نشأته وتعليمه
نشأ ستيفن بريفيت في منطقة خليج سان فرانسيسكو، وتلقى تعليمه المبكر في مدارسها المحلية. التحق بجامعة سانتا كلارا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة. شغفه بالتعليم والخدمة دفعه للانضمام إلى جمعية يسوع، وهي منظمة دينية كاثوليكية معروفة بالتزامها بالتعليم والعدالة الاجتماعية.
بعد دخوله جمعية يسوع، واصل بريفيت دراساته اللاهوتية والفلسفية. حصل على درجة الماجستير في اللاهوت من مدرسة اللاهوت اليسوعية في بيركلي، كاليفورنيا. كما حصل على درجة الدكتوراه في الإدارة التعليمية من جامعة كاليفورنيا، بيركلي. جمعت خلفيته الأكاديمية بين المعرفة اللاهوتية والفهم العميق للإدارة التعليمية، مما أهله بشكل فريد للقيادة في مؤسسة مثل جامعة سان فرانسيسكو.
مسيرته المهنية
قبل توليه منصب رئيس جامعة سان فرانسيسكو، شغل الأب بريفيت مناصب قيادية مختلفة داخل جمعية يسوع وفي المؤسسات التعليمية. عمل كأستاذ، وإداري، وراعٍ روحي، مما أكسبه خبرة واسعة في مختلف جوانب التعليم العالي الكاثوليكي. وقد ساهمت هذه الخبرة المتنوعة في رؤيته الشاملة للجامعة ودورها في المجتمع.
رئاسة جامعة سان فرانسيسكو
في عام 1991، تم تعيين الأب ستيفن بريفيت رئيسًا لجامعة سان فرانسيسكو، وهي جامعة يسوعية تقع في قلب مدينة سان فرانسيسكو. تولى هذا المنصب في وقت كانت فيه الجامعة تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك الضغوط المالية المتزايدة والحاجة إلى التكيف مع التغيرات الديموغرافية في المنطقة. قاد بريفيت الجامعة خلال هذه الفترة الصعبة، ونجح في تحقيق الاستقرار المالي وتعزيز مكانة الجامعة كمركز للتميز الأكاديمي والالتزام بالعدالة الاجتماعية.
خلال فترة رئاسته، أشرف الأب بريفيت على عدد من المبادرات الهامة التي ساهمت في تطوير الجامعة. وتشمل هذه المبادرات:
- تحسين المرافق: قام بتحديث وتوسيع الحرم الجامعي، بما في ذلك بناء مباني جديدة وتجديد المباني القائمة.
- تعزيز البرامج الأكاديمية: دعم تطوير برامج أكاديمية جديدة ومبتكرة، مع التركيز على المجالات التي تتناسب مع احتياجات المجتمع المتغيرة.
- زيادة التنوع: عمل على زيادة التنوع العرقي والاجتماعي والاقتصادي في الجامعة، من خلال برامج المنح الدراسية والمبادرات الأخرى.
- تعزيز الالتزام بالخدمة: شجع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على المشاركة في خدمة المجتمع، من خلال برامج العمل التطوعي والشراكات مع المنظمات المحلية.
كما كان الأب بريفيت مدافعًا قويًا عن التعليم اليسوعي، الذي يركز على تطوير الطلاب كأفراد متكاملين، قادرين على التفكير النقدي والعمل من أجل الصالح العام. وقد أكد على أهمية القيم اليسوعية، مثل العدالة الاجتماعية والرحمة والالتزام بالبحث عن الحقيقة، في تشكيل شخصية الطلاب وإعدادهم للقيادة في عالم معقد.
تقاعد الأب بريفيت من منصب رئيس جامعة سان فرانسيسكو في عام 2014، بعد أن خدم الجامعة لمدة 23 عامًا. خلال فترة رئاسته، شهدت الجامعة نموًا وتطورًا كبيرين، وأصبحت واحدة من أبرز الجامعات اليسوعية في البلاد. ولا يزال الأب بريفيت شخصية محترمة في المجتمع الجامعي وفي مدينة سان فرانسيسكو، ويُذكر لالتزامه بالتعليم والعدالة الاجتماعية.
إرثه ومساهماته
ترك الأب ستيفن بريفيت إرثًا دائمًا في جامعة سان فرانسيسكو وفي مجال التعليم العالي الكاثوليكي بشكل عام. فقد كان قائدًا فعالًا ورؤيويًا، وقاد الجامعة خلال فترة من التحديات والفرص. لقد نجح في تعزيز مكانة الجامعة كمركز للتميز الأكاديمي والالتزام بالعدالة الاجتماعية، وألهم أجيالًا من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
بالإضافة إلى عمله في جامعة سان فرانسيسكو، شارك الأب بريفيت في عدد من المنظمات والمبادرات الأخرى التي تهدف إلى تعزيز التعليم والعدالة الاجتماعية. وقد عمل في مجالس إدارة العديد من المؤسسات التعليمية وغير الربحية، وقدم المشورة والخبرة في مجموعة متنوعة من القضايا. كما كان مدافعًا قويًا عن حقوق المهاجرين والفقراء والمهمشين، وعمل بلا كلل لتعزيز العدالة والمساواة للجميع.
يمكن تلخيص مساهمات الأب بريفيت في النقاط التالية:
- القيادة الفعالة: قاد جامعة سان فرانسيسكو خلال فترة من التحديات والفرص، ونجح في تحقيق الاستقرار المالي وتعزيز مكانة الجامعة.
- الالتزام بالتعليم اليسوعي: أكد على أهمية القيم اليسوعية في تشكيل شخصية الطلاب وإعدادهم للقيادة في عالم معقد.
- تعزيز العدالة الاجتماعية: دافع عن حقوق المهاجرين والفقراء والمهمشين، وعمل بلا كلل لتعزيز العدالة والمساواة للجميع.
- تحسين المرافق والبرامج الأكاديمية: أشرف على تحسين المرافق وتطوير البرامج الأكاديمية في جامعة سان فرانسيسكو، مما ساهم في تعزيز مكانة الجامعة كمركز للتميز الأكاديمي.
- زيادة التنوع: عمل على زيادة التنوع العرقي والاجتماعي والاقتصادي في الجامعة، مما ساهم في خلق بيئة تعليمية أكثر شمولاً وإنصافًا.
لا يزال إرث الأب بريفيت يلهم الناس في جميع أنحاء العالم. لقد كان نموذجًا للقائد الخادم، الذي وضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاته الخاصة. وقد أظهر أن التعليم يمكن أن يكون قوة قوية للتغيير الاجتماعي، وأن الالتزام بالعدالة الاجتماعية يمكن أن يجعل العالم مكانًا أفضل.
الحياة بعد الرئاسة
بعد تقاعده من رئاسة جامعة سان فرانسيسكو، لم يبتعد الأب بريفيت عن العمل المجتمعي والخدمة. استمر في المشاركة في العديد من المبادرات الخيرية والتعليمية، واستمر في تقديم المشورة والإرشاد للقادة الشباب. كما كرس وقته للكتابة والتأمل، وتبادل رؤيته حول التعليم والقيادة والعدالة الاجتماعية مع جمهور أوسع.
الأب بريفيت هو مثال حي على كيف يمكن لشخص واحد أن يحدث فرقًا كبيرًا في العالم. من خلال التزامه بالتعليم والعدالة الاجتماعية، فقد ترك بصمة لا تمحى على جامعة سان فرانسيسكو وعلى المجتمع ككل. ولا تزال قصته تلهم الناس في جميع أنحاء العالم للعمل من أجل عالم أفضل.
خاتمة
الأب ستيفن بريفيت، كاهن يسوعي ورئيس سابق لجامعة سان فرانسيسكو، يمثل نموذجًا للقائد الملتزم بالتعليم والعدالة الاجتماعية. من خلال قيادته ورؤيته، ساهم في تطوير الجامعة وجعلها مركزًا للتميز الأكاديمي والخدمة المجتمعية. إرثه يلهم الأجيال القادمة للعمل من أجل عالم أفضل وأكثر عدلاً.