<![CDATA[
التاريخ
تعود جذور البحرية اليوغوسلافية إلى وحدات البحرية البارتيزانية التي قاتلت ضد قوات المحور خلال الحرب العالمية الثانية. بعد انتهاء الحرب وتأسيس جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية، تم إنشاء بحرية حديثة نسبياً، مدعومة بالمساعدات العسكرية من الاتحاد السوفيتي والدول الغربية. خلال فترة الحرب الباردة، اتبعت يوغوسلافيا سياسة الحياد، وحاولت الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من الشرق والغرب، وهو ما انعكس في تنوع المعدات البحرية التي استخدمتها.
خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بدأت يوغوسلافيا في تطوير صناعة بناء السفن المحلية، وأنتجت العديد من السفن الحربية التي خدمت في البحرية اليوغوسلافية، بما في ذلك الفرقاطات والزوارق الصاروخية والغواصات الصغيرة. ومع ذلك، ظلت البحرية اليوغوسلافية تعتمد بشكل كبير على الواردات من الاتحاد السوفيتي والدول الأخرى للحصول على المعدات الأكثر تطوراً.
في التسعينيات، أدى تفكك يوغوسلافيا إلى تدمير البحرية اليوغوسلافية. خلال حرب الاستقلال الكرواتية، سيطرت البحرية اليوغوسلافية على جزء كبير من الساحل الكرواتي، لكنها اضطرت في النهاية إلى الانسحاب بعد خسائر فادحة. بعد ذلك، تم تقسيم البحرية اليوغوسلافية بين الدول التي خلفت يوغوسلافيا، حيث ذهب الجزء الأكبر إلى البحرية الصربية المونتينيغرية.
الهيكل والتنظيم
كانت البحرية اليوغوسلافية جزءًا من الجيش الشعبي اليوغوسلافي (Jugoslovenska Narodna Armija – JNA). كانت تحت قيادة قائد البحرية، الذي كان مسؤولاً أمام رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي اليوغوسلافي. كانت البحرية اليوغوسلافية مقسمة إلى عدة أساطيل ومناطق بحرية، وكان لكل منها مسؤوليات محددة. شملت الأساطيل الرئيسية:
- أسطول البحر الأدرياتيكي: وكان الأسطول الرئيسي للبحرية اليوغوسلافية، ومقره في سبليت.
- أسطول الدعم اللوجستي: مسؤول عن توفير الدعم اللوجستي لجميع وحدات البحرية.
بالإضافة إلى الأساطيل، كانت البحرية اليوغوسلافية تسيطر أيضًا على عدد من القواعد البحرية والمرافق الساحلية، والتي كانت تستخدم لدعم عملياتها.
المعدات
تضمنت المعدات التي استخدمتها البحرية اليوغوسلافية مجموعة متنوعة من السفن والطائرات والأسلحة، بما في ذلك:
- الغواصات: كانت البحرية اليوغوسلافية تمتلك عدداً من الغواصات، بما في ذلك الغواصات السوفيتية من فئة “Whiskey” والغواصات المحلية الصنع من فئة “Heroj”.
- الفرقاطات والمدمرات: شملت هذه الفئة الفرقاطات من فئة “Kotor” والمدمرات من فئة “Koni” (التي تم الحصول عليها من الاتحاد السوفيتي).
- الزوارق الصاروخية: لعبت الزوارق الصاروخية دوراً هاماً في استراتيجية الدفاع الساحلي اليوغسلافي.
- كاسحات الألغام: استخدمت لإزالة الألغام البحرية وحماية الممرات البحرية.
- الطائرات: كانت البحرية اليوغوسلافية تمتلك أسطولًا صغيرًا من الطائرات البحرية، بما في ذلك طائرات الدوريات البحرية وطائرات الهليكوبتر المضادة للغواصات.
بالإضافة إلى ذلك، استخدمت البحرية اليوغوسلافية مجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن والطوربيدات والألغام البحرية والمدفعية البحرية.
العمليات البارزة
شاركت البحرية اليوغوسلافية في عدد قليل من العمليات العسكرية البارزة خلال فترة وجودها. خلال حرب الاستقلال الكرواتية، فرضت البحرية اليوغوسلافية حصارًا بحريًا على الساحل الكرواتي وحاولت منع وصول الإمدادات إلى القوات الكرواتية. كما شاركت في قصف عدد من المدن الساحلية الكرواتية، بما في ذلك دوبروفنيك وسبليت. ومع ذلك، تكبدت البحرية اليوغوسلافية خسائر فادحة خلال الحرب، واضطرت في النهاية إلى الانسحاب من المياه الكرواتية.
في عام 1991، قامت البحرية اليوغوسلافية بمحاولة فاشلة للاستيلاء على جزيرة فيس الكرواتية. تم صد الهجوم من قبل القوات الكرواتية، وتكبدت البحرية اليوغوسلافية خسائر فادحة.
التفكك والإرث
أدى تفكك يوغوسلافيا في التسعينيات إلى نهاية البحرية اليوغوسلافية. تم تقسيم الأصول المتبقية للبحرية بين الدول التي خلفت يوغوسلافيا، حيث ذهب الجزء الأكبر إلى البحرية الصربية المونتينيغرية. ومع ذلك، لا تزال البحرية اليوغوسلافية تمثل جزءًا مهمًا من التاريخ العسكري ليوغوسلافيا، ولا تزال تذكرها العديد من الأجيال.
اليوم، تحتفظ كل من كرواتيا وصربيا والجبل الأسود بسفن حربية كانت في السابق جزءًا من البحرية اليوغوسلافية. وتواصل هذه السفن خدمة بلدانها، وإن كان ذلك بأعداد أقل بكثير مما كانت عليه في الماضي.
خاتمة
كانت البحرية اليوغوسلافية قوة دفاع ساحلية تهدف إلى حماية سواحل يوغوسلافيا من أي عدوان خارجي. على الرغم من أنها لم تكن قوة بحرية كبيرة مقارنة بالدول الكبرى، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في تاريخ يوغوسلافيا، خاصة خلال فترة الحرب الباردة وحروب التسعينيات. أدى تفكك يوغوسلافيا إلى نهاية البحرية اليوغوسلافية، ولكن إرثها لا يزال حيًا في الدول التي خلفتها.