التأسيس والأهداف
تأسست مقاومة أولستر في تجمع حاشد عُقد في مركز أولستر هول في بلفاست، وحضره الآلاف من الوحدويين. كان من بين المتحدثين البارزين إيان بيزلي، زعيم الحزب الوحدوي الديمقراطي، وبيتر روبنسون، نائب زعيم الحزب. تعهد بيزلي بـ “تعبئة جيش من المتطوعين لإنهاء الاتفاق الأنجلو-إيرلندي”.
كانت الأهداف المعلنة لمقاومة أولستر هي:
- معارضة الاتفاق الأنجلو-إيرلندي وإلغاؤه.
- الحفاظ على مكانة أيرلندا الشمالية كجزء من المملكة المتحدة.
- حماية مصالح المجتمع الوحدوي.
جادلت المجموعة بأن الاتفاق الأنجلو-إيرلندي قوض سيادة المملكة المتحدة ومنح جمهورية أيرلندا نفوذاً غير مقبول في شؤون أيرلندا الشمالية. اعتبروا ذلك تهديدًا للهوية الوحدوية ومستقبل أيرلندا الشمالية داخل المملكة المتحدة.
الأنشطة
نفذت مقاومة أولستر عددًا من الأنشطة شبه العسكرية، بما في ذلك:
- تهريب الأسلحة: حصلت المجموعة على كميات كبيرة من الأسلحة من مصادر مختلفة، بما في ذلك جنوب أفريقيا.
- التدريب العسكري: أجرت مقاومة أولستر تدريبات عسكرية لأعضائها، غالبًا في المناطق الريفية.
- التخريب: قامت المجموعة بتنفيذ أعمال تخريب ضد أهداف اقتصادية وسياسية.
- التهديدات والترهيب: هددت مقاومة أولستر شخصيات سياسية وآخرين ممن اعتبرتهم متعاونين مع الاتفاق الأنجلو-إيرلندي.
أحد أبرز أنشطة مقاومة أولستر كان تورطها في تهريب الأسلحة من جنوب أفريقيا في عام 1987. تمكنت المجموعة من استيراد كمية كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك البنادق الهجومية والمتفجرات والقذائف الصاروخية. تم توزيع الأسلحة على الجماعات شبه العسكرية الموالية الأخرى، مما عزز قدراتها.
في عام 1988، نفذت مقاومة أولستر تفجيرًا في مركز أيرلندا في لندن، وهو مركز ثقافي إيرلندي. تسبب التفجير في أضرار جسيمة ولكن لم يسفر عن وقوع إصابات. أدان الحادث على نطاق واسع.
العلاقات مع الجماعات شبه العسكرية الأخرى
كانت لمقاومة أولستر علاقات وثيقة مع الجماعات شبه العسكرية الموالية الأخرى، مثل قوة متطوعي أولستر (UVF) ورابطة الدفاع عن أولستر (UDA). تعاونت المجموعات في عدد من العمليات، وتبادلت المعلومات والموارد.
ومع ذلك، كانت هناك أيضًا توترات بين مقاومة أولستر والجماعات شبه العسكرية الأخرى. كانت مقاومة أولستر تعتبر أكثر تشددًا من بعض الجماعات الأخرى، وكانت هناك خلافات حول الاستراتيجية والتكتيكات.
التراجع
بدأت مقاومة أولستر في التراجع في التسعينيات. أدى بدء عملية السلام في أيرلندا الشمالية إلى انخفاض الدعم للمجموعة، واضطرت إلى تقليص عملياتها. بالإضافة إلى ذلك، أدت الاعتقالات وعمليات الضبط التي قامت بها الشرطة إلى إضعاف قدرة مقاومة أولستر على العمل.
في عام 2007، أعلنت مقاومة أولستر أنها ستضع أسلحتها خارج الخدمة. ومع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن المجموعة ما زالت موجودة بشكل ما، على الرغم من أنها لم تعد نشطة عسكريًا.
الجدل والإرث
تظل مقاومة أولستر شخصية مثيرة للجدل في تاريخ أيرلندا الشمالية. يرى البعض أنهم دافعوا عن مكانة أيرلندا الشمالية داخل المملكة المتحدة في مواجهة القومية الأيرلندية والجمهورية، بينما يدينهم آخرون بسبب استخدامهم العنف وترهيبهم.
إن تورط مقاومة أولستر في تهريب الأسلحة والأنشطة الإجرامية الأخرى لطخ سمعتها. كما أن علاقاتها بالجماعات شبه العسكرية الأخرى أثارت انتقادات.
على الرغم من تراجعها، لا يزال إرث مقاومة أولستر محسوسًا في أيرلندا الشمالية اليوم. تظل المجموعة رمزًا للمقاومة الوحدوية وتذكيرًا بالصراع العنيف الذي ابتليت به المنطقة لعقود.
دور الحزب الوحدوي الديمقراطي (DUP)
لعب الحزب الوحدوي الديمقراطي (DUP) دورًا محوريًا في تأسيس ودعم مقاومة أولستر. كان إيان بيزلي، زعيم الحزب، شخصية بارزة في الحركة، واستخدم نفوذه السياسي لتجنيد أعضاء وجمع الأموال. كما قدم الحزب الدعم اللوجستي لمقاومة أولستر، مثل توفير أماكن للاجتماعات والتدريب.
ومع ذلك، سعى الحزب الوحدوي الديمقراطي لاحقًا إلى النأي بنفسه عن مقاومة أولستر، خاصة بعد تورط المجموعة في أنشطة إجرامية. جادل الحزب بأنه دعم مقاومة أولستر في البداية فقط كطريقة للاحتجاج على الاتفاق الأنجلو-إيرلندي، وأنه لم يؤيد أبدًا استخدام العنف.
تأثيرها على عملية السلام
كان لمقاومة أولستر تأثير كبير على عملية السلام في أيرلندا الشمالية. أعاقت أنشطة المجموعة التقدم نحو السلام، وأدت إلى تفاقم التوترات بين المجتمعات الوحدوية والقومية. كما جعلت من الصعب على السياسيين المعتدلين التوصل إلى اتفاق.
ومع ذلك، فإن إعلان مقاومة أولستر عن وضع أسلحتها خارج الخدمة في عام 2007 كان تطورًا إيجابيًا ساعد على تمهيد الطريق لسلام دائم. أظهر الإعلان أن المجموعة كانت مستعدة للتخلي عن العنف والالتزام بالعملية السياسية.
تحليل سياسي
يعتبر تأسيس مقاومة أولستر انعكاسًا للإحباط العميق والغضب بين الوحدويين بشأن الاتفاق الأنجلو-إيرلندي. شعر الوحدويون أن الاتفاق قوض هويتهم ومكانتهم في أيرلندا الشمالية. كما شعروا بأن الحكومة البريطانية تخلت عنهم.
كانت مقاومة أولستر محاولة من قبل الوحدويين لاستعادة السيطرة على مصيرهم. كانت وسيلة لإظهار أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما يتم تهميشهم.
ومع ذلك، كانت مقاومة أولستر أيضًا علامة على الانقسامات داخل المجتمع الوحدوي. لم يدعم جميع الوحدويين استخدام العنف، وكان هناك قلق متزايد بشأن تورط الجماعات شبه العسكرية في الأنشطة الإجرامية.
خاتمة
كانت مقاومة أولستر منظمة شبه عسكرية وحدوية تأسست في عام 1986 احتجاجًا على الاتفاق الأنجلو-إيرلندي. شاركت في تهريب الأسلحة وأعمال تخريب وترهيب، ولعبت دورًا مثيرًا للجدل في تاريخ أيرلندا الشمالية. في حين يراها البعض كمدافع عن الوحدة، يدينها آخرون بسبب العنف وأساليب الترهيب. تضاءلت أهمية مقاومة أولستر مع تقدم عملية السلام، وأعلنت عن وضع أسلحتها خارج الخدمة في عام 2007، لكن إرثها لا يزال يلقي بظلاله على المشهد السياسي في أيرلندا الشمالية.