حياته المبكرة وتعليمه
ولد هيو فرانسيس دورانت-وايت في المملكة المتحدة في عام 1961. تلقى تعليمه المبكر في بريطانيا قبل أن ينتقل إلى أستراليا. حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة سيدني في عام 1983. ثم حصل على درجة الدكتوراه في الروبوتات من جامعة أوكسفورد في عام 1988. ركزت أبحاثه للدكتوراه على تطوير خوارزميات جديدة لتحديد المواقع المتزامنة ورسم الخرائط (SLAM)، وهي تقنية أساسية للروبوتات المتنقلة المستقلة.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على الدكتوراه، عاد دورانت-وايت إلى أستراليا وانضم إلى جامعة سيدني كأستاذ. سرعان ما صعد في الرتب الأكاديمية، وأصبح أستاذاً كاملاً في عام 1998. خلال فترة عمله في جامعة سيدني، أسس مركز الأبحاث المتقدمة للأنظمة المستقلة (CARIS)، والذي أصبح واحداً من مراكز الأبحاث الرائدة في العالم في مجال الروبوتات المستقلة. قاد دورانت-وايت CARIS لأكثر من عقد من الزمان، وخلال هذه الفترة، أشرف على العديد من المشاريع البحثية الرائدة وطور العديد من التقنيات الجديدة التي تم ترخيصها لاحقاً لشركات تجارية.
في عام 2010، انتقل دورانت-وايت إلى جامعة أكسفورد كأستاذ للروبوتات. شغل منصب رئيس قسم الهندسة بجامعة أكسفورد من 2014 إلى 2019. وفي عام 2017، تم تعيينه كبير المستشارين العلميين لوزارة الدفاع البريطانية، وهو منصب شغله حتى عام 2021. في هذا الدور، قدم المشورة للحكومة بشأن مجموعة واسعة من القضايا العلمية والتكنولوجية المتعلقة بالدفاع والأمن.
مساهماته البحثية
تشمل مساهمات دورانت-وايت البحثية مجالات واسعة في الروبوتات والإدراك الحسي والاندماج الاستدلالي للبيانات. يُعرف بشكل خاص بعمله في مجال تحديد المواقع المتزامنة ورسم الخرائط (SLAM). قام بتطوير العديد من الخوارزميات الجديدة لـ SLAM، والتي أصبحت تستخدم على نطاق واسع في الروبوتات المتنقلة. كما قام بعمل رائد في مجال الاندماج الاستدلالي للبيانات، والذي يتضمن الجمع بين المعلومات من مصادر متعددة لإنشاء تمثيل أكثر دقة وشمولية للعالم.
تشمل بعض المساهمات الرئيسية الأخرى لدورانت-وايت ما يلي:
- تطوير أنظمة روبوتية مستقلة للتعدين والزراعة.
- تطوير أنظمة استشعار متقدمة للروبوتات.
- تطوير خوارزميات جديدة للرؤية الحاسوبية ومعالجة الصور.
- تطوير نماذج رياضية للاندماج الاستدلالي للبيانات.
- تطوير أنظمة التحكم في الروبوتات.
كان لعمل دورانت-وايت تأثير كبير على مجال الروبوتات. ساهمت تقنياته في تطوير أنظمة مستقلة أكثر قدرة وموثوقية. تم استخدام عمله في مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك التعدين والزراعة والدفاع والخدمات اللوجستية.
الجوائز والتكريمات
حصل دورانت-وايت على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله. وتشمل هذه:
- انتخابه زميلًا في الأكاديمية الأسترالية للعلوم
- انتخابه زميلاً في الأكاديمية الملكية للهندسة
- جائزة نيوتن المرموقة من الأكاديمية الملكية للهندسة
- وسام أستراليا (AO) لخدماته المتميزة للهندسة والبحث العلمي
- جائزة IEEE للروبوتات والأتمتة (IEEE Robotics and Automation Award)
يعكس هذا التقدير الدولي الأثر العميق الذي أحدثه عمله في مجال الروبوتات والأنظمة الذاتية.
تأثيره على الصناعة
بالإضافة إلى مساهماته الأكاديمية، كان لدورانت-وايت دور فعال في ترجمة الأبحاث إلى تطبيقات عملية في الصناعة. لقد كان مستشارًا للعديد من الشركات، الكبيرة والصغيرة، حول كيفية استخدام الروبوتات والأنظمة المستقلة لتحسين عملياتها. وقد شارك في تأسيس العديد من الشركات الناشئة التي نجحت في تسويق تقنيات الروبوتات الجديدة. وتشمل هذه الشركات:
- Rio Tinto Centre for Mine Automation: وهو مركز متخصص في تطوير تقنيات الأتمتة لصناعة التعدين.
- Autonomous Tractor Corporation: وهي شركة تقوم بتطوير جرارات ذاتية القيادة للزراعة.
- Blue Ocean Monitoring: وهي شركة تقوم بتطوير أنظمة مراقبة ذاتية القيادة للبيئة البحرية.
توضح هذه المشاركات التزامه بتطبيق أبحاثه لحل المشكلات الواقعية وتحسين الكفاءة في مختلف القطاعات.
دوره في وزارة الدفاع البريطانية
كان دور دورانت-وايت كمستشار علمي رئيسي لوزارة الدفاع البريطانية هاماً بشكل خاص. في هذا الدور، قدم مشورة استراتيجية حول كيفية الاستفادة من التطورات التكنولوجية للحفاظ على الأمن القومي. وشمل ذلك تقديم المشورة بشأن تطوير أنظمة مستقلة للاستطلاع والمراقبة، وكذلك بشأن حماية البنية التحتية الحيوية من الهجمات السيبرانية.
خلال فترة ولايته، شدد على أهمية الاستثمار في البحث والتطوير لضمان بقاء المملكة المتحدة في طليعة الابتكار التكنولوجي في مجال الدفاع. لعب دوراً فعالاً في صياغة سياسات لتعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والحكومة لدفع الابتكار في مجال الدفاع.
أبحاثه الحالية
على الرغم من مسيرته المهنية اللامعة، يظل دورانت-وايت نشطًا في البحث. تركز أبحاثه الحالية على تطوير أنظمة روبوتية أكثر ذكاءً وقدرة على التكيف، وقادرة على العمل في بيئات معقدة وغير منظمة. كما أنه مهتم باستكشاف التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والنقل.
يواصل دورانت-وايت إلهام الجيل القادم من المهندسين والعلماء. وهو معلم وموجه ملتزم، وقد أشرف على عدد كبير من طلاب الدكتوراه والباحثين بعد الدكتوراه الذين ذهبوا ليحققوا نجاحًا كبيرًا في حياتهم المهنية الخاصة. يظل ملتزمًا بتعزيز التميز في البحث والابتكار، وبتطوير حلول تكنولوجية تفيد المجتمع.
خاتمة
هيو إف. دورانت-وايت هو شخصية بارزة في مجال الروبوتات والأنظمة المستقلة. ساهم عمله الرائد في تطوير تقنيات جديدة لها تأثير كبير على مجموعة واسعة من الصناعات. من خلال مساهماته الأكاديمية، وقيادته الصناعية، وخدمته الحكومية، ترك بصمة لا تمحى على مجال التكنولوجيا. وسيظل إرثه يلهم ويشكل مستقبل الروبوتات والذكاء الاصطناعي للأجيال القادمة.