أزياء النساء
في بداية القرن الثامن عشر، استمرت فساتين النساء في اتباع الخطوط العريضة للفترة السابقة، ولكن مع تغييرات تدريجية. كانت الصدرية الضيقة والمدعمة (Corset) ضرورية لتحقيق الشكل المخروطي المرغوب فيه. تطورت التنورات لتصبح أوسع، مدعومة بأطواق داخلية (Paniers) تتسع تدريجياً على الجانبين.
الرداء الفرنسي (Robe à la Française): كان هذا الرداء أحد أكثر الأنماط شيوعًا في هذه الفترة. يتميز بظهر واسع ومنسدل على شكل طيات (Watteau pleats) تنزل من الكتفين إلى الأرض. كان الرداء يُرتدى عادةً فوق قميص داخلي (Chemise) وصدرية (Stomacher) قابلة للفصل، مما يسمح بتغيير المظهر العام للرداء. غالبًا ما كانت تُزين الصدرية بتطريزات غنية وزخارف معقدة.
الرداء الإنجليزي (Robe à l’Anglaise): كان هذا النمط أكثر بساطة وعملية من الرداء الفرنسي. كان يتميز بظهر ضيق ومناسب للجسم، وكان يُرتدى بدون أطواق داخلية واسعة. كان الرداء الإنجليزي شائعًا بشكل خاص في الطبقات الوسطى من المجتمع.
الأقمشة والألوان: كانت الأقمشة الفاخرة مثل الحرير والدامسكو والمخمل شائعة جدًا. غالبًا ما كانت تُستخدم الألوان الزاهية والجريئة مثل الأحمر والأزرق والأخضر والذهبي. كانت التطريزات والزخارف جزءًا لا يتجزأ من الفساتين، حيث كانت تُستخدم لتزيين الحواف والصدرية والأكمام.
الإكسسوارات: لعبت الإكسسوارات دورًا هامًا في إكمال مظهر المرأة. تضمنت الإكسسوارات الشائعة المراوح والمجوهرات والقبعات والأحذية. كانت المراوح تُستخدم للتعبير عن المشاعر وإضفاء لمسة من الأناقة. كانت المجوهرات تُعتبر رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية. كانت القبعات تأتي في مجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام، وغالبًا ما كانت تُزين بالريش والزهور والشرائط. كانت الأحذية ذات الكعب العالي شائعة، وكانت مصنوعة من الجلد أو الحرير.
أزياء الرجال
كانت أزياء الرجال في هذه الفترة تتميز أيضًا بالبذخ والاهتمام بالتفاصيل. كانت البدلة المكونة من ثلاث قطع هي الزي الأساسي للرجال، وتتكون من معطف وسترة وسروال.
المعطف (Justaucorps): كان المعطف طويلًا وفضفاضًا، ويصل طوله إلى الركبة. كان يتميز بأكمام واسعة وأزرار مزخرفة. غالبًا ما كان يُصنع المعطف من الأقمشة الفاخرة مثل الحرير أو الصوف.
السترة (Waistcoat): كانت السترة أقصر من المعطف، وكانت تُرتدى تحته. كانت السترة غالبًا ما تكون مصنوعة من قماش مختلف عن المعطف، وكانت تُزين بتطريزات أو زخارف.
السروال (Breeches): كان السروال ضيقًا ويصل إلى الركبة. كان يُربط السروال بجوارب طويلة مصنوعة من الحرير أو الصوف.
الأقمشة والألوان: كانت الأقمشة الفاخرة مثل الحرير والمخمل والدامسكو شائعة جدًا لملابس الرجال. غالبًا ما كانت تُستخدم الألوان الداكنة مثل الأسود والأزرق الداكن والأخضر الداكن. كانت التطريزات والزخارف تُستخدم لتزيين المعاطف والسترات.
الإكسسوارات: تضمنت الإكسسوارات الشائعة للرجال الباروكات والقبعات والعصي والمجوهرات. كانت الباروكات جزءًا أساسيًا من مظهر الرجل النبيل، وكانت تأتي في مجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام. كانت القبعات تُرتدى في الهواء الطلق، وكانت تُصنع من اللباد أو الحرير. كانت العصي تُستخدم كإكسسوار أنيق، وكانت مصنوعة من الخشب أو العاج. كانت المجوهرات تُستخدم لإظهار الثروة والمكانة الاجتماعية.
التأثيرات الاجتماعية والثقافية
تأثرت الموضة في الفترة من 1700 إلى 1750 بعدة عوامل اجتماعية وثقافية. كان صعود الطبقة الوسطى وظهور الثقافة التجارية من بين العوامل التي ساهمت في تغيير الأذواق والأنماط. أدى انتشار الأفكار التنويرية إلى التركيز على العقلانية والبساطة، مما أثر على الموضة بشكل تدريجي. كما لعبت البلاطات الملكية دورًا هامًا في تحديد اتجاهات الموضة، حيث كان الملوك والملكات والنبلاء يقدمون أمثلة يحتذى بها.
كانت الموضة أيضًا وسيلة للتعبير عن الهوية الاجتماعية والسياسية. كان الأفراد يستخدمون الملابس والإكسسوارات للتعبير عن انتماءاتهم الطبقية والدينية والسياسية. على سبيل المثال، كان بعض الأفراد يرتدون ملابس بسيطة وغير مزخرفة للتعبير عن دعمهم للأفكار الجمهورية، بينما كان آخرون يرتدون ملابس فاخرة ومزخرفة لإظهار ولائهم للملكية.
التطورات التكنولوجية
شهدت الفترة من 1700 إلى 1750 تطورات تكنولوجية هامة في صناعة النسيج والملابس. تم اختراع آلات جديدة لغزل ونسج الأقمشة، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف. كما تم تطوير تقنيات جديدة لطباعة الأقمشة وتطريزها، مما سمح بإنتاج تصاميم أكثر تعقيدًا وتنوعًا. ساهمت هذه التطورات في جعل الموضة في متناول عدد أكبر من الناس، وساعدت في انتشار الأنماط الجديدة بسرعة أكبر.
خاتمة
كانت الموضة في الفترة من 1700 إلى 1750 تعكس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في ذلك الوقت. تميزت هذه الفترة بالبذخ والرفاهية والاهتمام بالتفاصيل. شهدت أزياء النساء والرجال تحولات كبيرة في الأقمشة والأنماط والإكسسوارات. لعبت العوامل الاجتماعية والثقافية والتطورات التكنولوجية دورًا هامًا في تشكيل الموضة في هذه الحقبة.