<![CDATA[
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت نانسي جريس رومان في بالتيمور، ماريلاند، في 16 مايو 1925، لوالدتها جورجيا سميث رومان، معلمة موسيقى، ولوالدها إروين رومان، عالم جيوفيزياء. شجع والداها اهتمامها بالعلوم منذ صغرها. عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، شكلت ناديًا لعلم الفلك مع أصدقائها، ومن هذا النادي بدأ اهتمامها الشديد بالفلك.
أبدت رومان اهتمامًا مبكرًا بعلم الفلك. خلال سنوات دراستها الثانوية، حضرت دروسًا متقدمة في الجبر وعلم المثلثات، على الرغم من معارضة المستشار الذي نصحها بعدم القيام بذلك لأنها كانت فتاة. تخرجت من مدرسة ويستاون في عام 1943. حصلت على درجة البكالوريوس في علم الفلك من كلية سوارثمور في عام 1946. ثم حصلت على درجة الدكتوراه في علم الفلك من جامعة شيكاغو في عام 1949، حيث عملت تحت إشراف عالم الفلك سوبراهمانيان شاندراسيخار، الحائز على جائزة نوبل لاحقًا.
مسيرتها المهنية
بعد حصولها على الدكتوراه، بقيت رومان في جامعة شيكاغو كباحثة لمدة ست سنوات. خلال هذه الفترة، أجرت أبحاثًا حول التركيب الكيميائي للنجوم ذات السرعات العالية، والتي كشفت أن هذه النجوم كانت أقدم من الشمس وتختلف في تكوينها.
في عام 1955، انضمت رومان إلى قسم الفيزياء الفلكية البحرية التابع للمختبر البحوثي للولايات المتحدة (NRL). هناك، عملت في علم الفلك الراديوي وشاركت في مشاريع رسم خرائط مصادر الراديو. كان عملها في NRL بمثابة نقطة تحول في حياتها المهنية، حيث بدأت في التركيز على علم الفلك الفضائي.
في عام 1959، تلقت رومان دعوة للانضمام إلى وكالة ناسا، التي كانت قد تأسست حديثًا. أصبحت رئيسة علم الفلك الشمسي في مكتب البرامج الفضائية التابع لناسا، مما جعلها أول رئيسة تنفيذية لعلم الفلك في الوكالة. في هذا الدور، كانت مسؤولة عن تطوير وتنفيذ برنامج علم الفلك الفضائي التابع لناسا.
خلال فترة عملها في ناسا، أشرفت رومان على إطلاق العديد من التلسكوبات الفضائية المهمة، بما في ذلك المرصد الفلكي المداري (OAO) والمركبة الفضائية المستكشفة للأشعة فوق البنفسجية الدولية (IUE). لعبت دورًا حاسمًا في الترويج لتطوير تلسكوب هابل الفضائي، وعملت بلا كلل لإقناع العلماء والمهندسين والسياسيين بأهمية هذا المشروع الطموح. بفضل جهودها، يُعتبر تلسكوب هابل الفضائي أحد أهم الأدوات العلمية في التاريخ.
تقاعدت رومان من وكالة ناسا في عام 1979، لكنها ظلت نشطة في مجال علم الفلك. عملت كمستشارة للعديد من المشاريع العلمية، بما في ذلك مهمة مستكشف خلفية الكون (COBE). كما كانت مدافعة قوية عن تعليم العلوم وتشجيع النساء على ممارسة المهن في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
مساهماتها في علم الفلك
قدمت نانسي رومان مساهمات كبيرة في مجالات متعددة في علم الفلك، بما في ذلك:
- تطوير علم الفلك الفضائي: كانت رائدة في تطوير علم الفلك الفضائي، مما سمح للعلماء بمراقبة الكون بأطوال موجية غير ممكنة من الأرض.
- تخطيط برامج ناسا الفضائية: لعبت دورًا قياديًا في التخطيط لبرامج الفضاء التابعة لناسا، وخاصة تطوير تلسكوب هابل الفضائي.
- الأبحاث الفلكية: أجرت أبحاثًا مهمة حول التركيب الكيميائي للنجوم ذات السرعات العالية، مما ساهم في فهمنا لتطور النجوم والمجرة.
- التعليم والتوعية: كانت مدافعة قوية عن تعليم العلوم وتشجيع النساء على ممارسة المهن في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
تلسكوب نانسي جريس رومان الفضائي
تكريمًا لإسهاماتها الرائدة في علم الفلك، أعلنت ناسا في عام 2020 عن إعادة تسمية تلسكوب المسح الميداني واسع النطاق (WFIRST) ليصبح تلسكوب نانسي جريس رومان الفضائي. يهدف هذا التلسكوب إلى دراسة الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، واكتشاف الكواكب الخارجية، واستكشاف الكون بشكل عام. من المقرر إطلاقه في منتصف عام 2020، وسيكون بمثابة أداة قوية للبحث الفلكي، مما يسمح للعلماء بدراسة الكون بتفاصيل غير مسبوقة.
الجوائز والتكريمات
حصلت نانسي رومان على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياتها المهنية، بما في ذلك:
- جائزة الإنجاز العلمي الاستثنائي من وكالة ناسا
- زمالة الجمعية الفلكية الأمريكية
- جائزة ويليام راندولف لوفليس الثاني من جمعية أسترونوتيك الأمريكية
- تكريمها بتسمية كويكب باسمها (2516 رومان)
حياتها الشخصية
لم تتزوج نانسي رومان ولم يكن لديها أطفال. كرست حياتها لمهنتها في علم الفلك. كانت معروفة بشخصيتها الدافئة والمتواضعة، وكانت مرشدة ومصدر إلهام للعديد من العلماء الشباب، وخاصة النساء.
وفاتها
توفيت نانسي رومان في 25 ديسمبر 2018، عن عمر يناهز 93 عامًا. تركت وراءها إرثًا دائمًا كمساهمة كبيرة في علم الفلك ورائدة في مجال الفضاء.
خاتمة
كانت نانسي رومان عالمة فلك استثنائية ورائدة في مجال الفضاء. لعبت دورًا حاسمًا في تطوير علم الفلك الفضائي والتخطيط لبرامج ناسا الفضائية، وخاصة تطوير تلسكوب هابل الفضائي. بفضل جهودها، تمكن العلماء من استكشاف الكون بتفاصيل غير مسبوقة، مما أدى إلى اكتشافات علمية هامة. ستظل نانسي رومان دائمًا في الذاكرة باعتبارها “أم تلسكوب هابل” ومصدر إلهام للعلماء والأجيال القادمة.