مقدمة
البلشون الصيني أو بلشون سونهوي (الاسم العلمي: Egretta eulophotes) هو نوع مهدد بالانقراض من البلشون، يتواجد في شرق آسيا. اكتُشف هذا النوع لأول مرة ووصفه عالم الحيوان الإنجليزي روبرت سوينهو في عام 1860. يعتبر البلشون الصيني من الطيور الجميلة والرشيقة، ويتميز بريشه الأبيض الناصع ومنقاره وأرجله الصفراء الزاهية. يلعب هذا الطائر دورًا هامًا في النظام البيئي للأراضي الرطبة الساحلية، حيث يتغذى على الأسماك الصغيرة والحشرات والقشريات.
الوصف والمظهر
البلشون الصيني طائر متوسط الحجم، حيث يبلغ طوله حوالي 68 سم. يتميز بالخصائص التالية:
- الريش: يتميز بلونه الأبيض الناصع في جميع أنحاء الجسم خلال موسم التكاثر. في غير موسم التكاثر، يميل لون الريش إلى اللون الأبيض المائل للرمادي قليلاً.
- المنقار: طويل وحاد، ولونه أصفر زاهي يتحول إلى اللون الأسود في طرفه خلال موسم التكاثر.
- الأرجل والقدم: طويلة ونحيلة، ولونها أصفر زاهي.
- العيون: لونها أصفر.
- الزغب: خلال موسم التكاثر، ينمو زغب طويل على مؤخرة الرأس وعلى الصدر والظهر، مما يمنح الطائر مظهرًا مميزًا.
البلشون الصيني يشبه إلى حد كبير البلشون الأبيض الصغير (Egretta garzetta)، ولكن يمكن تمييزه عن طريق لون المنقار والأرجل. البلشون الأبيض الصغير له منقار أسود وأرجل سوداء مع أصابع صفراء.
التوزيع والموطن
ينتشر البلشون الصيني في مناطق محدودة من شرق آسيا، وتشمل:
- مناطق التكاثر: روسيا (منطقة الشرق الأقصى)، كوريا الشمالية والجنوبية، الصين (السواحل الشرقية والجنوبية)، تايوان.
- مناطق الهجرة الشتوية: الفلبين، ماليزيا، إندونيسيا، سنغافورة، بورنيو، فيتنام، تايلاند، بنغلاديش.
يفضل البلشون الصيني العيش في الأراضي الرطبة الساحلية، مثل:
- مصبات الأنهار.
- أشجار المانغروف.
- المسطحات الطينية.
- حقول الأرز.
- البحيرات الضحلة.
غالبًا ما يتواجد البلشون الصيني بالقرب من المستوطنات البشرية، ولكنه يفضل المناطق الهادئة وغير المزدحمة.
السلوك والتغذية
البلشون الصيني طائر نهاري، أي أنه ينشط خلال النهار ويتغذى بشكل أساسي على الأسماك الصغيرة والحشرات والقشريات. يصطاد البلشون الصيني فرائسه عن طريق:
- الوقوف بثبات: ينتظر البلشون الصيني بصبر بجانب الماء حتى تقترب فريسته، ثم ينقض عليها بسرعة بمنقاره الطويل والحاد.
- المشي ببطء: يمشي البلشون الصيني ببطء في الماء، ويراقب القاع بحثًا عن الفرائس.
- الركض: في بعض الأحيان، يركض البلشون الصيني في الماء لمطاردة الفرائس.
عادة ما يتغذى البلشون الصيني بمفرده أو في مجموعات صغيرة. خلال موسم التكاثر، يتجمع البلشون الصيني في مستعمرات كبيرة للتكاثر.
التكاثر
يبدأ موسم التكاثر للبلشون الصيني في شهر مايو ويستمر حتى شهر أغسطس. خلال هذه الفترة، يتجمع البلشون الصيني في مستعمرات كبيرة، غالبًا ما تكون مختلطة مع أنواع أخرى من البلشون والطيور المائية الأخرى. تبني البلشون الصيني أعشاشها على الأشجار أو الشجيرات القريبة من الماء. يتكون العش من أغصان صغيرة وقصب وأوراق. تضع الأنثى عادة 3-5 بيضات، وتحضنها لمدة 24-26 يومًا. يقوم كلا الوالدين بإطعام الصغار، الذين يغادرون العش بعد حوالي 30-40 يومًا.
التهديدات والحماية
يواجه البلشون الصيني العديد من التهديدات، مما أدى إلى تصنيفه كنوع مهدد بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN). تشمل هذه التهديدات:
- فقدان الموائل: يعتبر فقدان الأراضي الرطبة الساحلية بسبب التنمية الحضرية والصناعية والزراعية من أكبر التهديدات التي تواجه البلشون الصيني.
- التلوث: يؤدي التلوث الناتج عن المصانع والزراعة إلى تدهور جودة المياه في الأراضي الرطبة، مما يؤثر سلبًا على البلشون الصيني وفرائسه.
- الصيد: على الرغم من أن الصيد غير قانوني في معظم المناطق، إلا أنه لا يزال يمثل تهديدًا للبلشون الصيني في بعض البلدان.
- تغير المناخ: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة تواتر العواصف إلى تدمير الأراضي الرطبة الساحلية، مما يهدد موطن البلشون الصيني.
تتخذ العديد من الدول والمنظمات خطوات لحماية البلشون الصيني، وتشمل هذه الخطوات:
- حماية الموائل: إنشاء محميات طبيعية في المناطق التي يتواجد فيها البلشون الصيني.
- مكافحة التلوث: الحد من التلوث في الأراضي الرطبة الساحلية.
- مكافحة الصيد: تطبيق القوانين التي تحظر صيد البلشون الصيني.
- التوعية: زيادة الوعي بأهمية حماية البلشون الصيني وموائله.
تعتبر حماية البلشون الصيني وموائله أمرًا ضروريًا للحفاظ على التنوع البيولوجي في شرق آسيا.
أهمية البلشون الصيني
يلعب البلشون الصيني دورًا هامًا في النظام البيئي للأراضي الرطبة الساحلية، حيث:
- يتحكم في أعداد الأسماك والحشرات والقشريات: من خلال تغذيه على هذه الكائنات، يساعد البلشون الصيني في الحفاظ على توازن النظام البيئي.
- يعتبر مؤشرًا على صحة النظام البيئي: يمكن أن يشير انخفاض أعداد البلشون الصيني إلى وجود مشاكل في النظام البيئي، مثل التلوث أو فقدان الموائل.
- يمثل جزءًا من التراث الطبيعي: يعتبر البلشون الصيني من الطيور الجميلة والمميزة، ويمثل جزءًا هامًا من التراث الطبيعي لشرق آسيا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يجذب البلشون الصيني السياح إلى المناطق التي يتواجد فيها، مما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي.
خاتمة
البلشون الصيني طائر مهدد بالانقراض يواجه العديد من التحديات. تتطلب حماية هذا النوع جهودًا متضافرة من الحكومات والمنظمات والأفراد. من خلال حماية موائله ومكافحة التلوث وزيادة الوعي بأهميته، يمكننا ضمان بقاء هذا الطائر الجميل للأجيال القادمة.