكي، حيث خدم لمدة عامين. خلال فترة وجوده في المجلس، كان مدافعًا قويًا عن حقوق الولايات ومعارضًا للتوسع التدريجي للحكومة الفيدرالية.
مسيرته في الكونغرس
في عام 1867، تم انتخاب جيمس ب. بيك كعضو في مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة الانتخابية الثامنة في كنتاكي. شغل هذا المنصب من 4 مارس 1867 إلى 3 مارس 1875. خلال فترة وجوده في مجلس النواب، كان عضوًا نشطًا في العديد من اللجان، بما في ذلك لجنة الطرق والوسائل. دافع بقوة عن السياسات المالية المحافظة وعارض الإنفاق الحكومي المفرط. كان معروفًا أيضًا بمعارضته الشديدة للتعريفات الجمركية المرتفعة، والتي كان يعتقد أنها تضر بالمصالح الزراعية في ولاية كنتاكي.
في عام 1876، تم انتخاب بيك كعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي، ليحل محل جون دبليو ستيفنسون. شغل هذا المنصب من 4 مارس 1877 حتى وفاته في 3 مايو 1890. في مجلس الشيوخ، واصل بيك الدفاع عن مبادئ الحزب الديمقراطي، بما في ذلك الحكومة المحدودة والمال السليم. كان أيضًا مدافعًا قويًا عن حقوق الولايات ومعارضًا للتدخل الفيدرالي في الشؤون المحلية. شغل منصب رئيس لجنة العلاقات مع كندا خلال الدورة الخمسين للكونغرس.
مواقفه السياسية
كان جيمس ب. بيك ديمقراطيًا ملتزمًا طوال حياته المهنية. آمن إيمانًا راسخًا بالدستور الأمريكي ودور الولايات في النظام الفيدرالي. كان مدافعًا قويًا عن حقوق الولايات ومعارضًا للتوسع التدريجي للحكومة الفيدرالية. عارض التعريفات الجمركية المرتفعة، والتي كان يعتقد أنها تضر بالمصالح الزراعية لولايته. كان أيضًا مدافعًا عن السياسات المالية المحافظة وعارض الإنفاق الحكومي المفرط.
عارض بيك بشدة إعادة الإعمار المتطرفة للجنوب بعد الحرب الأهلية. اعتقد أن الولايات الجنوبية يجب أن تُعاد إلى الاتحاد بشروط متساوية مع الولايات الأخرى. كما عارض التشريعات التي تهدف إلى حماية حقوق الأمريكيين الأفارقة، بحجة أنها تنتهك حقوق الولايات.
قضية السكك الحديدية العابرة للقارات
في عام 1887، لعب السيناتور بيك دورًا بارزًا في التحقيق في عقود السكك الحديدية العابرة للقارات التي أبرمتها الحكومة الفيدرالية. قدم قرارًا يدعو إلى تحقيق شامل في هذه العقود، مدعيًا أنها مُنحت بشكل غير قانوني وأن الشركات المعنية حققت أرباحًا غير مشروعة. كشفت التحقيقات اللاحقة عن أدلة على الفساد والمحسوبية، مما أدى إلى إصلاحات كبيرة في الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع عقود السكك الحديدية.
إسهاماته التشريعية
خلال فترة وجوده في الكونغرس، شارك جيمس ب. بيك في العديد من التشريعات الهامة. لعب دورًا رئيسيًا في صياغة قانون بلاند-أليسون لعام 1878، الذي ألزم الحكومة الفيدرالية بشراء كمية معينة من الفضة كل شهر. كان هذا القانون يهدف إلى دعم أسعار الفضة وتخفيف الضغط المالي على المزارعين. كما دعم قانون إنقاذ العملة لعام 1879، الذي سمح باستئناف تحويل الأوراق النقدية الحكومية إلى ذهب.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج جيمس ب. بيك من جين ليفي في عام 1846 وأنجبا معًا سبعة أطفال. كان يتمتع بسمعة طيبة كشخص نزيه وصادق ومخلص لأصدقائه وعائلته. كان أيضًا خطيبًا موهوبًا ومتحدثًا مقنعًا. توفي جيمس ب. بيك في واشنطن العاصمة في 3 مايو 1890، عن عمر يناهز 68 عامًا. تم دفنه في مقبرة ليكسينغتون في ليكسينغتون، كنتاكي.
إرثه
يُذكر جيمس ب. بيك بأنه سياسي بارز ومحامٍ بارع دافع بقوة عن مبادئ الحزب الديمقراطي. كان مدافعًا قويًا عن حقوق الولايات ومعارضًا للتعريفات الجمركية المرتفعة. يُعتبر بيك شخصية مهمة في تاريخ ولاية كنتاكي والولايات المتحدة. تم تسمية مقاطعة بيك في ولاية مونتانا تكريما له.
خاتمة
كان جيمس ب. بيك شخصية سياسية مؤثرة في أواخر القرن التاسع عشر. من خلال خدمته في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكي، ترك بصمة واضحة على السياسة الأمريكية. سيظل إرثه كمدافع عن حقوق الولايات والسياسات المالية المحافظة محفورًا في ذاكرة التاريخ السياسي الأمريكي. لقد كان تجسيدًا لقيم عصره، مدافعًا عن المصالح الزراعية ومعارضًا للتدخل الحكومي المفرط.