التأسيس والسنوات الأولى (1932-1945)
بدأ كل شيء في بوسطن عام 1932 عندما حصل جورج بريستون مارشال على حق امتياز فريق جديد في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية. أطلق مارشال على الفريق اسم “بوسطن بريفز” تكريماً لفريق البيسبول المحلي. ومع ذلك، لم يحقق الفريق نجاحاً كبيراً في موسمه الأول، إذ أنهى الموسم بسجل 4-4-2. في وقت لاحق من نفس العام، تم تغيير اسم الفريق إلى “بوسطن ريدسكينز”.
في عام 1933، استأجر مارشال المدرب “ديكمان” بوتش بيورنستاد، الذي قاد الفريق إلى تسجيل 5-6. استمر الفريق في التحسن، وفي عام 1936 فاز الفريق ببطولة القسم الشرقي، ثم فاز على فريق غرين باي باكرز في بطولة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية. شكل سامي باو، لاعب الوسط الأسطوري، إضافة قوية للفريق في هذه الفترة.
في عام 1937، اتخذ مارشال قراراً جريئاً بنقل الفريق إلى واشنطن العاصمة، بحثاً عن قاعدة جماهيرية أكبر وإمكانيات اقتصادية أفضل. كان هذا الانتقال بداية حقبة جديدة للفريق، حيث سرعان ما أصبح الفريق جزءاً لا يتجزأ من هوية المدينة.
الانتقال إلى واشنطن والنجاح المبكر (1937-1950)
بعد الانتقال إلى واشنطن، حقق الفريق نجاحاً فورياً. فاز الفريق ببطولة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية عام 1937، بعد فوزه على فريق شيكاغو بيرز. قاد سامي باو الفريق في هذا الوقت، وأصبح أحد أبرز لاعبي كرة القدم في عصره. تميزت هذه الفترة ببناء قاعدة جماهيرية قوية للفريق في واشنطن العاصمة.
خلال الأربعينيات، استمر الفريق في المنافسة على أعلى المستويات، ووصل إلى بطولة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية مرة أخرى عام 1940 و 1942، لكنه خسر في المرتين أمام فريق شيكاغو بيرز. على الرغم من ذلك، ظل الفريق قوة مهيمنة في القسم الشرقي.
فترة الركود (1950-1970)
شهدت الخمسينيات والستينيات فترة صعبة للفريق. على الرغم من وجود بعض اللاعبين الموهوبين، إلا أن الفريق لم يتمكن من تحقيق النجاح الذي حققه في السابق. عانى الفريق من تغييرات متكررة في المدربين واللاعبين، مما أثر على استقراره وأدائه. خلال هذه الفترة، كان الصراع من أجل المساواة العرقية قضية رئيسية في الولايات المتحدة، وكان فريق واشنطن ريدسكينز آخر فريق في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية يقوم بدمج اللاعبين السود في صفوفه.
ظل جورج بريستون مارشال مالكًا للفريق حتى وفاته في عام 1969. كانت سياسته العنصرية المتمثلة في عدم توظيف لاعبين سود قد أثارت جدلاً واسعاً، مما أثر سلبًا على صورة الفريق وأدائه. لم يتم دمج اللاعبين السود في الفريق إلا في عام 1962، بعد ضغوط كبيرة من الحكومة الفيدرالية.
عهد جورج ألين والنجاح في السبعينيات (1970-1980)
شهدت السبعينيات بداية حقبة جديدة للفريق مع تعيين جورج ألين مدرباً للفريق في عام 1971. قام ألين بإجراء تغييرات جذرية في الفريق، وقام بضم العديد من اللاعبين المخضرمين من فرق أخرى. على الرغم من أن الفريق لم يفز ببطولة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية خلال فترة ألين، إلا أنه حقق نجاحاً كبيراً في الوصول إلى الأدوار الإقصائية بشكل منتظم.
تشكلت خلال هذه الفترة فرقة الدفاع الشهيرة “Over-the-Hill Gang”، التي ضمت العديد من اللاعبين المخضرمين الذين ساهموا في تحسين أداء الفريق الدفاعي. وصل الفريق إلى السوبر بول السابع (Super Bowl VII) في عام 1973، لكنه خسر أمام فريق ميامي دولفينز.
عهد جو غيبز والنجاح في الثمانينيات والتسعينيات (1981-2000)
في عام 1981، تم تعيين جو غيبز مدرباً للفريق، وبدأ عهد ذهبي جديد. قاد غيبز الفريق للفوز بثلاث بطولات سوبر بول (Super Bowl XVII عام 1983، Super Bowl XXII عام 1988، و Super Bowl XXVI عام 1992). تميزت هذه الفترة بوجود لاعبين موهوبين مثل جو ثايسمان، جون ريغينز، داريل غرين، وآرت مونك.
كانت خطة غيبز الهجومية المبتكرة، المعروفة باسم “The Hogs”، قوة لا يستهان بها، وساهمت في تحقيق الفريق للعديد من الانتصارات. استقال غيبز من منصبه كمدرب في عام 1992، لكنه عاد لتدريب الفريق مرة أخرى في عام 2004.
فترة ما بعد غيبز والتحديات (2000-2022)
بعد استقالة جو غيبز الأولى في عام 1992، مر الفريق بفترة من عدم الاستقرار. تم تغيير العديد من المدربين واللاعبين، ولم يتمكن الفريق من تحقيق النجاح الذي حققه في السابق. استحوذ دان سنايدر على الفريق في عام 1999، لكن فترة ملكيته شهدت العديد من الجدالات والانتقادات.
على الرغم من وجود بعض المواسم الجيدة، إلا أن الفريق لم يتمكن من العودة إلى قمة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية. واجه الفريق أيضاً العديد من المشاكل المتعلقة بصورة الفريق واسمه، مما أدى في النهاية إلى تغيير الاسم إلى “واشنطن كوماندرز” في عام 2022.
تغيير الاسم إلى واشنطن كوماندرز (2022-الآن)
في عام 2022، أعلن الفريق رسمياً عن تغيير اسمه إلى “واشنطن كوماندرز” بعد سنوات من الجدل حول الاسم السابق. يهدف الاسم الجديد إلى تمثيل الوحدة والقوة والشجاعة. يمثل هذا التغيير بداية جديدة للفريق، وفرصة لبناء هوية جديدة ومستقبل مشرق.
لا يزال الفريق يواجه العديد من التحديات، لكنه يسعى جاهداً لتحقيق النجاح وإعادة بناء قاعدة جماهيرية قوية. يأمل المشجعون أن يكون الاسم الجديد بداية حقبة جديدة من النجاح والازدهار للفريق.
خاتمة
تاريخ واشنطن كوماندرز حافل بالتقلبات والنجاحات والإخفاقات. منذ تأسيسه في بوسطن عام 1932، مر الفريق بالعديد من المراحل والتغييرات. على الرغم من التحديات التي واجهها الفريق، إلا أنه تمكن من تحقيق بعض الإنجازات البارزة، بما في ذلك الفوز بثلاث بطولات سوبر بول. يبقى الفريق جزءاً مهماً من تاريخ كرة القدم الأمريكية، ويتطلع المشجعون إلى مستقبل أفضل تحت الاسم الجديد “واشنطن كوماندرز”.