نشأة وتأسيس الحركة
تعود جذور حركة العدالة الوطنية إلى فترة التسعينيات، حيث نشطت مجموعة من المثقفين والناشطين السياسيين في المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي في البحرين. وفي عام 2001، تم الإعلان رسميًا عن تأسيس الحركة تحت اسم “جمعية العدالة”، وسجلت كجمعية سياسية مرخصة وفقًا لقانون الجمعيات السياسية.
يُعتبر الدكتور عبد الله الهاشمي من أبرز مؤسسي الحركة وأول أمين عام لها. وقد ساهم الهاشمي، وهو أكاديمي وباحث قانوني، في وضع الأسس الفكرية والتنظيمية للحركة، وتعبئة الشباب والناشطين للانضمام إليها.
أهداف ومبادئ الحركة
تتبنى حركة العدالة الوطنية مجموعة من الأهداف والمبادئ الأساسية، التي تشكل الإطار العام لعملها السياسي والاجتماعي، ومن أبرز هذه الأهداف والمبادئ:
- تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة: تسعى الحركة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع المواطنين البحرينيين، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية. وتؤمن بأن العدالة الاجتماعية هي الأساس لتحقيق الاستقرار والتنمية في المجتمع.
- تعزيز الوحدة الوطنية: تعتبر الحركة أن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان للمجتمع البحريني، وتسعى إلى تعزيزها من خلال الحوار والتفاهم والتسامح بين جميع المكونات الاجتماعية. وترفض الحركة أي شكل من أشكال التمييز أو التحريض على الكراهية.
- الدفاع عن حقوق العمال والفلاحين: تولي الحركة اهتمامًا خاصًا بحقوق العمال والفلاحين، وتسعى إلى تحسين ظروف عملهم ومعيشتهم، وضمان حصولهم على الأجور العادلة والحماية الاجتماعية اللازمة. وتؤمن الحركة بأن العمال والفلاحين هم القاعدة الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- مكافحة الفساد والاستبداد: تعتبر الحركة أن الفساد والاستبداد هما من أخطر الآفات التي تهدد المجتمع، وتسعى إلى مكافحتهما بكل الوسائل المشروعة. وتطالب الحركة بتطبيق مبادئ الشفافية والمساءلة والمحاسبة في جميع المؤسسات الحكومية.
- ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان: تؤمن الحركة بأن الديمقراطية هي أفضل نظام سياسي يحقق مصالح الشعب، وتسعى إلى ترسيخها في البحرين من خلال الإصلاح السياسي وتوسيع المشاركة الشعبية. وتطالب الحركة باحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وعلى رأسها حرية التعبير وحرية التجمع وحرية تكوين الجمعيات.
- الاستقلال الوطني والسيادة الشعبية: تؤكد الحركة على أهمية الاستقلال الوطني والسيادة الشعبية، وترفض أي تدخل أجنبي في شؤون البحرين الداخلية. وتدعو الحركة إلى تعزيز العلاقات العربية والإسلامية، والدفاع عن قضايا الأمة العادلة.
مواقف الحركة من القضايا الوطنية
تتخذ حركة العدالة الوطنية مواقف واضحة ومحددة من مختلف القضايا الوطنية التي تهم المجتمع البحريني، ومن أبرز هذه المواقف:
- القضية السياسية: تطالب الحركة بإجراء إصلاح سياسي شامل، يؤدي إلى إقامة نظام ديمقراطي حقيقي، يقوم على أساس فصل السلطات والتداول السلمي للسلطة، وضمان المشاركة الشعبية في صنع القرار. وتدعو الحركة إلى تعديل الدستور، وتوسيع صلاحيات البرلمان، وإطلاق الحريات العامة، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات.
- القضية الاقتصادية: تدعو الحركة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، التي تعود بالنفع على جميع المواطنين، وتساهم في تقليل الفوارق الاجتماعية. وتطالب الحركة بتنويع مصادر الدخل القومي، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الإنتاجية، وتوفير فرص العمل للشباب، ومكافحة البطالة.
- القضية الاجتماعية: تسعى الحركة إلى معالجة المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع البحريني، مثل الفقر والبطالة والإسكان والتعليم والصحة. وتطالب الحركة بتوفير الخدمات الأساسية لجميع المواطنين، وتحسين مستوى معيشتهم، وضمان حصولهم على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
- القضية الأمنية: تؤكد الحركة على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع، وتدعو إلى مكافحة الجريمة والإرهاب والتطرف. وتطالب الحركة بتعزيز دور المؤسسات الأمنية في حماية المواطنين، وتطبيق القانون على الجميع، دون تمييز أو تهاون.
- القضية الطائفية: ترفض الحركة أي شكل من أشكال الطائفية والتمييز الطائفي، وتدعو إلى الوحدة الوطنية والتسامح بين جميع الطوائف. وتؤمن الحركة بأن البحرين وطن للجميع، ولا يجوز لأي طرف أن يحتكر السلطة أو الثروة أو النفوذ.
مشاركة الحركة في الحياة السياسية
شاركت حركة العدالة الوطنية في مختلف الانتخابات النيابية والبلدية التي أجريت في البحرين منذ تأسيسها. وقد تمكنت الحركة من الحصول على عدد من المقاعد في البرلمان والمجالس البلدية، ولعبت دورًا فاعلًا في الرقابة على أداء الحكومة، والدفاع عن مصالح المواطنين، والمساهمة في التشريع.
كما شاركت الحركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه الملك حمد بن عيسى آل خليفة في عام 2011، بهدف التوصل إلى حلول للأزمة السياسية التي شهدتها البلاد. وقدمت الحركة خلال الحوار مجموعة من المقترحات والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
إلا أن الحركة واجهت العديد من التحديات والصعوبات في عملها السياسي، من بينها القيود المفروضة على الحريات العامة، والمضايقات التي يتعرض لها أعضاؤها، والتهميش الذي تمارسه بعض الجهات الرسمية ضدها. ورغم ذلك، تواصل الحركة عملها السياسي، وتؤمن بأنها قادرة على تحقيق أهدافها من خلال النضال السلمي والديمقراطي.
أبرز شخصيات الحركة
تضم حركة العدالة الوطنية مجموعة من الشخصيات البارزة التي ساهمت في تأسيسها وتطويرها، ومن أبرز هذه الشخصيات:
- الدكتور عبد الله الهاشمي: المؤسس وأول أمين عام للحركة، وهو أكاديمي وباحث قانوني.
- الأستاذة لولوة بودلامة: ناشطة حقوقية وسياسية، وعضو مؤسس في الحركة.
- الدكتور حسن مدن: كاتب ومفكر سياسي، وعضو بارز في الحركة.
- الأستاذ جاسم حسين: ناشط سياسي واجتماعي، وعضو قيادي في الحركة.
التحديات التي تواجه الحركة
تواجه حركة العدالة الوطنية العديد من التحديات والصعوبات في عملها السياسي، من بينها:
- القيود المفروضة على الحريات العامة: تعاني الحركة من القيود المفروضة على حرية التعبير وحرية التجمع وحرية تكوين الجمعيات، مما يعيق عملها السياسي والإعلامي.
- المضايقات التي يتعرض لها أعضاؤها: يتعرض أعضاء الحركة للمضايقات والاعتقالات التعسفية، مما يثبط عزيمتهم ويقلل من نشاطهم.
- التهميش الذي تمارسه بعض الجهات الرسمية ضدها: تتعرض الحركة للتهميش والإقصاء من قبل بعض الجهات الرسمية، مما يحد من قدرتها على التأثير في صنع القرار.
- التحديات الاقتصادية والاجتماعية: تعاني الحركة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المجتمع البحريني، مثل الفقر والبطالة والإسكان والتعليم والصحة.
- التحديات الإقليمية والدولية: تتأثر الحركة بالتحديات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، مثل الصراعات والنزاعات والتدخلات الأجنبية.
مستقبل الحركة
تتطلع حركة العدالة الوطنية إلى مستقبل أفضل للبحرين، يسوده العدل والمساواة والديمقراطية. وتؤمن الحركة بأنها قادرة على تحقيق أهدافها من خلال النضال السلمي والديمقراطي، وبالتعاون مع جميع القوى الوطنية المخلصة. وتسعى الحركة إلى بناء دولة عصرية، تحترم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتضمن المشاركة الشعبية في صنع القرار، وتحقق التنمية المستدامة لجميع المواطنين.
خاتمة
حركة العدالة الوطنية هي حزب سياسي بحريني يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتعزيز الوحدة الوطنية. تواجه الحركة تحديات عديدة، ولكنها مصممة على مواصلة النضال من أجل تحقيق أهدافها. تعتبر الحركة جزءًا من المشهد السياسي البحريني وتسعى للمساهمة في بناء مستقبل أفضل للبلاد.