مقدمة
فرقة “نزيف الأنف” (The Nosebleeds) هي فرقة بانك روك تشكلت في ويتنشاو، مانشستر، إنجلترا في عام 1976. تعتبر الفرقة شخصية بارزة في تاريخ موسيقى الروك الحديثة، وذلك بفضل أسلوبها المتمرد وعروضها الحية المثيرة للجدل، بالإضافة إلى كونها محطة انطلاق لبعض الأسماء اللامعة في عالم الموسيقى البريطانية.
التأسيس والسنوات الأولى
تأسست فرقة “نزيف الأنف” في خضم الموجة الأولى من موسيقى البانك، وهي حركة ثقافية وموسيقية ظهرت في منتصف السبعينيات كرد فعل على الركود الاقتصادي والاجتماعي في بريطانيا. كان أعضاء الفرقة في بداية مسيرتهم الفنية شبابًا طموحين يسعون للتعبير عن غضبهم وإحباطهم من خلال الموسيقى الصاخبة والكلمات الاستفزازية.
تأثرت الفرقة في بداياتها بفرق بانك روك أخرى مثل “ذا رامونز” (The Ramones) و”ذا سكس بستولز” (The Sex Pistols)، ولكنها سرعان ما طورت أسلوبها الخاص الذي يميزها عن غيرها. تميزت موسيقى “نزيف الأنف” بالإيقاعات السريعة واللحن البسيطة والكلمات التي تتناول مواضيع اجتماعية وسياسية بطريقة مباشرة وصادمة.
في السنوات الأولى من مسيرتها الفنية، قدمت الفرقة العديد من العروض الحية في نوادي وبارات مانشستر، وسرعان ما اكتسبت سمعة طيبة كواحدة من أكثر الفرق إثارة وتميزًا في المشهد الموسيقي المحلي. كانت عروض الفرقة تتميز بالطاقة العالية والتفاعل الكبير مع الجمهور، مما جعلها محط أنظار العديد من محبي موسيقى البانك.
الشهرة والتأثير
على الرغم من أن فرقة “نزيف الأنف” لم تستمر طويلًا، إلا أنها تركت بصمة واضحة في تاريخ موسيقى الروك البريطانية. يعود الفضل في ذلك إلى عدة عوامل، منها الأسلوب الموسيقي المبتكر للفرقة، وعروضها الحية المثيرة، والأهم من ذلك، كونها نقطة انطلاق لمجموعة من الفنانين الموهوبين الذين حققوا نجاحًا كبيرًا في مسيرتهم الفردية.
من بين أبرز أعضاء فرقة “نزيف الأنف” كان المغني موريسي، الذي اشتهر لاحقًا كقائد لفرقة “ذا سميثس” (The Smiths)، وهي واحدة من أهم الفرق في تاريخ موسيقى الروك البريطانية في الثمانينيات. بالإضافة إلى موريسي، كان من بين أعضاء الفرقة عازف الإيتار بيلي دافي، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في مسيرته الفردية كفنان روك.
يعتبر أسلوب فرقة “نزيف الأنف” وتجربتها الفنية مصدر إلهام للعديد من الفرق والفنانين الذين ظهروا لاحقًا. فقد ساهمت الفرقة في تشكيل المشهد الموسيقي في مانشستر، ومهدت الطريق لظهور فرق أخرى مثل “ذا ستون روزس” (The Stone Roses) و”هابي مونديز” (Happy Mondays).
الأغاني والألبومات
على الرغم من قصر مسيرتها الفنية، إلا أن فرقة “نزيف الأنف” أنتجت عددًا من الأغاني التي تعتبر من كلاسيكيات موسيقى البانك البريطانية. من بين أشهر أغاني الفرقة “أيرثلينغ” (Airlines)، وهي أغنية تتميز بالإيقاع السريع والكلمات الساخرة التي تنتقد نمط الحياة الحديث.
أصدرت الفرقة أيضًا عددًا من الأغاني الأخرى التي لاقت نجاحًا كبيرًا في أوساط محبي موسيقى البانك، مثل “بيزنس ماك” (Businessmen) و “فونكيو” (Fascist CND). تتميز هذه الأغاني بالكلمات الاستفزازية التي تتناول مواضيع سياسية واجتماعية، بالإضافة إلى الأسلوب الموسيقي المتمرد الذي يميز الفرقة.
لم تصدر فرقة “نزيف الأنف” أي ألبومات رسمية خلال مسيرتها الفنية القصيرة. ومع ذلك، تم تجميع عدد من أغاني الفرقة في ألبومات تجميعية صدرت بعد تفكك الفرقة، والتي لاقت استحسانًا كبيرًا من قبل محبي موسيقى البانك.
- أشهر أغاني الفرقة:
- “أيرثلينغ” (Airlines)
- “بيزنس ماك” (Businessmen)
- “فونكيو” (Fascist CND)
أعضاء الفرقة
تغير تشكيل فرقة “نزيف الأنف” عدة مرات خلال مسيرتها الفنية القصيرة. ومع ذلك، كان هناك بعض الأعضاء الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في تشكيل هوية الفرقة وأسلوبها الموسيقي. من بين أبرز أعضاء الفرقة:
- موريسي: المغني الرئيسي للفرقة، والذي اشتهر لاحقًا كقائد لفرقة “ذا سميثس”.
- بيلي دافي: عازف الإيتار الرئيسي للفرقة، والذي حقق نجاحًا كبيرًا في مسيرته الفردية كفنان روك.
- توني دون: عازف الطبول في الفرقة.
- ستيفن براون: عازف الجيتار باس في الفرقة.
التفكك والإرث
تفككت فرقة “نزيف الأنف” في عام 1978، بعد فترة قصيرة من الشهرة والنجاح. يعود سبب تفكك الفرقة إلى عدة عوامل، منها الخلافات الداخلية بين أعضاء الفرقة، بالإضافة إلى رغبة بعض الأعضاء في استكشاف فرص فنية جديدة.
على الرغم من قصر مسيرتها الفنية، إلا أن فرقة “نزيف الأنف” تركت إرثًا كبيرًا في تاريخ موسيقى الروك البريطانية. فقد ساهمت الفرقة في تشكيل المشهد الموسيقي في مانشستر، ومهدت الطريق لظهور فرق أخرى مثل “ذا ستون روزس” و”هابي مونديز”.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الفرقة نقطة انطلاق لمجموعة من الفنانين الموهوبين الذين حققوا نجاحًا كبيرًا في مسيرتهم الفردية، وعلى رأسهم موريسي وبيلي دافي. لا تزال موسيقى فرقة “نزيف الأنف” تحظى بشعبية كبيرة بين محبي موسيقى البانك، وتعتبر أغاني الفرقة من كلاسيكيات هذا النوع من الموسيقى.
إعادة التوحيد (Reunion)
في عام 2022، أعلنت الفرقة عن لم شملها وقيامها بجولة حفلات في المملكة المتحدة. شهدت هذه الجولة إقبالاً جماهيرياً كبيراً، مما يعكس مدى تأثير الفرقة وإرثها الممتد في عالم موسيقى البانك.
خاتمة
تعتبر فرقة “نزيف الأنف” (The Nosebleeds) علامة فارقة في تاريخ موسيقى البانك البريطانية. على الرغم من قصر مسيرتها الفنية، إلا أنها تركت بصمة واضحة بفضل أسلوبها المتمرد وعروضها الحية المثيرة. كما أنها كانت بمثابة نقطة انطلاق لنجوم موسيقى الروك مثل موريسي وبيلي دافي. سيظل اسم “نزيف الأنف” محفوراً في ذاكرة محبي موسيقى البانك كمثال للإبداع والتمرد في عالم الموسيقى.